الكنوبس يفرض قرارات جديدة بخصوص العمليات القيصرية .. ومصدر طبي يعتبر القرار مغالطة طبية

على إثر الارتفاع المسجل في العمليات القيصرية، قرر الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (الكنوبس) ابتداء من فاتح ماي المقبل فرض أداء مستحقات كل عملية قيصرية غير مبررة طبيا على أساس تعريفة الولادة الطبيعية. ودعا الصندوق منتجي العلاج (المصحات، المستشفيات العمومية...الخ.) إلى ضم تقرير طبي لملفات الفوترة يشرح الضرورة الطبية التي تستدعي اللجوء للقيصرية ويبين الفوائد والمخاطر الممكنة للعملية وظروف إنجازها.

وعزى البلاغ، هذا القرار إلى "ارتفاع معدل اللجوء إلى العمليات القيصرية بشكل غير طبيعي". إذ بلغ سنة 2017، عدد حالات الولادة التي سجلها الصندوق في صفوف المستفيدات من خدماته 30.583 حالة، من بينها 18.522 تمت عبر العملية القيصرية (61 %)، كما أظهرت الإحصائيات المسجلة خلال سنة 2017 صغر سن النساء اللائي يضعن عن طريق العملية القيصرية حيث تراوحت أعمار 72 % منهن ما بين 20و35 عاما.

وهو ما نتج عنه بحسب ذات المصدر خسائر بقيمة 70 مليون درهم سنويا، بسبب انتقال نفقات العمليات القيصرية المتحملة من طرف الصندوق من 13 مليون درهم سنة 2006 إلى 130 مليون درهم سنة 2017، "ومن أجل كبح المنحى التصاعدي المقلق في نفقات ومعدلات إنجاز هذا العمل الطبي، فقد اشترط الصندوق إدلاء منتجي العلاجات بتقرير طبي يعلل أسباب اللجوء إلى هذا التدخل الجراحي قبل أداء نفقات أي عملية قيصرية".

وأضاف البلاغ، "أن معدل اللجوء للعمليات القيصرية المصرح بها للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي يتجاوز المعدل الأقصى الموصى به من طرف منظمة الصحة العالمية (15 %)، كما أنه يفوق المعدلات المسجلة بهذا الشأن لدى 36 بلدا متقدما (27.9 %)، والتي من بينها تركيا وفرنسا واليابان وألمانيا وإسبانيا، بل إنه يفوق حتى بلدان مثل مصر (55.5 %) والأرجنتين (43.1 %) أو كولومبيا (36.9 %)"، مستندا في ذلك إلى تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية سنة 2018.

مصدر طبي صرج للوديسك، أن القرار ينطوي على مغالطات تتجاهل حقائق طبية، إذ أن أحد أسباب اللجوء إلى العمليات القيصرية، يرتبط أساسا بتغير نمط عيش المغاربة، إضافة لذلك وفيما يتعلق بلجوء النساء من 20 إلى 35 سنة للعمليات القيصرية، فهو أمر عادي بحسب مصدرنا وذلك لأن الجسم عادة ما يجرب الولادة لأول مرة في هذا السن، وعادة ما يفشل الأمر وقد ينتهي الأمر بشكل مأساوي، في حالة عدم معرفة الام التعامل مع الوضع، إضافة لذلك فثمة حالات تستحيل فيها الولادة الطبيعية بسبب قطر عظام الرحم، أو كبر رأس الجنين، وهو ما يجعل اللجوء إلى العمليات القيصرية أكثر أمنا، مضيفا في هذا السياق أن ارتفاع العمليات القيصرية واكبه أيضا ارتفاع معدل حياة المواليد..

©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.