النقل الجوي.. منافسة حامية بين الخطوط الملكية المغربية ونظيرتها الجزائرية

وراء التّوتر الدبلوماسي بين المغرب والجزائر، يجري سباق محموم بين الشقيقتين الجارتين في شتّى الميادين، فبينما رفع كلا البلدين من ميزانيتهما المخصصة للدفاع خلال هذه السنة، مدفوعة بالتطورات في الصحراء، والتحالف الاستراتيجي بين الرباط، واشنطن وتل أبيب، تتبدّى أوجه أخرى للصراع، كالتنافس على تنظيم التظاهرات الرياضية العالمية الكبرى، والمماحكات المتعلقة بالتراث والموروث الثقافي، ناهيك عن التباري بين البلدين حول تعزيز وجودهما في محيطهما الإقليمي والدولي..؛ في قلب هذه السياقات، هناك "منافسة محفوفة بالمخاطر"، حول من يبسط أجنحته أكثر في سوق الطيران المدني الدولي.
وإذا كانت الجارتان تتفقان على شيء، فهو حيوية قطاع النقل الجوي، والأدوار التي يلعبها على الأصعدة السياحية، الاقتصادية.. و الديبلوماسية؛ ويبرز ذلك، على سبيل المثال، في مسارعة قصر المرادية، إلى إغلاق الأجواء الجزائرية أمام جميع الطائرات التي تحمل رقم تسجيل مغربي، في شتنبر 2021، في سياق اتسم بتوسّج جزائري كبير من تطور العلاقات المغربية مع إسرائيل، واعتراف ترامب بسيادة الرباط على الصحراء.
وكانت الناقلة الوطنية المغربية، هي المعني الأول بهذا القرار، مما دفعها إلى تغيير مسارات رحلاتها التي كانت تمر عبر الأجواء الجزائرية، وقد قلّلت الشركة المغربية حينها من شأن تأثيرات هذا الإجراء، لكنه من ناحية أخرى، مثّل المسمار الأخير في نعش المواصلات بين البلدين في ظل حدود برية مغلقة منذ 1994.
ومن جانب آخر، أربكت جائحة كورونا حسابات قطاع الطيران الدولي، وكبّدت النقالين الوطنيتين المغربية والجزائرية على حد سواء خسائر مالية فادحة، كما أثر على أدائها المالي، والوجهات التي كانت تتوفر عليها.

Abonnez-vous pour continuer la lecture
à partir de 40 dh par mois
(facturé annuellement)
Choisir une offreLe Desk a été le premier à révéler
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.