إسبانيا : انتصار هام للاشتراكيين واليمين المتطرف يدخل البرلمان لأول مرة منذ بدأ الحياة الديمقراطية
حقق الحزب العمالي الاشتراكي ( يسار ) انتصارا كبيرا في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها التي جرت يوم أمس الأحد في إسبانيا، فيما مني الحزبي الشعبي اليميني بهزيمة قاسية، كما شهدت هذه الانتخابات تسجيل الحزب اليميني المتطرف "فوكس" اختراقا مهما بدخوله لأول مرة في تاريخه إلى مجلس النواب.
وحقق الاشتراكيون بحصولهم على نسبة 7, 28 في المائة من الأصوات و 123 مقعدا بمجلس النواب فوزا كاسحا مقارنة بالاستحقاقات السابقة لعام 2016 والتي لم يحصلوا فيها سوى على 85 مقعدا برلمانيا فقط .
لكن هذا الفوز الذي حققه الحزب العمالي الاشتراكي لا يمكنه من الانفراد بالحكم ، حيث سيكون مضطرا إلى البحث عن حليف أو أكثر لتحقيق الأغلبية المطلقة أي 176 نائبا برلمانيا من أصل 350 مقعدا التي يتشكل منها مجلس النواب الإسباني .
وكان الحزب الشعبي الذي احتل الرتبة الثانية بحصوله على نسبة 6 , 16 في المائة من الأصوات و 66 مقعدا أي أقل ب 72 نائبا برلمانيا عن تلك التي حصل عليها في الانتخابات التشريعية السابقة فقد كان الخاسر الأكبر خلال هذا الاقتراع بعد أن سجل أسوأ نتيجة في تاريخه السياسي .
لكن أبرز حدث ميز هذه الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها التي جرت أمس الأحد بإسبانيا هو دخول اليمين المتطرف لأول مرة إلى مجلس النواب من خلال حزب ( فوكس ) الذي تمكن من الحصول على نسبة 10 في المائة من الأصوات المعبر عنها في هذا الاستحقاق الانتخابي مما مكنه من الفوز ب 24 مقعدا بمجلس النواب .
من جهته سجل حزب ( بوديموس ) الذي يمثل أقصى اليسار تراجعا طفيفا خلال هذه الانتخابات التشريعية بعد حصوله على 42 مقعدا مقابل 45 مقعدا كان قد فاز بها خلال انتخابات 2016 .
كما فازت قائمة حزب الوسط ( سيودادانوس ) بنسبة 8 , 15 في المائة من أصوات الناخبين و 57 مقعدا محققة بذلك تقدما مهما مقارنة مع الانتخابات السابقة لعام 2016 التي لم يتجاوز عدد المقاعد التي حصلت عليها 32 مقعدا .
وبهذه النتائج يتعين على كتلة اليسار التي تتشكل من الحزب العمالي الاشتراكي وحزب ( بوديموس ) التي حصلت مجتمعة على 165 مقعدا أن تعقد اتفاقات وتحالفات مع أحزاب أخرى من أجل الوصول إلى الأغلبية المطلقة ( 176 مقعدا ) بينما تظل كتلة اليمين التي تضم كلا من الحزب الشعبي وحزب ( سيودادانوس ) بالإضافة حزب ( فوكس ) اليميني المتطرف والتي حصلت مجتمعة على ما مجموعه 147 مقعدا برلمانيا بعيدة عن الأغلبية المطلقة .
ويتوقع المراقبون أن يحصل التحالف بين الحزب العمالي الاشتراكي وحزب ( سيودادانوس ) الذي يضم في المجموع 180 نائبا ما سيسمح بتحقيق أغلبية مريحة قد تمكنهما من تشكيل الحكومة المقبلة .
وتميزت الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها التي جرت أمس الأحد بإسبانيا والتي جاءت في أقل من عام على وصول الاشتراكي بيدرو سانشيز إلى السلطة بعد ملتمس الرقابة الذي أطاح بغريمه المحافظ ماريانو راخوي بنسبة مشاركة مرتفعة قاربت ال 76 في المائة مقابل نسبة مشاركة لم تتجاوز 66 في المائة عام 2016 .
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.