الميركاندو .. منقذ سبتة الاقتصادي .. ومغرق المغرب بالسلع المهربة

تجارة التهريب هي ظاهرة جد منتشرة بين المغرب والمدينتين سبتة ومليلية، ورغم أنها غير شرعية لكنها تشكل أهمية كبيرة في اقتصادهما وبالنسبة لمئات المغاربة الذين يمتهنوها. للاهتمام بهذا الموضوع وبهذه التجارة تم إنشاء أول متجر بمدينة سبتة باسم "ميركادونا" حيث يتواجد على بعد أمتار من أحد المناطق الموصومة، وفي نفس الوقت لا يبعد عن معبر تاراخال الذي يعتبر المعبر الوحيد بالنسبة لوسائل النقل والراجلين الذي يربط بين مدينة سبتة والمغرب.
حضر الافتتاح رئيس الحكومة المحلية الذي كان سعيدا بهذا الخبر، في حين لم يتم التعليق على الأمر سواء من طرف الحكومة التنفيذية أو المعارضة، هذا وتجدر الإشارة أن ما يعد في الأصل تهريبا يتم إطلاق تسمية أخرى عليه وهي "التجارة غير النمطية".

تتميز العلاقات الاقتصادية بين سبتة ومليلية من جهة، وبين المغرب من جهة أخرى، بطابع فريد من نوعه، وتتخذ التجارة غير النمطية شكلا منها حيث يتم توزيع المنتجات الإسبانية ونقلها عبر العربات أو على ظهور النساء والرجال (الحمالون) الذين يتمنون ألا تتم مصادرة هذه البضائع من طرف الشرطة المغربية حتى لا يذهب تعبهم عبثا.
أكد مدير العلاقات الخارجية لميركادونا أنه سيتم الأخذ بعين الاعتبار كونها تملك أعلى نسبة مبيعات كما سيتم مراقبة المستودعات ليس فقط من أجل المبيعات إنما أيضا من أجل التقلبات الجوية.
تعود ظاهرة تحميل السلع بين سبتة ومليلية من جهة، وبين تطوان والناظور من جهة أخرى، نتيجة للفقر المنتشر في شمال المغرب، حيث تكاد فرص العمل أن تكون معدومة، ما يدفع عدد من المواطنين للانتقال اليومي بين المدينتين، وهو ما يجعل السلطات تطبق نظام الإعفاء من التأشيرة بين المدينتين، الشي الذي ساهم في ارتفاع عدد السكان بمدينة تطوان والمضيق.
هذا وتعمل السلط على محاولة تنظيم هذه التجارة بمجموعة من الطرق، كان من بينها المعبر تاراخال الذي تم تأسيسه بين سبتة وتطوان، لكن مع ذلك هناك العديد من أشكال الاحتكار والاستغلال.
يتم أحيانا استعمال السيارات وقد يستغرق العبور بين 3 و4 ساعات من أجل الوصول إلى الجانب الآخر، تعيش الحدود حالات من الفوضى وهو ما جعل عددا من النقابات تنظم تظاهرات ضد هذا الأمر.
تزامنًا مع افتتاح ميركادونا، أتاح الفريق الجديد لوفد الحكومة مخرجًا بعيدًا عن الطريق الحدودي، حيث يساعد في تسهيل عبور السيارات للمغرب وكذا مرور الخدمات العمومية.
يتجه الحمالون ليس فقط لمتجر ميركادونا فقط، فعلى مدى سنوات كان يعتبر متجر ليدل الرقم واحد رغم عدم توفر إحصاءات محددة، لكن يظهر أن التجار يبحثون عن العروض الأفضل للحصول على منتجاتهم. هذا ويأمل المركز التجاري ميركادونا في التخفيف ضغوط هذا النشاط الاقتصادي على المستهلكين، وأيضا تعهدت بالتعاقد مع 128 شخص من سبتة بدوام كامل مما يعتبر أمرا إيجابيا لمدينة تعرف أكثر من 30 بالمائة من البطالة.
يمر اقتصاد سبتة ومليلية بلحظات هشة، فقد قامت السلطات المغربية باغلاق المكتب الجمركي في حين لم يتواجد هذا المكتب بسبتة أصلا، ويبدو أن المواطنين سيستمرون في القدوم مادام المغرب لا يهتم بالتنظيم.
تقوم السلطات المغربية بالتساهل عمدا مع هذه التجارة غير النمطية التي تسد حاجة العديد من الأسر المغربية التي تعتمد عليها بالأساس.
مع النقل، ترفع سبتة كل عام حوالي 700 مليون يورو وفقا لتقرير صادر عن هيئة بلدية ، وهي جمعية تنمية المدينة، يصل وزن المنتجات الغذائية في هذه الأنشطة إلى 45 في المئة من الأدوية والعطور ومستحضرات التجميل، 12 ٪ من إجمالي الواردات. لكن بالنسبة لاتحاد أرباب العمل في سبتة من الصعب حساب التأثير الاقتصادي لهذه الظاهرة بدقة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة من القطاعات الاقتصادية تعتمد بشكل كبير على هذا النشاط الاقتصادي.