S'abonner
Se connecter
logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
08.06.2017 à 10 H 48 • Mis à jour le 08.06.2017 à 11 H 24 • Temps de lecture : 1 minutes
Par

اتهام « الحراك » بتلقي دعم مالي من البوليساريو والدفاع يتقدم بشكوى

أكدت جريدة "الصباح" اليومية المقربة من الدوائر الأمنية والتي تُعتبر أحد أوفى أبواقها، في عددها ليوم الاثنين 5 يونيو أن "معتقلي الحسيمة تلقوا أموالا من البوليساريو". ادعاء شبيه بـ "الوحي"، يفتقد إلى الدقة والأدلة، في انتهاك صارخ لسرية التحقيق من طرف جريدة ألِفت الدجل والتلاعب. الأمر الذي سيؤدي بدفاع الموقوفين إلى رفع دعوى بتهمة التشهير.  

عنونت الصباح، اليومية المملوكة لمجموعة إيكو-ميديا (ليكونوميست، راديو أتلانتيك) افتتاحيتها لعدد الاثنين 5 يونيو بعنوان مفاده أن "معتقلي الحسيمة تلقوا أموالا من البوليساريو".


ادعاء مثير حاول عبر ستة أعمدة تضمنتها صفحات الجريدة الداخلية تقديم دليل على أن حراك الريف يتبنى نزعة انفصالية مدعومة من طرف انفصاليي تندوف.

أهداف مشتركة مع البوليساريو

تؤكد الصباح نقلا عن عناصر من داخل التحقيق الجاري أن "أحد الموقوفين المعتقلين في سجن عكاشة قد تلقى تمويلا من طرف البوليساريو"، كما تم التعرف على المصدر الذي "حول له الأموال"، وأن "الأهداف التي تم تسطيرها منبعثة من المصير المشترك للصحراء المغربية كما للريف كونهما سبق أن عاشا معا تحت حكم الاستعمار الإسباني". وأضافت الجريدة أن التحقيق تمكن من "تحديد عدد المرات التي تم فيها اللقاء بين مسؤول البوليساريو والمتهم الذي يعتبر أحد قادة الاحتجاج ومموليه".





كما أشار المقال أيضا إلى أن أفرادا آخرين يقال إنهم دعموا الحراك من الخارج بهدف المس بالوحدة الوطنية عبر "دعم" لوجيستي تمثل في توفير الرايات والأعلام ومعدات الاتصالات وغيرها.


تأتي هذه التسريبات الخطيرة غير الدقيقة والمنتهكة لسرية التحقيق عشية مثول ناصر الزفزافي أمام قاضي التحقيق. تسريبات توجت كومة الإشاعات والاتهامات حول "الأيادي الخارجية" التي "تتحكم في حراك الريف" من دون أن يتم تدعيم هذا الإدعاء بأي حجج ملموسة.


دون شك وحرصا على المهنية يجب أن يتم اتخاذ الحيطة والحذر أمام هذا النوع من المعلومات الغامضة والمبهمة التي لا مصدر لها. فـ "الصباح" معروفة بخدمتها للبروباغندا الأمنية دائما عبر خلق ضجة كبيرة من دون تقديم دلائل ملموسة.

اتهامات ليست سوى "افتراء محض"

في اتصال مع لوديسك، قال محامي الدفاع الأستاذ عبد الصادق البوشتاوي إنه لم يجد الكلمات المناسبة ليصف ما أسماه بـ "المحاولة البائسة للتلاعب بالرأي العام التي نرفضها جملة وتفصيلا وبكل حزم". وكونه من فعاليات المجتمع المدني بالجهة فقد أكد متابعته عن كثب "لتكوّن الحراك منذ بدايته وعلاقاته سواء داخل المغرب أو خارجه" ليتوصل إلى أن "الحراك لم يكن على اتصال من قريب ولا من بعيد بجبهة البوليساريو التي لا تجمعه بها أية أهداف مشتركة". كما أضاف أن الحراك على العكس من ذلك دافع دائما عن الوحدة الوطنية والترابية للمغرب بطريقة شفافة وصارمة". مستشهدا بموقف هذا الحراك خلال أزمة الكركارات. فبالنسبة لـ عبد الصادق البوشتاوي هذا الاتهام بالانفصال (الذي يتخندق مع نفس نهج تصريح الأغلبية الحكومية) ليس سوى "محض افتراء"


"إنه عار كبير، وأتحدى صحافة المجاري هذه أن تقدم دليلا تثبت به ما تدعيه. فالتحقيق في الملف بدأ بالكاد ! إن هذه هي الفتنة الحقيقة التي يريد البعض جرنا إليها"، حسب قول الأستاذ البوشتاوي الذي أكد بالتالي قراره الحازم متابعة الصباح بتهمة "زرع البلبلة" حول أهداف الحراك، الذي لا يمثل إلا "مظاهرات سلمية تهدف إلى الحصول على أبسط الحقوق الاقتصادية والاجتماعية المشروعة."

الصباح، منبر أخبار زائفة ومرعبة

حري بالقول أن "الصباح" مثل عدد من المنابر الأخرى، متخصصة وبامتياز في اختلاق أخبار زائفة ومثيرة. في فبراير الماضي مثلا اخترعت اليومية تقارير أمريكية تحذر البحرية الملكية المغربية من خطر هجمات إرهابية لتنظيم داعش قد تُنَفّذ باستخدام زوارق مفخخة مما أوحى بوجود مصادر أمنية موثوقة. وقد أظهر لوديسك أن الأمر يتعلق بخدعة مدبرة وليس مجرد خطإ تحريري كما كما قد يقع في كل مكاتب التحرير. رغم ذلك لم تتنازل الصباح لتصحيح الادعاء أو كي تقدم اعتذارا للقراء.


إنها ليست عملية التضليل الإعلامي الأولى من نوعها ولا الأخيرة التي أقدمت عليها الصباح. بل قبل ذلك بسنة خصصت الجريدة افتتاحيتها لادعاء زعمت من خلاله وجود أسلحة نووية في المغرب. "صواريخ نووية بالمغرب؟ روسيا تكشف معلومات حول شحنة أسلحة نووية تم نقلها بواسطة طائرة أمريكية إلى قاعدة بن كرير". وطبعا كالعادة تبين أن الخبر هراء قام لوديسك بدحضه.


مؤخرا أيضا في عددها المؤرخ بـ 2 ماي، أفادت الصباح أن مجموعة من خمسين فردا هاجمت ثكنة للقوات المسلحة الملكية بمدينة العرائش بهدف الاستيلاء على أسلحة، خبر كاذب وخطير يقوّض صورة المغرب خارجيا في غياب تام لأي تكذيب رسمي.


في حالة التأكيدات التي نشرتها الصباح فيما يخص الارتباط المالي المزعوم بين الحراك والبوليساريو، العدالة وحدها هي من تستطيع حاليا أن تحدد مدى صحة ذلك من عدمه، لكن القدر القليل من المصداقية الذي تمتلكه الصباح يجعل هذا الادعاء مثار شكوك قاطعة. فقد سلكت وزارة الداخلية كما فعل قبلها الجيش طريق التخلي عن حقها في التعليق على الأخبار المخادعة والخارجة عن النطاق أو المفبركة بكل بساطة. رغم ذلك لم يتم إجراء أي تحقيق في حين أن أدلة بينت أن مصدر الإدعاءات قد يكون من داخل دائرة التحقيق كما بيّن لوديسك ذلك في قضية الصور الحميمية لناصر الزفزافي التي تم تسريبها لتوريطه بينما لم يكن قد مَثَل بعدُ أمام العدالة حينها، وأن تلك الصور التي تم تداولها عبر تطبيق واتساب قد ترقى إلى مرتبة الأدلة.


أصبحت اليوم هذه الممارسات التي تستغل الهوية المخفية التي توفرها الشبكات الاجتماعية بمثابة إعلام مواز متحرر من أي ضوابط يوزع الاتهامات في وضح النهار في ظل صمت الجسد الصحفي والقانوني. بعض نواب البرلمان شجبوا الآثار الضارة لهذه الممارسات وطالبوا بخجل شديد حضور المسؤولين الأمنيين إلى البرلمان للإجابة.
عمر بلافريج عن فيدرالية اليسار طرح سؤالا كتابيا بهذا الخصوص على أمل أن لا يتوه هذا السؤال في دهاليز النسيان كالعادة.


تم نشر هذا المقال قبل مثول وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت في البرلمان للإجابة عن أسئلة تخص حراك الريف.

©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.