S'abonner
Se connecter
logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
28.08.2018 à 13 H 20 • Mis à jour le 28.08.2018 à 17 H 35 • Temps de lecture : 1 minutes
Par

اغتصاب الفتاة الموشومة: من سينقذ المرأة المغربية؟

في وسط البلاد، تعرضت خديجة ذات الـ17 ربيعا إلى الاحتجاز والتعذيب. فبعد الاغتصاب الجماعي لفتاة الحافلة سنة 2017 بالدارالبيضاء، وفي مواجهة صمت الدولة المغربية، فإن كُتّابا وشخصيات من المجتمع المدني أخذوا الكلمة.

الرعب، مرة أخرى، الاغتصاب المبتذل للمرأة المغربية، مرة أخرى، خديجة البالغة من العمر 17 عاماً، أسرت وتعرضت للتعذيب لأسابيع من قبل مجموعة من الشباب. هذا الصيف، فضيحة خلقت الحدث بالطبع، دعتنا إلى الاشمئزاز بالطبع، طغت على جميع المناقشات في المغرب لبضعة أيام بالطبع. قضية للأسف قد تنسى الأسبوع المقبل أو الشهر المقبل. لننتقل لشيء آخر، لمصدر جديد للإثارة الجماعية. لن يحدث شيء. لن يعالج المجتمع هذا الموضوع. هكذا لن نتفاجأ. لم تعد حياة إنها غابة. وكما هو الحال دائما، فإن النساء هن من يدفعن ثمن كل أعطاب المجتمع الذي لا يريد أن ينمو.


مع حالة اغتصاب الشابة خديجة بدوار أولاد عياد (ضواحي بني ملال، وسط البلاد)، نصل إلى درجة جديدة لا يمكن وصفها. ما نعرفه أن (التحقيق مستمر)، وإذا كنا نصدق كل ما ذكرته الضحية لعدة مرات على الانترنت، من كونها ولمدة شهرين، تعرضت للاختطاف، التخدير والاغتصاب بالتناوب، مرروها بينهم وكأنها دمية، جروة صغيرة، رقيق جنسي.


وكما لو أن ذلك لم يكن كافيا، فإن هؤلاء المغتصبين لا يهابون القانون، بل تركوا آثارا على كل جسد خديجة، الوشوم دليل دامغ على آثامهم؟ نعم، لكن وبصراحة، من خلال ما ينكشف شيئا فشيئا، فإننا لم نعد في هذه القضية فقط، وإنما نحن في فضيحة وطنية يمكن تفسيرها على النحو التالي : إنها تتعلق بالاغتصاب والرسائل المكتوبة على جسد امرأة موجهة للعالم، وليس المغرب فقط. نعم، نحن مغتصبون. نعم، هذه المرأة ليس لها قيمة. نعم، نحن متوحشون. نعم، نحن فقراء مهملون في بلدنا، وبطريقتنا الخاصة ننتقم من الظلم المفروض علينا. نعم، أنتم على حق، نحن مجرمون. هل ستعاقبنا؟ سيعاد تثقيفنا؟ سنرمى في السجن؟ سنبدأ مرة أخرى، أنتم تعرفون جيدًا.


في البداية والدا خديجة لم يرغبا في تقديم شكاية. ياترى ما سبب تحمل كل هذا "العار" ؟ إنه "لمكتاب" أي القدر الذي يعلق عليه كل شيء، فما وقع قد وقع، ونحن كفقراء لا أحد يهتم لشأننا وحالنا في هذا البلد، اتركونا نخفي إبنتنا ونستمر في العيش كما ألفنا، فعموما السلطات لن تتحرك، وحياة خديجة إنتهت ودمرت، ولن يرغب فيها أحد بعد الآن، لا أحد سيقترب من منبوذة وموشومة بعار سيظل ظاهرا على جلدها طيلة حياتها.


لكن هذا الموقف سيتغير بفضل تدخل الجمعيات المشتغلة في هذا المجال، والتي أقنعت أسرة خديجة بضرورة التوجه للدرك وإخراج هده المأساة للعلن ولعموم المغاربة إعلاميا. المأساة التي كان من الوارد جدا ان تقع في مدينة كبيرة كالرباط، مراكش أو طنجة، وربما في أسرة ثرية من فاس مثلا.  صيف 2017 شهدنا حادث تحرش جماعي تم تصويره في حافلة نقل عمومي بالدار البيضاء، وها نحن في صيف 2018 وواقعة فتاة الوشوم خديجة. وما بين الموسمين، حدثت حكايات مأساوية أخرى، يصعب استيعابها، خلقت جدلا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن سرعان ما دفنت في مقابر النسيان.


هل حقا لا يفاجئكم الأمر؟ تحرر الفتاتين سبب رئيس ومباشر، يقول البعض. بينما يؤكد البعض الاخر بأنهما كانتا فاقدتين للعذرية قبل الحادثتين، وكأن فقدان العذرية يبرر السلوك الاجرامي وما تعرضتا له. الاغتصاب الأول يعتد به، هذا أمر معروف. وانطلاقا من الثاني فذلك أمر اخر، هل يعتبر إغتصابا؟ لا ؟ هذا ما يبرر به البعض مثل هذه الوقائع والماسي. وهذا عموما ما يفكر به المغتصب : حين نشاهد كيف يتباهى علية القوم، على اليوتوب والفايسبوك وانستغرام، بأعراسهم الباذخة، أعياد ميلادهم، فيلاتهم، سياراتهم، قفاطينهم الفاخرة، مجوهراتهم، حصص تدليكهم، ينتهي بنا الأمر لإحساس برغبة في العيش مثلهم كذلك، ألا تحسون؟ أليس لديكم قلب؟ نحن أيضا نريد العيش، الاستمتاع، ممارسة الجنس. لا تحدثونا عن التربية، أو الأخلاق أو حتى الدين الاسلامي، هذه أمور لا علاقة لها بما سبق، لا تخلطوا بين هذا وذاك، وكفوا عن رمينا باتهاماتكم الالكترونية. فلن يحل أي شيء بغطرستكم، ونظرتكم السوسيولوجية بل وحتى عنصريتكم. وما خديجة "إلا" امرأة كغيرها، كفّوا عن المبالغة، أردنا فقط تذوق الجنس هذا كل ما في الأمر. وخلال أشهر سنرغم على التوجه لتأدية الخدمة العسكرية الإلزامية من أجل تعلم الدفاع عن وطن لم يمنحنا أي شيء على الإطلاق. هل فهمتم الآن المنطق ؟ نحن أيضا رجال الطبقات المهمشة والمحرومة نحتاج لمن يدافع عن حقوقنا وليس فقط خديجة.


حتى لا يفوت الاوان، ما العمل لحل هذا المشكل؟ كيف يمكننا حقا مساعدة خديجة وأخواتها، دون إهمال ضرورة مساعدة إخوانها أيضا؟ من الضرورة الملحة الآن قبل الخروج بمواقف سياسية لهذه الأحداث الظرفية، الخروج من هذا المرض الجماعي الذي ما فتيء ينتشر وسطنا ويقتل فينا الأحاسيس، هذا المرض الذي جعلنا قساة اتجاه بعضنا، وأعمانا، وغذى أنانيتنا وأذكى عنفنا.بالإضافة إلى ضرورة سن قوانين جديدة لحماية الافراد والمواطنين المغاربة، فعلى الدولة إعطاءهم حقوقهم وتوعيتهم بما يعني تربيتهم وتعليمهم، والعمل على اشراكهم والاهتمام بمصيرهم.


من الضروري مراجعة العقد الاجتماعي الذي يجمعنا، لا يجب التوقف عند قضية خديجة، فمن المؤكد أن حالتها ليست معزولة في المغرب، بل هناك حالات عديدة مماثلة، يجب التوقف عن سياسة النعامة التي ينتهجها المغرب كما فعل في قضية سعد المجرد المتهم عدة مرات في قضايا اغتصاب، حيث يمر مرور الكرام على هذه القضايا. يجب علينا القطع مع قيم أكل عليها الدهر وشرب، قيم تقتل أطفالنا وتقتلنا جميعا.


كفى ! ! إذا لم تستطع الدولة القيام بدورها في التربية فعلينا القيام بذلك بدلا عنها، أن تكون إنسانا يعني أن تمتلك قلبا، أن تمد يدك وأن تساعد الآخر وتدعمه، لا أن تفرح لسقوط الآخر أو فشله، فسقوط إنسان هو سقوط منظومة وبلد ككل.


كلنا خديجة.


الموقعون :


نور الدين عيوش (مستشهر)، الطاهر بن جلون (كاتب)، ماحي بينبين (فنان)، شفيق الشرايبي (طبيب نساء وتوليد)، مريم الدويري (ناشرة)، سناء العاجي (باحثة سوسيولوجية)، نوال حكم (الأمينة العامة لدار الأطفال العكاري)، ياسمين الناجي (محررة و مهتمة بالمعارض)، ليلى السليماني (كاتبة)، المهدي قطبي (فنان تشكيلي)، عائشة الشنا (رئيسة جمعية التضامن النسوي)، سمية العمراني (رئيسة تحالف جمعيات التوحد بالمغرب، و ناشطة في مجال حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة).


عبد الله الطايع المزداد بالرباط سنة 1973 هو كاتب مغربي أصدر عدة روايات عبر دار النشر "سوي" و المترجمة في أوروبا و الولايات المتحدة : جيش الخلاص (2006)، الحزن العربي (2008)، رسائل إلى شاب مغربي (2009)، يوم الملك (الحائزة على جائزة فلور الأدبية، 2010)، الكفار (2012)، بلد للموت (2015) و من يستحق أن يُحَب (2017). أخرج أول أفلامه "جيش الخلاص" (الحاصل على جائزة مهرجان أونجي 2014) عن روايته بنفس الإسم.


نُشر هذا المقال بشكل متزامن في ليبيراسيون بفرنسا ووسائل إعلام مغربية أخرى من ضمنها لوديسك.


لقراءة النص الأصلي

©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite