المواجهة بين بن جلون و مولاي حفيظ العلمي تحتدم عبر الصحافة

يظهر أن المواجهة بين أحد أكبر رمزين في القطاع المالي في البلاد باتت أكثر وضوحا اليوم، هذا ما تثبته وسائل الإعلام المحسوبة على الطرفين، سواء المقربة من عثمان بنجلون رئيس مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية، أو تلك الموالية لمولاي حفيظ العلمي مؤسس مجموعة سهام.
كثيرة هي المقالات التي خصصت لانتقاد عثمان بنجلون في منابر قريبة من مولاي حفيظ العلمي لكن يبقى الملف الذي خصصته مجلة Economie & Entreprises لمالكها حسن العلوي في عددها الأخير، أكثر جذبا للانتباه.
عنونت المجلة الناطقة بالفرنسية ملفها ب " أنا.. غني وقوي"، وهو ملف بمثابة صك اتهام موجه إلى عثمان بن جلون، الذي صورته المجلة بأنه شخص ماكر لعب في هجومه على مولاي حفيظ العلمي على الوتر الحساس للوطنية من خلال استعمال الاتفاق بين سهام وسانلام الجنوب إفريقية، حينما أثار مسألة مساندة جنوب إفريقيا للبوليساريو.
والهدف من هذا الانتقاد بحسب المجلة ليس إلا تفادي الأسئلة المزعجة المطروحة حول الوضع الحرج لمجموعته، وكذا الإجابة على أي نزعات توسعية أو أحلام مجنونة قد تكون للوزير القوي لخلافته.
وذكرت المجلة بما تردد ولا يزال يتردد في الصالونات عن عرض قدمه مولاي حفيظ العلمي إلى جانب بنك السي إي أ ش للدخول في رأسمال المجموعة بدعم من صندوق الإيداع والتدبير. وهي عملية تصفها المجلة بالمرغوب فيها، في مقابل تقريع بن جلون الذي أسس ل "سلطة فيودالية" يقودها الشيوخ داخل نظام مغلق بمنطق الولاءات، مع إرضاء السياسيين مقابل بعض التساهل، بحسب توصيف المجلة.
في المقابل تخصص مجلة حسن العلوي مساحة هامة للإشادة بمولاي حفيظ العلمي، حيث تقدمه كشاب معجزة حقق نجاحات باهرة بعد مسار أكثر إبهارا في كندا، مقارنة ببنجلون.. ولم تتطرق المجلة ولو بالتلميح للقصص القديمة لبدايات مولاي حفيظ العلمي مثل تلك المتعلقة باتفاق أكما-ديوان.
وعلى هذا الملف ردت افتتاحية موقع "ماروك ديبلوماتيك" بأن هذا التحقيق المزعوم الذي نشر لم ينزل من السماء ولم يكن صدفة ووصفته بأنه أشبه ب "محاكمة ستالينية" تدخل في إطار مناورات تخاض منذ عدة أشهر تعبر عن طموحات غامضة وعن كراهية لبنك عثمان بن جلون، "مؤامرة" يشارك فيها "طابور خامس" من داخل مؤسسات البنك بهدف هدمه.