S'abonner
Se connecter
logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
25.04.2019 à 22 H 07 • Mis à jour le 25.04.2019 à 22 H 07 • Temps de lecture : 1 minutes
Par
تدوينة

أساتذة « المُوقْفْ »،هنا وصل العبث في تسيير قضية التعاقد

فايسبوك


لم تعد هناك من ضرورة لكتابة مقال يشرح ما آل إليه قطاع التعليم في بلدنا، فالمغربي يلاحظ اليوم كما منذ عقود وفي صمت تردي القطاع. لقد تأكد بالملموس أن النظام التعليمي المغربي أصبح آلة لصنع الفشل وتدمير مستقبل أبنائنا.


مؤسف هذا الأمر لكنها الحقيقة.

المشكل عميق جدا، إلى درجة أنه يتعدى قضية التعاقد أو التوظيف. أكثر من ذلك يصر المسؤولون عن القطاع على تدبير هذا الملف بتخبط وعشوائية، فالأمر يتجاوزهم كما هو واضح "كبير عليهم"، بسبب انعدام الإمكانيات والكفاءات اللازمة من أجل حل أزمة كهذه. أكبر دليل على هذا هو تفويض المشكل إلى وزارة الداخلية : بدل الحوار مع الأساتذة تقوم خراطيم المياه والهراوات بذلك.


اليوم، لا أكتب لكي أعبر عن تضامني مع شباب يحرم من حقه في التظاهر، متعرضا للعنف، أو كي أدعو إلى احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير والتظاهر. بل في هذه اللحظة بالذات، ما دفعني إلى الكتابة هو إحساس برغبة في القيء (آسفة لكنها الحقيقة بكل صدق).


توصلت قبل قليل، على الواتساب، بتسجيل صوتي لأحدهم يقوم بعملية تعبئة من أجل المشاركة في حل أزمة أمزازي.


أمزازي الذي فشل في إرجاع الأساتذة إلى أقسامهم، يحاول جاهدا في مناورة غير بيداغوجية إخماد الحريق وذر الرماد في أعين الآباء. همه الوحيد اليوم هو "الدراري يبقاو في الأقسام"، دون أن يهمه أبدا ماذا سيتعلمون في هذه الشهور التي تواصلت فيها الإضرابات. من أجل تحقيق هدفه هذا يحاول أمزازي تنفيذ خطة مفادها : تعويض الأساتذة المتعاقدين بأشخاص لا علاقة لهم بالتعليم مقابل أجر زهيد ليس من أجل تدريس الأطفال بل "يحضيوهم فقط"، تلخيص الدروس وتقديمها ناقصة إلى التلاميذ، وتقسيم ساعات عمل الأساتذة الموظفين بين مختلف الأقسام تفاديا لبقاء التلاميذ خارج أسوار المدارس. بالنسبة إليه المحتوى ليس مهما أبدا، بل همه الوحيد هو "يشدو الدراري فالأقسام". الأمر لا يعنيه طبعا ولا يعني أطفاله وإلا لكان هو أول من يحمل لافتة احتجاج كما فعل يوم اتخذت المدرسة الفرنسية "فين كيقري ولادو" قرارا لم يرقه.


كنت أحكي عن الأوديو الذي توصلت به وعن إحساسي بالقيء. في التسجيل الواتسابي نسمع صوت شخص يتحدث كأي "بزناس كيضبّر على شي وحدين فتبزنيسة". يقول : المهم غدا انشاء الله اجتماع مع الطناش كْد كْد، فالقاعة فين تلاقينا داك المرة ! (مما يعني أن هناك مرة أو مرات سابقة) ويردف : كاينين دي بوسط (des postes) فالثانوي ودي بوسط فالإعدادي وشي عشرة ولا حضاش فالابتدائي... اللي بغى يخدم مرحبا بيه، غير صدقة جارية، للي كيعرف شي حد فالفرونسي وفالفلسفة، هوما فين كاين الخصاص بزاف. القرعة اللي درنا ديك المرة راه غنحافظو عليها، والناس الجداد يدخلو فالقرعة الجديدة باش يلا بانو شي بلايص جداد !

يتحدث بوضوح عن مناصب شغل، معينا أشخاصا مجهولين عبر مجموعة واتسابية لتعويض الأساتذة المضربين عن العمل.


"راه فيها ألفين وخمسمية درهم... راه تقاتلنا باش طلعناها من ألفين درهم باش تكون الأمور مزيانة، المهم اللي بغى يخدم يجي. الاجتماع مغيفوتش ساعة فقط". يضيف صاحب الدعوة. هكذا تصرف أموالنا لتسيير الأزمات. "كيضبرو بيها مصيريف على شي وحدين" كما وصف بدقة أحد المتتبعين.


بعد تفسير العرض في المجموعة الواتسابية يسترسل البزناس في تعديد الضمانات لتكون للمعينين الجدد الأفضلية السنة المقبلة في التعاقد خاتما تسجيله : "هادشي اللي عليا أنا كرئيس جمعية درتو باش نوصلو لهاد النتائج".

رأيت من البلطجة والعبث في هذا البلد العزيز ما لا يصدقه عقل. إلا أن إبداع  وزارة التعليم اليوم تجاوز كل التصورات. "تجيب اللي يقري ليك ولادك من الموقف !".


طبعا لا أقصد هنا ب : "المُوقْف" العمال والمياومين الذين يقفون كل صباح على الرصيف في انتظار عمل شريف، فهذا نضال يومي نحترمه جميعا، بل المُوقْفْ هنا أعظم حين يتحول إلى نوع من البزنسة في مستقبل أطفالنا تفتقد إلى المَوْقِفْ.


وأنا أستمع إلى هذا التسجيل رفقة صديق، يجمع حقائبه لترك الوطن، ابتسم في وجهي وكأنه ربح المناظرة التي دارت بيننا وأنا أحاول فيها إقناعه أن المغرب، وطننا، يحتاجنا جميعا كشباب لبنائه…


" أنا غير أنجينيور بوفري معنديش لملاين باش نقري ولادي فمدرسة ولاد أمزازي الفرنسية، هادشي لا قبلوهم ليا فيها" يقول صديقي.


لم أجد بماذا أجيبه..

©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.