بوهندي: لا وجود لوثيقة سريانية أو آرامية أو عبرية قبل الاسلام

أطلق أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء تحديا جديدا في وجه القائلين بوجود أصل سرياني او آرامي للقرآن. وطلب منهم "الإتيان بوثيقة عبرية أو آرامية أو سريانية ترجع إلى ما قبل القرن العاشر الميلادي".
وأردف الدكتور مصطفى بوهندي في تدوينة مطولة له "أود من الذين جعلوا أنفسهم مختصين في مخطوطات القرآن، وادعوا أن لغته إنما هي امتداد أو تأثر أو اقتباس مما سموه "السريانية" أو "الآرامية" أو "العبرية". ودون أن أدخل معهم في التفاصيل التي يعرفونها عن القرآن، أود أن أؤكد معهم أن النسخ القديمة لهذا الكتاب العربي ترجع إلى القرن الأول الهجري، وقريبة من العهد النبوي".
وتساءل بوهندي في تدوينته عن سبب عدم تقديم أصحاب هذا الطرح لوثيقة واحدة بالسريانية أو العبرية أو الآرامية تعود إلى ما قبل القرن العاشر، رغم أنه يفترض أن أسفار العهد القديم كتبت بالعبراني وأسفار العهد الجديد كتبت بالسرياني والأرامي.
وأضاف صاحب كتاب موسى والتوحيد في تدوينته "المطلوب الآن أن يأتونا بنسخة لا ترجع إلى تاريخ كتابة الكتب المقدسة، قبل 3000 أو 2000 سنة. وإنما ترجع إلى ما بعد كتابة القرآن بقرون، أي 1000 سنة فقط. بل أن عليكم أن تثبتوا وجود وثائق مكتوبة قبل القرآن بهذه اللغات المدعاة، وبعده تبينون لنا تأثيرها على القرآن أو اقتباسه منها.
لن ندخل في التفاصيل، نريد فقط أرقاما لمخطوطات للكتب المقدسة السابقة باللغات التي اقتبس منها القرآن كما تدعون، في أي المتاحف أو المكتبات أو الجامعات أو الفاتيكان أو ما تشاءون".
واعتبر بوهندي أن هذه اللغات تختلف عن اللغات التي وردت تسميتها في الكتب المقدسة، عبرانية وسريانية وآرامية. "إذ أن الأولى ضاعت، والثانية إنما هي نتاج من بطن العربية، وفي ظل الثقافة الإسلامية، وقد قام المسيحيون عبر كنائسهم لتسمية الدرجات العربية التي يتكلمون بها باسم لغة الكتاب المقدس السرياني ثم الآرامي، وكانت في أول عهدها تكتب بالحرف الكرشوني وتنطق بالحرف العربي، إلى أن طورت الكنائس هذه الدارجات المحلية وجعلتها لغات".
وأضاف ذات المصدر أن "لأمر نفسه بدأه اليهود السفارديم من القرن العاشر مع الماسوراتيين، لترجمة كتاب مقدس خاص بلغة خاصة تتبنى العربية ولكنها تخالفها في النطق وفي بضعة كلمات، وللاستدلال على ذلك فإن العالم اليهودي الكبير موسى بن ميمون، المتوفى في القرن الثالث عشر، لا يعرف هذا الخط، وقد كتب كتبه باللغة العربية، ثم تحولت بعد وفاته إلى نصوص عربية مكتوبة بخط سموه حينئذ الأشوري المربع، ثم الأرامي ثم العبري. ولم يبدأ الإحياء الفعلي لهذه اللغة إلا بعد الخروج من الأندلس، ثم اكتملت مع حركة الأدب العبري، التي كان معجمها ونحوها عربيا، ولكن نطقها كان أوروبيا".
وأنهى بوهندي تدوينته بالقول أن الترجمات اليونانية السبعينية والفولجاتا اللاتينية، هي أقدم بكثير من هذه اللغات، وبالتالي، فهي لم تكن أبدا لغة الكتاب المقدس، إلا بدءا من الحروب الصليبية وانتهاء بالاستعمار.