S'abonner
Se connecter
logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
16.01.2019 à 12 H 59 • Mis à jour le 16.01.2019 à 13 H 44 • Temps de lecture : 1 minutes
Par

« حزب المصباح » وبنكيران.. لمن تقرع أجراس الاحتضار؟

فايسبوك/ بنكيران وأعضاء المجلس الوطني المقيمين بالخارج في منزله


في الوقت الذي انكب فيه أعضاء من حزب العدالة والتنمية على وضع اللمسات الأخيرة على البيان الختامي لدورة المجلس الوطني، التي وصفت بالعادية والمنعقدة بمعهد مولاي رشيد للرياضات يومي 12 و13 يناير 2019، كان عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لـ"حزب المصباح"، يمارس رياضته المفضلة داخل صالون بيته بالرباط بمناسبة خطبة ألقاها أمام أعضاء المجلس الوطني المقيمين بالخارج والتي نقلها فريد تيتي، سائقه الخاص، عبر تقنية البث المباشر على صفحته بالفايسبوك. وإذا كان المجلس الحزبي قد دبج مواقفه كتابة في بيان عام فإن بيان بنكيران كان شفويا، في إطار ظاهره خاص، أمام زوار وصفهم بـ"القلقين على وضع الحزب والبلد".


جرس الاحتضار

كانت زيارة ود ومجاملة ووفاء، هكذا وصفها "الزعيم" الذي أصر على تقاسم حديث الضيافة مع الجمهور الواسع بقوله "بدينا شي شويا قبل التسجيل ولكن مكاين مشكل نعاود داكشي اللي قلت". هذه العبارة تظهر بأن بنكيران كان راغبا في التعبير عن أراء وتصريف مواقف أتاحها منبري الصالون والشبكات الإجتماعية بعدما غابت منابر رئاسة الحزب ومجلسه الوطني ورئاسة الحكومة التي غادرها بعد أشهر من عسر الولادة الذي سمي بـ"البلوكاج".


أخطر ما جاء في كلام المترجل عن صهوة التدبير الحكومي هي عبارة إختار بنكيران أن يعبر عنها باللغة الفرنسية عندما قال لضيوفه "لقد جئتم لتسمعوا : un autre son de glas " وهي العبارة التي تعني إعلان "الاحتضار" أو "الموت" من ضمن تفاسير أخرى ليس أقلها "الكارثة"، أمام حالة القلق التي تنتاب "أهل المصباح" وهو قلق على وضعية الحزب لكنه قلق أكبر على وضعية البلد، وفق ما جاء في تقديم المضيف التي تحدث لمدة فاقت الساعة والنصف أمام جمهور خارج الصالون بلغ 150 ألف على الفايسبوك  في خطبة تقاسمها أزيد من 2485 متابع وقيمها، إيجابا أو سلبا، 4100 مواطن من سكان الفضاء الأزرق. لكن السؤال بقي بدون جواب واضح إن كان المحتضر وطنا أم حزبا.


عرج عبد الإله في بداية حديثه على عناوين عامة تلخص أزمة الحزب في صراعه مع دولة يقود حكومتها من خلال الحديث عن إعادة فتح ملف القيادي عبد العالي حامي المتهم بجناية القتل العمد التي أودت بحياة الطالب آيت الجيد بنعيسى منذ ربع قرن وقضية النائبة البرلمانية آمنة ماء العينين التي نشرت بعض الجرائد صورا مفترضة لها في العاصمة الفرنسية باريس بالإضافة الى "التضييق" الذي تعانيه الجماعات الترابية التي يقودها الحزب مستعينا بشهادة محمد أمحجور نائب عمدة مدينة طنجة الذي كان من بين الحاضرين.

 

بيعة فوق الدستور

في تناغم تام مع بيان المجلس الوطني لحزبه اعتبر عبد الإله بنكيران أن البيعة فوق الدستور موضحا أن "الدستور مجرد تفصيل للبيعة" في الوقت الذي ذكر فيه إدريس الأزمي، خلال كلمته الافتتاحية، أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب، بـ"الوظيفة الدينية لجلالة الملك باعتباره أميرا للمؤمنين والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية، طبقا لأحكام الدستور وعقد البيعة الشرعية باعتبارها ميثاقا غليظا ورابطة قوية بين المؤمنين وأميرهم".


هذا التقاطع بين المنطوق والمكتوب في أدبيات الحزب والإصرار على التذكير، من جديد، بالهوية الدينية للحزب وربطها بشرعية الحكم يظهر أن أهل العدالة والتنمية ينأون بأنفسهم عن تنازع الشرعية مع السلطان كما يؤكدون أن الكلام الرائج عن "السلوك العلماني" الذي ظهر في صفوف بعض قياداتهم يعتبر "انزلاقات فردية" مخالفة لمبادئ التنظيم المحافظ ولا تعبر عن قناعة الحزب الراسخة والمتمسكة بالطابع التقليدي للحزب كما الدولة أمام محاولات التحديث.



عبد الإله بنكيران عبر صراحة عن رفضه للديمقراطية بوصفها "مشتتة للقرار" وأوضح رفضه القاطع للملكية البرلمانية بالقول "ملك يسود ولا يحكم ما عند المغاربة ما يديرو بيه" مؤكدا على أن كل الصلاحيات وجب أن تبقى في يد الملك وما تبقى منها وجب أن يمارس بالتفويض. كلام بنكيران وجد صداه في بيان المجلس الوطني الذي كان يصاغ بالموازاة مع استقبال "الزعيم" لبعض أعضائه إذ حضر الملك كموجه وداعم "للأوراش الإصلاحية التي تشتغل عليها الحكومة"، حسب البيان، كما حضر بوصفه حريصا "على مواكبة الهيآت السياسية، وتحفيزها على تجديد أساليب عملها". لم يجرء بيان  الحزب على الحديث عن أوراش حكومية أو تطوير أداة حزبية إلا من خلال العودة الى تطلعات وخطب الملك وإضفاء الطابع التنفيذي للملكية في كل تفصيل مرتبط بتدبير الشأن العام درأ لـ"شبهة الإستقلالية" المنصوص عليها في دستور المملكة والذي يرى أهل العدالة والتنمية فيه مجرد وثيقة ثانوية ملحقة بعقد غير مكتوب يسمى البيعة رغم تجديد مجلسهم "عزم مؤسسات الحزب على الاستمرار في النضال ضد الفساد والاستبداد" في تناقض صارخ مع تمسكهم بالمرجع التقليداني للحكم، "مرجع كايحشم منو الجميع باش ما نقولش ليكم كايخاف منو الجميع" كما جاء على لسان بنكيران أمام ضيوفه في حديثه عن الملك الذي أراده "مصدرا للخوف" بعدما تحول الخوف الى مرادف لهيبة السلطان، حسب رئيس الحكومة السابق، والذي طلب من الملك زجر "شي وحدين خرجو للشارع كايقولو شي كلام" الا أن الملك طلب من رئيس الحكومة، آنذاك، أن يعرض عنهم.


حليف وضيع

الشرخ واضح في جدار البيت الحكومي وهو ما تحدث عنه بيان المجلس الوطني للحزب باحتشام من خلال التعبير عن رغبة مبطنة في الترميم عبر دعوة كافة مكونات الأغلبية إلى "الحرص الجماعي على توفير الأجواء اللازمة والمواتية للعمل الحكومي" مع الدعوة إلى "التماسك والتعاون والحرص على تدبير اختلاف وجهات النظر والتعبير عنها بما لا يخل بالاحترام الواجب لباقي مكونات الأغلبية". عبد الإله بنكيران لم يستعمل نفس اللغة الدبلوماسية، التي كانت مداد المجلس الوطني في صياغة بيانه، إذ وصف القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار رشيد الطالبي العلمي بـ"الوضيع"، دون أن يسميه، وذلك على خلفية كلمة وزير الشباب والرياضة في الجلسة الافتتاحية لجامعة "الشباب الأحرار" بمراكش عندما قال "إن حزب العدالة والتنمية جاء لتخريب البلد".


حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الحليف أيضا، لم يسلم من نقد القيادي الإسلامي الذي اعتبر أن كل شرفاء الحزب قد رحلوا بعدما زاغ الحزب عن مبادئه واختار أن يكون جزء من "البلوكاج" وهو الأمر الذي استمر بنكيران في رفضه ورفض إشراك "وردة ذبلت" في الحكومة لولا رضوخ سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين، وفق تعبير القاطن في حي الليمون.


ليس فوق رأس الخيرين حجاب

في وقت خص فيه بيان المجلس الوطني ثلاث فقرات للتضامن مع عبد العالي حامي، المستشار البرلماني عن الحزب، فإن النص الرسمي لبرلمان "المصباح" سكت عن قضية آمنة ماء العينين التي كانت حاضرة في دورة المجلس والتي وقفت صحبة زميلة لها على جنبات المنصة تصفق لقادة الحزب المذكور وهم يمسكون بأيدي بعضهم البعض في تعبير عن تماسك الحزب الذي لا يمسك براحة نسائه. البيان عبر عن الشيء ونقيضه فهو يعتبر إحياء محاكمة عبد العالي حامي الدين "استجابة لشكايات كيدية ذات أغراض سياسية مكشوفة وسابقة خطيرة تهدد استقرار وسيادة الأحكام القضائية وتمس في العمق بالأمن القضائي" وفي نفس الوقت يؤكد بيان الحزب على "احترامه الكامل لاستقلال القضاء ويعبر عن ثقته الكبيرة في مؤسسات بلادنا". نفس الفكرة عبر عنها عبد الإله بنكيران أمام زوار ليلة الأحد غير أنه كان أكثر وضوحا في دعمه لآمنة ماء العينين التي وصفها بـ"ألمع سيدة سياسية في المغرب" والتي لا ينافسها في الألمعية سوى نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، حسب بنكيران الذي استبق دعمه للنائبة الإسلامية بانتقاد منيب ورفاقها، أصحاب الملكية البرلمانية كما سماهم، في نفس الصالون وأمام نفس الجمهور. بنكيران لا يرى مشكلة في نزع الحجاب في لندن أو باريس أو ارتداء النقاب في مكة المكرمة واعتبر الأمر من صميم الدين الذي لم يحدد "مساءلة شرعية في مخالفة يحيط بها أمر عام" مستشهدا بآيات قرآنية إذ دعا الى التمييز بين التحريم الإلاهي والمنع الاجتماعي معتبرا أن في المغرب نساء خيرات لا يضعن الحجاب على رؤوسهن.



لم يشر بنكيران في جلسته الى ما يعتبره، عادة، دورا محوريا لحزب العدالة والتنمية في تجنيب المغرب "ويلات الربيع العربي" لكن الحزب _وفيما يشبه تبادلا للأدوار_ أشار في  التقرير السياسي الذي تقدم به سعد الدين العثماني، أمام مجلسه الوطني الى الموضوع، معتمدا التلميح دون توضيح، والذي أشار فيه الأمين العام الى ما يعتري المشهد الاقليمي والعالمي من "قلق واضطراب تعّبر عنه حركات الاحتجاج بالعديد من الدول، وهو ما يطرح لدى الجميع عددا من الأسئلة حول تأثير التحولات الاجتماعية والتواصلية في عالم اليوم، وفي مقدمتها أسئلة نجاعة الوساطة السياسية والاجتماعية كما هي الآن".



يؤمن حزب العدالة والتنمية أن في المغرب مس كبير بفكرة الحزب بوصفه أداة حداثية لممارسة السلطة والوساطة الاجتماعية لكنه يدافع بشراسة عن التقليد ويغلق كل المنافذ المؤدية الى احترام الحزب كفكرة وآلية مستقلة لتدبير الشأن العام عبر مناهضته مبدأ فصل السلط كما فكر فيه "أرسطو" وتمرن عليه الرومان وفصل فيه مونتيسكيو عندما كتب "روح القوانين" سنة 1748.


©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.