أول « تاريخ افتراضي » للمغرب لمحمد نبيل ملين 4/5: هوس الخلافة: طموحات المغرب التوسعية في عصر الامبراطوريات
يقول نبيل مُلين : "هدفنا ليس فرض سردية كبرى على الجمهور، والتي ستكون بالضرورة سطحية وخطية وإقصائية بل تزويده بتاريخ علمي يظهر بطريقة غير مُقيّدة تنوع المشارب وتعدد المسارات وتعقيدات الوقائع ".
يعود بنا المؤرخ نبيل ملين، في حلقة رابعة من سلسلته الإفتراضية التاريخية الى القرن السادس عشر، حلقة حققت أكثر من 52.00 مشاهدة على يوتيوب. وسيحدثنا خلالها ملين عن مغامرة فريدة قادها المنصور الذهبي الذي كان له طموح إنشاء إمبراطورية عظمى تمتد حدودها من جنوب إفريقيا إلى الأندلس بل وحتى أمريكا.
مغامرة فريدة
يعد القرن 16، قرن الإمبراطوريات بامتياز، إذ ظهرت خلاله كل من الامبراطورية العثمانية والصفوية والمغولية وغالبا ما يتم تجاهل الامبراطورية الزيدانية في المغرب الاقصى بزعامة المنصور الذهبي. هذا الأخير نجح في توطيد وسائل الهيمنة الداخلية "المخزن" وتوطيد سلطته بعدما كان المغرب عرضة للانقسامات وللأطماع العثمانية. كما قام بمجهودات ديبلوماسية وعقد معاهدات مع حلفاء من الدول الغربية كإنجلترا وهولندا وفرنسا وسعى الى تهدئة العثمانيين ،حسب رواية ملين.
سياسة المنصور الذهبي الصحراوية وطموحاته التوسعية
ويحكي ملين قائلا، بعد تخلصه من شبح الهيمنة العثمانية والإيبيرية، دشَّن المنصور الذهبي سياسته الصحراوية وذلك لعدة أسباب من بينها الحصول على مكاسب اقتصادية عبر الضرائب وتجارة القوافل وتحقيق انتصار رمزي على العثمانيين. وهكذا توالت الغزوات ليضم الجنوب الغربي من الجزائر الحالية ثم شمال مالي وبعدها السودان واستحوذ على أهم المدن والواحات في المنطقة.
وبتزايد نفوذه وقوته على الصعيد الاقليمي ومرض ملك اسبانيا فيليب الثاني وقيام تحلف أوروبي موسع للحد من نفوذ اسبانيا ، ظن المنصور أن الظرفية الدولية مواتية للسعي الى تحقيق حلمه باسترجاع الاندلس. بيد أن تغير التحالفات الدولية حال دون ذلك .
سعى المنصور الذهبي بعد ذلك الى التحالف مع إنجلترا لغزو العالم الجديد. وقد تم تبادل السفارات بين البلدين والاتفاق المبدئي حول طريقة التمويل وتوزيع الغنائم وغيرها من الأمور. الا أن المشروع فشل لعدة أسباب بنيوية من بينها الاختلاف الديني بين الطرفين والتنافر الاستراتيجي. كما كانت هناك أسباب ظرفية من بينها وفاة المنصور الذي ادى الى انهيار إمبراطوريته التي تآكلتها الصراعات ثورات الاهالي، حسب المؤرخ.
مقارنة النموذج الإنجليزي بالنموذج المغربي
ولم يجد ملين بدا من طرح مقارنة بين النموذج المغربي والانجليزي والتساؤل عن أسباب صمود هذا الأخير. فبينما انهارت إمبراطورية المنصور الذهبي أسرع مما تكونت وتَجَاذَبَتْهَا الصراعات الداخلية والأطماع الخارجية، أصبحت إنجلترا قوة عظمى في أقل من نصف قرن رغم الأزمات التي عانت منها.. إذ أن أي مشروع سياسي لا يمكن قيامه الا على مؤسسات عقلانية ونخب متمرسة واقتصاد متين وحياة ثقافية نشطة ومجتمع واع وهو ما افتقده النموذج المغربي في الماضي ومازال ...
الجزء الأول : الحراك الآخر 1958 – 1959
الجزء الثاني : مولاي إدريس الأول مؤسس الدولة المغربية؟
الجزء الثالث : المخزن، معناه ومبناه
الجزء الخامس : مغاربة ضد الاستبداد : جذور المطالب الديموقراطية في الإيالة الشريفة
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.