بوريطة: المصالح الأمنية في دول الساحل منزعجة من توغل المغامرين المغاربة في المناطق العسكرية المحظورة
كشف رئيس الدبلوماسية المغربية، ناصر بوريطة، أن تدفق المغاربة على منطقة الساحل والصحراء، على متن الدراجات النارية أو الهوائية، أو المسافرين مشيا على الأقدام، بدعوى المغامرة ونشر أطوارها على مواقع التواصل الاجتماعي، أو بذريعة الوصول إلى الديار المقدسة للقيام بفريضة الحج، يشكل مصدر "إزعاج للسلطات الأمنية في هذه البلدان"، خصوصا حين "يتوغل هؤلاء فرادى أو جماعات في المناطق العسكرية المحظورة على المدنيين".
توضيحات بوريطة جاءت في جواب عن سؤال كتابي حول مستجدات اختفاء دراجين مغربيين بدولة بوركينا فاسو، طرحه النائب البرلماني عن فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب.
وللتذكير، تمكنت المخابرات المغربية، في منتصف ماي الماضي، من تحرير درّارجين مغربيين، اختفيا في ظروف غامضة آواخر مارس، ليتبين أنهما كانا في قبضة جماعة مسلحة في المنطقة الحدودية بين بوركينا فاسو والنيجر.
وفي تفاصيل هذه الأحداث، أبرز بوريطة أنه بمجرد تأكد اختفاء الدارجين المغربيين، باشرت وزارة الخارجية المغربية الاتصال بسفارتيها في البلدين المذكورين، واللتان بدورهما "استنفرتا السلطات الأمنية المختصة" في النيجر وبوركينا فاسو، من أجل تعقب أثر الدّرّاجين والبحث عنهما.
كما كثّفت البعثتين اتصالاتهما بجمعيات المجتمع المدني ومؤطري المنتجعات السياحية بالمنطقة، وجمعيات سائقي الشاحنات العابرة للحدود بين البلدين، ووزعت عليها معلومات وتفاصيل الدراجين، طالبة منهم الإبلاغ عن أي خبر أو معلومة توصل إلى مكان تواجدهما.
وحسب المصدر ذاته، فقد بذلت السلطات الأمنية بكلتا البلدين جهدا متواصلا جاعلة موضوع البحث عن المواطنين المغربيين من أولوياتها، وقد مكّن تبادل المعلومات بين الطرفين من تحديد المنطقة الجغرافية التي تم فيها اختطاف الدراجين المغربيين، وهي منطقة "طيرا" بمحافظة " تيلابيري" جنوب غرب النيجر المعروفة بتنامي أنشطة الجماعات المسلحة، بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية المغربية.
وتابع بوريطة أنه جراء عملية تنسيق أمني محكم، تم تحرير المغامرين من قبضة الجماعة الإرهابية التي احتجزتها في المنطقة المذكورة، وتم نقلهما إلى مصحة تابعة للقوات المسلحة النيجرية، حيث أحيطا بالرعاية الصحية الكاملة وتم تزويدها باحتياجاتها اليومية من مأكل ومشرب حيث كانت آثار التعب وقلة التغذية بادية عليهما جراء الاحتجاز الذي دام زهاء إثنين وأربعون يوماً، كما تمت عيادتها مما لحق بهما من عدوى" الملاريا" و "فقر الدم" بالنسبة لأكبرهما سناً.
وزارة الخارجية، حسب نص الجواب الكتابي، سبق لها أن أثارت موضوع توجه المغامرين المغاربة إلى الصحراء ومنطقة الساحل، موضحة أن ذلك مصدر "إزعاج" للسلطات الأمنية بتلك المناطق.
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.