الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الريسوني يهاجم حفل معهد تكوين الأئمة بالرباط .. يداعب العواطف ويغلف الحقائق

لم يستسغ السلفيون وحراس المعابد الدينية، زيارة البابا فرانسيس للمغرب وما تخللها من أنشطة تعزز العيش المشترك بين الديانات الثلاث، وتصريح الملك محمد السادس بأنه مؤتمن على ضمان حرية العقيدة، وهو ما يهدد بضاعة تجار الدين القائمة على مركزية التفوق وبناء الجدران والحواجز مع الآخر.
محاولات السلفيين تأليب الرأي العام، لم تتوقف انطلاقا من وصف المقريء أبو زيد الادريسي للبابا سلفستر الثاني بالبغل، وصولا إلى تصريحات عدد من القياديين والفقهاء، والتي لعبت على وتر المشاعر الدينية، وقد كان آخرها إصدار ما يعرف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه القيادي بحركة التوحيد والإصلاح أحمد الريسوني، بيانا يهاجم فيه الحفل الفني الذي احتضنه معهد تكوين الأئمة بالرباط، والذي قدم لوحة فنية تضمنت جمعا بين ترانيم إسلامية ومسيحية ويهودية.
ووصف البيان الحفل بأنه من "من التلفيق بين الأذان الذي يعد من أعظم شعائر الإسلام، وبين الترانيم والأناشيد الكنسية التي تتناقض مع العقيدة". واعتبر البيان أن هذا الأمر "من الاستخفاف بالمقدسات الدينية وأنه من المواقف الشاذة" التي "تتجه إلى النيل من كمال الإسلام وشموله وخلوده وعصمته، ودعوات للنيل من السنة النبوية المشرفة وأئمتها".
وحذر البيان "مسؤولي الأمة" من أن "مبدأ التسامح والتعايش والحوار، مبدأ ثابت وواسع في الإسلام، ولكنه لا يعني التنازل عن الثوابت، والتلفيق بين الشعائر الإسلامية العظيمة والترانيم الكنسية"، مذكرا إياهم بأن القرآن قد حذر أشد التحذير "المخالفين لثوابت هذا الدين فقال تعالى {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.}، ورفض البيان اعتبار القدس ملكا مشتركا بين أهل الديانات " وإن كانت تتسع لهم ولكنائسهم ومعابدهم وشعائرهم".
بيان "العلماء" لم يكلف نفسه عناء توضيح حقيقة أساسية، وهي أن الآذان لا يكون إلا للإعلام بوقت الصلاة، وبألفاظ مخصوصة منها أساسا "حي على الصلاة"، أما إذا انتفى هذان الشرطان، فإنه يصبح من قبيل التهليل والتكبير الذي لا علاقة له بالآذان، وبالتالي فإن كل الدعاوى التي رددها السلفيون بما فيهم اتحاد الريسوني تصبح غير ذات معنى، ومن قبيل تجهيل الناس وتأليبهم دون تحقيق، بل وتغليف للحقيقة.
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.