التقدم والاشتراكية يفتتح مؤتمره الحادي عشر وبن عبد الله يسير نحو ولاية رابعة

دعي ما يناهز ألف مؤتمر ومؤتمرة، من جميع أنحاء المغرب، للمشاركة في أشغال المؤتمر الحادي عشر لحزب التقدم والاشتراكية، الذي يراهن عليه، في تقييم حصيلة عمل الحزب منذ مؤتمره السابق لسنة 2018، وكذا المصادقة على مشاريع الأوراق الجديدة، وتشكيل لجنة مركزية جديدة، إضافة إلى انتخاب الأمين العام الذي سيتولى دفة قيادة سفينة "الكتاب".
وكان من بين الحاضرين في أشغال افتتاح هذه التظاهرة الحزبية، شخصيات سياسية وحكومية بارزة، من بينها، عزيز أخنوش، رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وكذا، نزار البركة، الأمين العام لحزب الإستقال، ونبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، ومحند العنصر، الأمين العام للحركة الشعبية..، من بين شخصيات حزبية مغربية أخرى.
"البديل الديمقراطي التقدمي"
وبهذه المناسبة، قال نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، إن حزبه يعد مؤتمره تحت شعار "البديل الديمقراطي التقدمي"، "لأننا نعتبر بأننا بأمس الحاجة اليوم إلى هذا البديل، لمواجهة، من موقع المعارضة، التحديات السياسية المطروحة على الساحة السياسية والوطنية والديمقراطية، وكذلك الإجتماعية، لأن فئات اجتماعية كثيرة تئن".
وأضاف بن عبد الله، أن حزبه يقف اليوم من أجل مراجعة أدائه وذاته، والرقي بها من أجل أن تكون في "خدمة فئات واسعة من شعبنا".
وفي السياق ذاته، عرفت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حزب "الكتاب"، مشاركة العديد من الوفود الدولية، من ضمنها ممثل الحزب الشيوعي الصيني، في شخص سفير بكين لدى الرباط، إضافة إلى ممثل الحزب الشيوعي الفيتنامي، وممثل عن حركة فتح الفلسطينية، ووفود دولية أخرى من موريتانيا، وتونس، وليبيا، والعراق.
وسيكون على المندوبين المشاركين في المؤتمر، الوقوف عند حصيلة الأداء السياسي للحزب، خلال الولاية الممتدة بين 2018 و2022.
ويشار إلى أن التقدم والاشتراكية، حاز على 22 مقعدا في مجلس النواب خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2021، وهو ما اعتبر تقدما في تمثيلية الحزب الذي اكتفى بـ 12 مقعدا خلال انتخاب مجلس النواب سنة 2016.
ومن الناحية التنظيمية، سينكب المؤتمرون، على مناقشة مشاريع الأوراق التي ستعرض أمامهم، بالإضافة إلى للتصويت عليها، ثم تشكل لجنة مركزية جديدة، وانتخاب الأمين العام، حسب ما هو موضح في برنامج هذه التظاهرة الحزبية.
"إعادة تقوية الحقل السياسي المغربي"
اعتبرت النائبة البرلمانية والأمينة العامة للحزب الإشتراكي الموحد، في تصريح إعلامي، أن مؤتمر حزب التقدم والإشتراكية، يأتي في سياق "الحاجة الماسة إلى الأحزاب الجادة، وإلى إعادة تقوية الحقل السياسي المغربي، بالأحزاب المناضلة الجادة، وليس السير نحو منحى التكنوقراط"، وفق تعبيرها.
وأضافت منيب أن"التكنتوقراط، يتسيدون اليوم على المشهد السياسي (..)، في حين أن السياسات التي توضع اليوم، تعطي الأسبقية للتوازنات المالية، ويخضعونها لتوصيات المؤسسات المالية".
وفي السياق ذاته، شددت نبيلة منيب، على أنه هناك حاجة إلى "سياسة للتوزيع العادل للثروات وإلى البناء الديمقراطي، في المغرب، من أجل تمنيع بلادنا ضد كل الأخطار المحذقة، ونحافظ على ثرواتنا، والمحافظة على إمكانية النهوض بها، والتي لا يمكنها أن تنهض إلا بالمداخل اليسارية"، وفق تعبيرها.
"تقليص الهوة بين المواطنين والعمل السياسي"
يراهن حزب التقدم والإشتراكية، على تقديم ما يصفه بـ "البديل الديمقراطي" من أجل "تقليص الهوة والفجوة الموجودة اليوم ما بين المواطنين والعمل السياسي والحزبي".
وفي هذا السياق، صرّح كريم التاج، عضو المكتب السياسي لحزب "الكتاب"، إن التقدم والإشتراكية، يطرح "بديلا.. لتجديد أساليب العمل وبلورة مقاربات جديدة للعمل الحزبي".
وأشار المتحدث نفسه إلى أن المؤتمر سيكون "فرصة بالخصوص لمناقشة مشروع الوثيقة السياسية، والمصادقة عليها، بعد أن تم تحضيرها ومناقشتها، داخل ما يناهز 80 مؤتمر إقليمي"، مضيفا أنه إلى جانب ذلك، "سنكون في هذا المؤتمر على موعد مع تجديد، هياكلنا، بدأ باللجنة المركزية إلىالأمانة العامة، وفي مرحلة لاحقة المكتب السياسي للحزب".
ولاية رابعة لنبيل بن عبد الله؟
يرى متتبعون لأشغال المؤتمر، أن نبيل بن عبد الله، يتجه نحو تولي الأمانة العامة للحزب في ولاية رابعة، خصوصا وأنه لم يتقدم أي عضو بترشحه لهذا المنصب، حتى كتابة هذه الأسطر.
وفي هذا الصدد، أكّد كريم التاج، أن نبيل بن عبد الله، لم يقدم ترشحه لحد الساعة، مشيرا إلى أن المؤتمرين "هم من يقومون باختيار من سيقومون بترشيحه"، حسب "تقاليد" الحزب، مبرزا أن إيداع الترشيحات للأمانة العامة، من المفترض أن ينتهي يوم غد السبت، على الساعة الثانية عشرة ظهرا، مبرزا أن باب الترشيح مازال مفتوحا أمام أعضاء الحزب، شريطة الحصول على تزكية عشر المؤتمرين (أزيد من مائة)، من عشر جهات على الأقل.
ويسمح القانون الأساسي لحزب التقدم والاشتراكية، للأمين العام الحالي بتولي ولاية أخرى، فرغم تنصيصه على سقف ثلاث ولايات، حسب المادة 47 من هذا النص، على أنه "ينتخب الأمين العام لفترة انتدابية قابلة للتجديد مرتين"، غير أن إقرار هذا البند لم يتم إلا في سنة 2014، مما يعني أنه لا يسري على الولاية الأولى التي تولى فيها نبيل بن عبد الله قيادة حزب الكتاب سنة 2010، حسب ما سجله متابعون.
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.