تطورات القضية الفلسطينية: مواجهات وقتلى .. مخاوف من الدور السعودي .. وإدانات دولية

انحسار الاحتجاجات وارتفاع القتلى .. صحافة مستهدفة
لازالت تفاعلات قرار ترامب تحويل السفارة الأمريكية إلى القدس مستمرة، إذ شهدت عدد من المدن الفلسطينية مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، وان كانت الاحتجاجات قد انحسرت اليوم السبت مقارنة مع الأيام الماضية بشكل كبير، حيث تظاهر ما يربو على 60 شخصا بالقدس الشرقية، قبل أن يفرقهم حرس الحدود والخيالة بالغاز المسيل للدموع، أما مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة فقد شهدت مواجهات بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين أضرموا النار في إطارات للسيارات، فردت القوات الإسرائيلية بالغاز المسيل للدموع.
في ذات السياق أعلنت القوات الإسرائيلية عن تنفيذ غارات جديدة على قطاع غزة ظهر اليوم السبت، ردا على صواريخ أطلقها نشطاء في المقاومة الفلسطينية، التي أعلنت فصائلها أمس الجمعة يوم غضب للاحتجاج على قرار ترامب، وبحسب ما ذكر الجيش الإسرائيلي فطائراته استهدفت ما قال أنه أربعة مرافق منها موقعين لصنع السلاح ومخزنا للأسلحة ومجمعا عسكريا تابعا لحركة "حماس"، هذه الأخيرة أعلنت عن مقتل اثنين من أفرادها في هذا القصف قبيل الفجر داعية الفلسطينيين إلى مواصلة المواجهات مع القوات الإسرائيلية، وبهذا يرتفع عدد القتلى إلى أربعة قتلى منذ بداية المواجهات صباح يوم الجمعة.
من جهة أخرى كان للصحافة دورها من الإصابات في الاشتباكات التي تعرفها الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أعلنت قناة روسيا اليوم عن إصابة مراسلة لها بشظية في يدها تسببت لها في حروق، أثناء تغطيتها للمواجهات المندلعة في الضفة الغربية، حيث قمعت الشرطة الإسرائيلية المتظاهرين الفلسطينيين وألقت قنابل صوت بشكل عشوائي، كما سبق لنفس القناة أن أعلنت إصابة أحد أفراد طاقهما في مدينة رام الله.
مايك بنس .. غير مرغوب فيه
على مستوى القيادة الفلسطينية، وبعد أن صرح الرئيس "محمود عباس" أمس الجمعة أن الولايات المتحدة لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، أكد مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية "مجدي الخالدي" رفض "محمود عباس" استقبال نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس" الذي يزور المنطقة في النصف الثاني من الشهر الجاري، وأضاف الخالدي مهاجما قرار ترامب أن المسألة أكبر من مجرد لقاء لأن الولايات المتحدة بقراراتها المتعلقة بالقدس اجتازت خطوطا حمراء ما كان يجب أن تجتازها، رافضا التحذيرات الأمريكية من تبعات إلغاء هذا اللقاء.
في ذات السياق أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر عن رفضها استقبال "مايك بنس" نائب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" هذا الشهر، بعد قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل تقرير لوكالة الشرق الأوسط عن المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية قوله إن ”القرار يأتي في أعقاب القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بخصوص القدس دون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية“.
رفض الكنسية الأرثوذكسية لقاء "مايك بنس" يأتي بعد أن أعلن شيخ الأزهر "أحمد الطيب" أمس الجمعة عن رفض طلب نائب الرئيس الأمريكي مقابلته عندما يزور مصر، داعيا الفلسطينيين إلى الانتفاض قائلا ”لتكن انتفاضتكم الثالثة بقدر إيمانكم بقضيتكم، ونحن معكم ولن نخذلكم“. تصريحات "أحمد الطيب" تأتي متزامنة مع إعلان وزير الأوقاف المصري "محمد مختار" عن تنظيم مؤتمر دولي في الـ20 يناير المقبل لنصرة القدس.
إدانات عربية .. ومخاوف من طبيعة الدور السعودي
في سياق متصل، قال "أنور قرقاش" وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية يوم السبت من العاصمة البحرينية المنامة التي تعرف انعقاد مؤتمر أمني، إن قرار ترامب يعد هدية للمتطرفين، مشيرا إلى أن المتطرفين والمتشددين سيستخدمون ذلك لتصعيد لغة الكراهية. أما رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" فلم يتوانى في وصف إسرائيل بأنها "دويلة"، مؤكدا في كلمة له اليوم السبت خلال مؤتمر الإعلام الدولي في بغداد أنه لا يمكن لأحد سرقة فلسطين أو سحب هويتها العربية.
كما لازالت فعاليات المجلس الوزاري العربي بالجامعة العربية مستمرة لمناقشة الأوضاع في فلسطين المحتلة، وأفاد "محمود عفيفي" المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم السبت، بأن هناك خارطة طريق يعدها وزراء الخارجية العرب بشأن القدس، ستسعى لتأكيد الحق الفلسطيني بكافة أبعاده في إقامة دولة مستقلة، وتأكيد مكانة القدس".
بالرغم من أن السعودية نددت صراحة بخطوة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واصفة إياها بأنها ”غير مبررة وغير مسؤولة“ و”تمثل تراجعا كبيرا في جهود الدفع بعملية السلام“، بيد أنه وبحسب ما ذكر مقال تحليلي لوكالة الأنباء رويترز، فإن مسؤولين فلسطينيين يقولون إن الرياض تعمل منذ أسابيع خلف الكواليس لدفعهم لتأييد خطة سلام أمريكية وليدة، وبحسب ذات المقال فإن مسؤولين عربا صرحوا بكون الرياض تشارك في استراتيجية أمريكية لوضع خطة سلام إسرائيلية فلسطينية لا تزال في مراحلها الأولى، يمكن أن تشمل تأسيس ”كيان فلسطيني“ في غزة وثلاث مناطق إدارية بالضفة الغربية في المنطقة ”أ“ والمنطقة ”ب“ و10 بالمئة من المنطقة ”ج“، التي تضم مستوطنات يهودية.
ادانات دولية .. وكوريا الشمالية تصف ترامب بالمختل
ردود الفعل الدولية لم تتوقف، إذ ذكر مصدر رئاسي تركي يوم السبت، إن الرئيس "طيب إردوغان" ونظيره الفرنسي "إيمانويل ماكرون" يعملان على محاولة إقناع الولايات المتحدة بإعادة النظر في قرارها بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأنهما اتفقا خلال اتصال هاتفي على أن هذه الخطوة مثيرة للقلق، من جهتها دعت فرنسا مرفوقة بكل من إيطاليا وألمانيا وبريطانيا والسويد واشنطن إلى ”تقديم مقترحات مفصلة بشأن التسوية الإسرائيلية الفلسطينية“، واصفة قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بأنه ”غير مفيد“، معربة في بيان لها عن استعدادها للمشاركة في كل الجهود ذات المصداقية لإعادة إطلاق عملية السلام على أساس المعايير المتفق عليها دوليا بما يؤدي لتحقيق حل الدولتين.
رد الفعل الغربي الأقوى سيأتي من غريمة الولايات المتحدة كوريا الشمالية التي وصف بيان لوزارة خارجيتها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه "مختل عقليا" منددة بقراره بشأن القدس معتبرة إياه عملا متهورا وشريرا، ونقلت وكالة الأنباء الكورية عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله : "كون الخرف المختل عقليا دعا علنا الى دمار كامل لدولة ذات سيادة في مجلس الأمن، فإن تلك الخطوة لا تبعث على الدهشة".