logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
04.02.2019 à 13 H 07 • Mis à jour le 04.02.2019 à 13 H 11 • Temps de lecture : 1 minutes
Par

الاستحقاق الجزائري: » أرانب سِبَاق » الانتخابات تخرج من جُحْرِهَا

Abdelaziz Bouteflika lors d’une de ses rares apparitions publiques. GETTY IMAGES


شهر أبريل القادم هو الموعد المحدد للانتخابات الرئاسية الجزائرية، التي ستتم في ظل تشويق وتَرَقُّب تام.  فهل سيكون الرئيس بوتفليقة المريض، مرشحا للمرة الخامسة في هذا السباق؟ في انتظار الجواب على هذا السؤال، سحب 32 مرشحا أو ما تُسَمِّيهم الصحافة الجزائرية" أرانب الانتخابات"، ملفات ترشيحهم، رغم انعدام إمكانية نجاحهم في هذا السباق.


هكذا تقرر تنظيم الانتخابات الرئاسية بالجزائر في 18 من أبريل القادم، حسب بيان صادر في 18 من يناير، عن الرئاسة الجزائرية. و لن يتم إرجاؤها حسب السيناريوهات التي كانت ترجح كفة تأجيلها في الأسابيع الماضية. تأجيل تم تدارسه بجدية داخل الأغلبية الرئاسية حسب ما أكده عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية، وهو أول حزب إسلامي بالجزائر، مقري الذي بات يحلم بالوصول الى سدة الحكم بالجزائر.


ولقد أثار هذا الأخير النقاش، في نونبر الأخير، بالدعوة بشكل علني، الى تأجيل الاستحقاق  بعد الاعلان عن ترشح محتمل للرئيس بوتفليقة لولاية خامسة. بوتفليقة الذي أَعْيَتْهُ السنين والمرض،  لم يقم  بتصريح رسمي منذ 2012 وليس هناك أدنى شك في عدم قدرته على إدارة البلاد منذ زمن بعيد. و يعتبر مقري، أن ولاية خامسة لبوتفليقة، في ظل هذه الظروف، ستُشَكِّل "خطرا على البلاد".


وانضمت أصوات أخرى الى مقري تطالب بتأجيل أو، في الواقع،  تمديد ولاية بوتفليقة المدة الكافية لإيجاد مرشح مناسب يكون محط إِجْمَاعٍ  من قبل كل القوى السياسية ، لأجل خلافة الرجل الذي حكم بقبضة حديدية البلاد منذ ما يناهز العشرين سنة، رئيس مريض ومُقْعَدٌ محتجز في قصر زرالدة  تحت رعاية طبية والذي لا يخرج منه  إلا نادرا ولمدة وجيزة،  متنقلا على كرسي متحرك منذ خمس سنوات .


و بهذا الخصوص قام مقري بلقاء سعيد بوتفليقة، أخ الرئيس ومستشاره الرئاسي، هذا الأخير كان مُؤَيِّدا لفكرة التأجيل. وهو اختيار لم يَرُق الجهاز العسكري، القطب القوي في النظام الجزائري، والذي قام بدحض هذه الامكانية.



© Dessin de Dilem paru dans Liberté-Algérie



وإذا كانت الانتخابات الرئاسية ستتم في الربيع المقبل، فإن التشويق وعدم اليقين هما عنوان هذا السباق.  فَقَبْلَ ثلاث أشهر من التاريخ المحدد، لا أحد يعرف إن كان الرئيس بوتفليقة الذي سيبلغ 82 سنة عما قريب، سيترشح لولاية خامسة رغم أن الاحتمال قائم، إذ أن معسكره يدعوه  للترشح و" متابعة  انجازاته".


ويعلن الرئيس الجزائري، عَادَةً، ترشحه في اللحظات الأخيرة. وكحال جميع المرشحين ، يتوفر الرئيس على مُهْلَة قانونية حتى متم 4 من مارس، لكي يعلن ترشحه و يجمع التوقيعات  والتفويضات اللازمة للترشح . فإذا كان "مرشحا" و هذا يعني "فائزا" في الجزائر،  حيث الديموقراطية هي  رَسْمٌ من الخيال و تزوير الانتخابات واقع مُعَاشٌ، وإذا أخذنا بعين الاعتبار حالته الصحية، فلا  يمكن الوثوق بقدرته على الاستمرار في الحكم الى مَتمِّ ولاية أخرى.


ويتزايد عدد الجزائريين الذين  يعزفون عن صناديق الاقتراع أكثر فأكثر، فهل سيشهدون مرة أخرى على مصيرهم يوضع بيد رجل مُكَبَّل في كرسي متحرك؟ وهل سيعيشون مسلسلا جديدا شبيها بانتخابات 2014، حيث برز خلالها الرئيس بغيابه التام عن الحملة الانتخابية ورغم ذلك فاز بها فوزا ساحقا، دون أن يَتَكَبَّدَ عناء توجيه خطاب للناخبين ولو بشكل غير مباشر على شاشة التلفاز؟


ولقد أحْصَتْ جريدة لا كروا "النتائج المحصل عليها في الجولات الأولى للانتخابات العشر خلال الاستحقاقات الرئاسية الجزائرية  التي تم تنظيمها من قبل الجيش منذ الاستقلال فخَلُصَتْ الى أن :" الرؤساء الخمسة  تم انتخابهم بالتتابع  ست مرات بمعدل 90 % من الأصوات ومرتين فقط بمعدل 80 %  ، وحصد ليامين زروال  61 % من الاصوات سنة 1995 في العُشَرِية السوداء بينما حصد بوتفليقة 74 % من الأصوات عندما انْتُخِبَ لأول مرة سنة 1999.


إن احتمال ولاية خامسة لبوتفليقة أحدث شرخا كبيرا في النظام الجزائري، نظرا لوجود فئة تؤيد فكرة استمراريته  مهما كان الثمن، وفئة أخرى ترجح كفة ترك الرئيس يعيش أيامه الاخيرة في سلام، بعد أن يحدد خلفا له دون المساس بمصالح مختلف العشائر. وخلال الأشهر الاخيرة، أشهرت مختلف الفصائل اختلافاتها على الملأ وتطاحنت خلالها أجهزة الاستخبارات والنقابات والشرطة والأحزاب  مما أدى إلى أزمات غير مسبوقة. كتلك الازمة التي حدثت  في الجمع العام لجبهة التحرير الوطنية أو التصفيات التي تمت داخل الجيش.



ومؤخرا، خرج الجيش عن تحفظه بسبب  الأخذ والرد اللذان طالا  تأجيل الانتخابات، وتهدئة الهجمات غير المسبوقة  لأحد أكبر  جنرالاته الذي بات يشغل الرأي العام : علي كديري، وهو جنرال في سن 65، تقاعد مؤخرا. ، هذا الرجل العسكري غير المعروف لدى الرأي العام ، كان رئيس الموارد البشرية في وزارة الدفاع  لمدة  تفوق العشر سنوات الى حين تقاعده سنة 2015، وهو أول مرشح  يعلن دخول سباق الانتخابات، وهو بذلك يكون قد كسر  التحفظ الذي يجبر عليه في الوسط العسكري" وذلك بمطالبته برفض ترشيح خامس لبوتفليقة ومُسَاءَلَة "الوضع القائم بدون قيود" وقد أعلن محتجا "إن القبلية والاختتال، أي شريعة الغاب، جعلت من النظام السياسي  نظام حُكْمِ قِلَّة".


وعلى غراره أعلن 31 مرشحا سحب ملفات ترشيحهم (سواء كانوا متحزبين أو أحرارا)، منذ إعلان هيئة الشأن الانتخابي يومه الجمعة 18 يناير، عن فتح الترشيحات. ومن بين هؤلاء نجد  رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية  عبد الرزاق مقري وفتحي غراس على رأس الحركة الديموقراطية والاشتراكية وناصر بوضياف، ابن الرئيس المغتال محمد بوضياف وايضا رئيس  الحكومة  السابق علي بنيس، 74 سنة، ومُسَيِّرُ الحملات الانتخابية السابقة لبوتفليقة الذي انضم مؤخرا للمعارضة  وكون حزبا أسماه "طلائع الحوريات". ولقد خاض هذا الاخير انتخابات 2014 و 2004 حيث حصل على  نسبة 12 % من الاصوات، كما احتج على التزوير الذي طال الانتخابات.


إن هذا الزخم الكبير من الترشيحات، الذي لم يبلغ بَعْدُ المئة التي سُجِّلَتْ سنة 2004، يطرح علامة استفهام لدى الصحافة الجزائرية :" ما الذي يدفع كل هذا العدد من المرشحين  للدخول  في سباق الانتخابات، رغم أن الدستور الجزائري يمنح  الحق لكل مواطن لترشح لهذا المنصب، إذا ما استوفى شروط الأهلية؟  يتساءل موقع "كل شيء عن الجزائر". و يتابع نفس الموقع :" فهل هناك قوى خفية تشجع الاحزاب والشخصيات حتى ولو كانت مغمورة وبدون اي وزن سياسي لِتُظْفِيَ بعض التشويق والاثارة على استحقاق في لحظاته الاخيرة؟ أم انهم يحاولون الحصول على عدد كبير من الارانب  لأجل مرشح النظام، بوتفليقة أوأي شخص آخر؟ أم أن المرشحين يتقدمون للانتخابات لمجرد البروز على الساحة سياسية ولو لفترة الانتخابات؟ أم سنتوقع مناورات ذات طابع مادي لنظام يحتاج الى مرشحين من العيار الثقيل لإعطاء مصداقية،  ولو ضئيلة، لتنصيب "فارسهم"؟


"أرانب السباق" هكذا تنعت الصحافة الجزائرية هؤلاء المترشحين "المستقلين"، في مواجهة مرشح النظام و يظل تمثيلهم شكليا، و تخلص جريدة "حرية الجزائر" : "كل واحد من هؤلاء المرشحين يعلم جيدا أن ليس له أية فرصة للفوز أمام بوتفليقة إذا قام بالترشح للمرة الخامسة فقوانين النظام والتلاعب بصناديق يسمح بذلك". وهكذا وفي نفس الجريدة نجد رسما كاريكاتوريا للرسام الجزائري البارع" ديليم"، يُلَخِّصُ المَآلَ  المُفْتَرَض الذي ستؤول له هذه "الانتخابات جِدُّ شفافة" : "صورة للرئيس تعكس الفراغ".

ومن جانب المجتمع المدني تَنْشُطُ حركة "المواطنة" التي تطالب بانتقال سلمي للسلطة ولا تيأس من محاولة إِثْبَاط ترشُّح خامس لبوتفليقة لدى الهيئات العليا  للقضاء وستطالب هذه الحركة المترشحين بالانسحاب في حالة ترشح هذا الاخير.


©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite