أطفال عصور ما قبل التاريخ عملوا في أشغال حرفية وأعمال مضنية
كشفت عدد من الدراسات الأثرية تدخل ضمن ما يعرف بعلم آثار الطفولة، قدَّمت نتائجها في اجتماع لاتحاد الأثريين الأوروبيين EAA بمدينة برشلونة بإسبانيا، نهاية العام الماضي، وجرى الكشف عنها مؤخرا، عن مشاركة الأطفال منذ السادسة من العمر في العمل الحِرفي والمضني جسديًا في بعض الأحيان، خلال فترات ماضية تعود إلى مئات وآلاف السنين.
وبحسب المقال المنشور بالمجلة العلمية ‘’nature’’، فقد تضمَّنت مهام الأطفال في عصور ما قبل التاريخ، تعدين الملح، وتشكيل الطوب، وطرق صناعة أواني الصلصال، فيما اشتغل أطفال آخرون في المناجم، وآخرون في البناء.
نفس المصدر أشار الى دراسة للأثرية الفرنسية لو روا التي حللت خليطًا من بقايا الهياكل العظمية، تنتمي إلى مقابر عصور ما قبل التاريخ بفرنسا، حيث وجدت ثلاثة أسنان لطفلين يتراوح عمرهما ما بين سنة وتسع سنوات، ويعود تاريخها إلى ما بين سنتي 2100 – 3500 قبل الميلاد، وبحسب الباحثة فإن المواد الموجودة على الأسنان كانت تستعمل على الأرجح في الحياكة أو صنع السلال.
من جهته عندما فحص عالم الآثار ستيفن دورلاند، بجامعة تورونتو في كندا، شظايا خزفية من قرية تنتمي إلى عصور ما قبل التاريخ، تقع فيما يعرف الآن بجنوب كندا، أظهرت أن أطفالًا بعمر السادسة أو أصغر، كانوا يشكّلون الأواني الصلصالية، وبحسب ذات الباحث فإن طبيعة المواد المصنوعة كانت تؤشر على أنه كان "للأطفال في تلك الجماعات مستوى معيّن من القيمة المجتمعية".
مقال مجلة ‘’nature’’ أشار إلى الدراسة التي تقدم بها عالم الآثار اللتواني بوفيلاس بلازيفيشيوس، والذي أكد من خلال تحليل حواف البصمات إلى أن الأطفال ما بين عمر الـ8 والـ13، صنعوا أكثر من 10 % من مواد البناء التي أمكن استعادتها، من بعض المباني الأثرية الي تنتمي إلى ما قبل التاريخ.
تجدر الإشارة، إلى أنه منذ بداية التسعينيات، اتجه بعض علماء الآثار إلى دراسة الأطفال التي كان الباحثون يولونها اهتماما قليلا، ولا تزال القطع الأثرية وبقايا الهياكل العظمية، التي تُقدِّم تفاصيل عن جوانب من حياة الأطفال ضئيلة نسبيا، لكنه سجل في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا بالموضوع، قد يسهم في الكشف عن جوانب أخرى من تاريخ الأطفال.
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.