بوهندي: لا نسخ ولا تحريف في الكتب المقدسة والقرآن مصدق لما بين يديه (فيديو)

عاد الباحث في الأديان المقارنة مصطفى بوهندي ليفتح النقاش من جديد حول علاقة الإسلام بالأديان التوحيدية (اليهودية والمسيحية).
جاء هذا عبر أربع حلقات تجريبية من برنامج مراجعات للباحث مصطفى بوهندي خصصها للرد على حوار للمقريء أبو زيد الادريسي حول الفروق بين القرآن والكتب المقدسة (الانجيل والتوراة).
وانتقد بوهندي في رده التصورات الدينية حول الانجيل والتوراة، معتبرا إياها معرفة "غير جيدة وغير صحيحة" لأنها لم تأخذ المعرفة من مصادرها، وانما ناتجة عن تصورات المسلمين لها المتأثرة بعدد من المؤثرات التي تسهم في تشويه الصورة.
وأضاف بوهندي في سلسلة فيديوهاته، أن القرآن لم ينسخ باقي الكتب المقدسة، وانه لا وجود لأي نص قرآني يتحدث عن النسخ، بل أن القرآن مكمل لها، معتبرا أن مفردة "الذكر" في القرآن لا تعني القرآن لوحده بل أنها تقصد ما جاء به الأنبياء السابقون، وبالتالي فالحديث عن نسخ الكتب المقدسة هو إساءة للقرآن ولباقي الكتب باعتبار انه جزء من الذكر.
واعتبر ذات الباحث أن الناظر في القرآن لا يجد التحريف منسوبا للكتب المقدسة، بل أنهما وصفا بالنور والهدى والخير، في حين أن التحريف منسوب لبعض رجال الدين، وليس كلهم لان منهم "أمة قائمة بالقسط"، مضيفا أن النص القرآني انتقد أسلوب التعامل مع الكتب الدينية المقدسة، وأن اعتبارها محرفة فهو يعني بشكل ضمني القول بان القرآن تعرض للتحريف، باعتبار أن نسبة كبيرة من قصصه وعبره توجد في الانجيل والتوراة. كما أن هذه الكتب المقدسة بما فيها القرآن نزلت بلغة أقوامها، ولكنها عالمية الرسالة والخطاب.
وفي سياق متصل، تساءل الباحث في تدوينة له على صفحته الفيسبوكية "كيف يكفر المسلمون بالكتب المقدسة التي أمروا أن يؤمنوا بها وصدقها كتابهم ورسولهم؟"، مستنكرا "على المسلمين وعلمائهم الكفر بهذه الكتب التي صدقها الله ورسوله، لكن عامة المسلمين كذبوها وأهملوها وحاربوها بدعوى النسخ والتحريف والخصوصية. أما ما تعرضت له هذه الكتب في تاريخها فلا مشكلة في مناقشته ونقده بعد الإيمان والتصديق الأصلي بها، ولا يكمل إيمان المؤمن إلا بهذا التصديق؛ وإلا كان مؤمنا ببعض الكتاب وكافرا ببعض. شأنه في ذلك شأن الكافرين من أهل الكتاب الذين : "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ ۗ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (91سورة البقرة). وهنا أعيد السؤال بصيغة أخرى كيف يقول القرآن عن نفسه : مصدقا لما معهم، ويقول المسلمون نحن نكفر بما معهم للأسباب المذكورة، ونؤمن بكتاب افتراضي ليس معهم؟ ! أتمنى أن يجيبني أحدكم بالعلم، ويحل لي هذا الإشكال مشكورا".
جدير بالذكر أن أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الحسن الثاني مصطفى بوهندي سبق له الدعوة مرارا الى إعادة النظر في مناهج التعامل مع الأديان وقراءتها، من اجل قراءة تنهل من المشترك، وقد أصدر مجموعة من المؤلفات كان من أبرزها "أكثر أبو هريرة" والذي انتقد فيه شخصية الصحابي أبو هريرة وما أضيف له، كما أصدر كتاب "التأثير المسيحي في تفسير القرآن الكريم"، وأخيرا كتاب "موسى والتوحيد : أكثر من 200 إضافة نوعية قرآنية على سفر الخروج".