تقرير أممي: التقليل من تناول اللحوم ينقص من مخاطر التغير المناخي
قال تقرير خاص صادر عن اللجنة الحكومية الدولية للتغير المناخي أن الجهود الرامية للحَدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة وآثار الاحترار العالمي ستبوء بالفشل إلى حدٍ كبير، إذ لم تقع تغييراتٌ جذرية في الاستخدام العالمي للأراضي، والزراعة، والنظم الغذائية للبشر.
وأوصى التقرير الذي شارك فيه أكثر من 100 خبير وباحثّ بتكليفٍ من منظمة الأمم المتحدة، بالتقليل من استهلاك اللحوم، معتبرا أن الأنظمة الغذائية المعتمِدة على النباتات والأطعمة حيوانية المصدر، المنتَجة بأساليب مستدامة "تتيح فرصًا عظيمة للتكيف مع التغير المناخي، والتخفيف من آثاره، وتحقق منافع كبيرة إضافية فيما يتعلق بصحة البشر".
وقدر التقرير أنه بحلول سنة 2050 يمكن لتغير النظام الغذائي والاعتماد على النظم الغذائية المتوازنة والنباتية أساسا، الاسهام في خفض الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 8 مليارات طن سنويًّا، كما يمكن أن تتيح مساحات في الأرض تصل إلى عدة ملايين من الكيلومترات المربعة؛ لاستخداماتٍ أخرى، وأشار التقرير إلى أنه بسبب ازدياد الطلب على المنتجات الحيوانية، فإنه كثيرا ما تزال الغابات من أجل إنشاء مراعي لتربية الماشية، هذه الأخيرة التي تنتج غاز الميثان - أحد الغازات الدفيئة القوية – عند قيامها بهضم طعامها.
وفي تصريح للمجلة العلمية البريطانية نيتشر، قال عالِم النظم البيئية هانز-أوتو بورتنر، والرئيس المشارك لفريق العمل في التقرير : "لا نريد أن نُملِي على الناس ما يأكلونه، لكنْ سيكون من المفيد حقًّا للمناخ وصحة الإنسان لو استهلك الناس في عديدٍ من الدول الغنية كمياتٍ أقل من اللحوم، ولو وَضَعَت دوائر السياسة حوافز ملائمة لهذا الغرض".
وشدد التقرير على بذل مزيد من الجهود لاستخدام المحاصيل التي يمكن من خلالها إنتاج الوقود الحيوي، وزراعة غاباتٍ جديدة، وهي الإجراءات التي يمكن أن تخفف من آثار الاحترار العالمي، الذي أصبح يهدد التوازن الغذائي في العالم، كما يهدد بفقدان التنوع البيولوجي، في ظل تنامي سكان العالم، وزيادة نسبة الاحترار التي تقلص الغطاء النباتي في عدد من بلدان العالم.
وحذر ذات المصدر المزارعين والمجتمعات من مخاطر هذه التحولات مضيفا بأن على البشرية أن تستعد للتعامل مع نتائج التغير المناخي، كالتساقط الغزير للأمطار، والفيضانات، وحالات الجفاف، إضافة لتدهور الأراضي إذ أن قرابة ربع مساحة الأراضي الخالية من الثلوج على كوكب الأرض تعاني تدهورًا في حالة التربة، ناتجًا عن الأنشطة البشرية، ما يؤدي أيضا إلى توسع رقعة التصحر، وتفاقم الفقر والمجاعة ودفع البشر إلى الهجرة.
ولم يفوت التقرير الفرصة للإشارة إلى حرائق الأمازون، ذلك أن غابة الأمازون المطيرة تعتبر حوضا ضخما للكربون، تعمل على تخفيض درجات الحرارة العالمية، وهو ما أصبح مهددا بفعل الإزالة السريعة لغاباتها، والتي يمكن أن تحيلها إلى نوعٍ متدهور من الصحاري، ما ينتج عنه إطلاق أكثر من 50 مليار طن من الكربون في الغلاف الجوي خلال فترةٍ تتراوح بين 30 و50 عامًا.
وينتظر أن يكون التقرير محط مداولات بين الحكومات من شتى أنحاء العالم، خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ، المقرر عقدها في مدينة نيويورك خلال شهر شتنبر. كما ستنعقد الجولة القادمة من محادثات المناخ بين أطراف اتفاق باريس في دجنبر بمدينة سانتياجو، وقد علق الأمين العام المتحدة على هذا بالقول :"يجب أن نجعل مخاطر تغيُّر المناخ هي المعايير الأساسية لكل قراراتنا. ولذلك.. أقول للقادة : "لا تأتوا إلى القمة بِخُطَبٍ جميلة".
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.