خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي في مقال لصفيحة نيويورك تايمز
"لم تقم واشنطن بما يكفي لتقدم قاتل الصحفي السعودي للمحاكمة، وخسارته ماتزال حاضرة في ذهن الديموقراطيين والجمهوريين الذين قابلت. وإذا كانت مبادئ جمال لها أية قيمة إنسانية ومعنوية فإن الوقت قد حان للنهوض من أجل دعم صراع الديموقراطية في العالم العربي، أليس من الضروري استنكار قتله بهكذا وحشية؟"
كتبت خديجة جنكيز مقالا صدر لها بجريدة نيويورك تايمز، في 19 من يونيو، بعنوان "جمال خاشقجي كان خطيبي وقاتلوه مازالوا أحرارا". وعادت جنكيز بذكرياتها إلى الماضي القريب، أي إلى شهر أكتوبر، أياما قبل اختفاء الصحفي السعودي في السفارة السعودية بإسطنبول وكتبت في مقالها "كان حلمنا بحياة جديدة معا هو ما أتى به إلى إسطنبول، ليحصل على الوثائق اللازمة لزواجنا من السفارة السعودية بإسطنبول. لكن شاء القدر ألا يخرج قط من مبنى السفارة، ولم يعد لي ولا للحياة التي خططنا لها سويا. وفجأة انتزع جمال منا بشكل غير متوقع، وكأنها أحداث أحد أفلام الرعب، وهي الحياة التي بِتُّ أعرف الآن".
كما تطرقت في مقالها إلى زيارتها لواشنطن في ماي الماضي، للمثول أمام الكونغرس الأمريكي "لقد دعيت في شهر ماي إلى واشنطن، لحضور جلسات استماع بالكونغرس الأمريكي. لقد كنت أتخيل هذه المدينة من خلال أوصاف وكلمات خطيبي، جمال خاشقجي. وانتابني شعور خلال زيارتي أن ذكراه ما فتأت تتلاشى في المدينة التي كان يحكي عنها بكل محبة".
ولم تخفي جنكيز خيبة أملها من الكونغرس الأمريكي رغم تعاطف نوابه مع خاشقجي، ولا من الإدارة الأمريكية وخاصة الرئيس ترامب بسبب مساندته لولي العهد السعودي، فكتبت إن "واشنطن لم تقم بما يلزم لجلب قاتله أمام العدالة. وخسارته ماتزال حاضرة في ذهن الديموقراطيين والجمهوريين الذين قابلت، وعَبًرَ كل فرد منهم عن تعاطفه مع جمال وأخبروني أنه ربما ستكون هناك تطورات في الأيام المقبلة. وشعرت أنهم محرجون لعدم القيام بأية خطورة حقيقية لجلب قاتله أمام العدالة".
وأضافت قائلة " لم تلجأ الولايات المتحدة إلى استعمال علاقاتها وتأثيرها على الرياض لتدفع السعوديين إلى كشف الحقيقة حول قاتل جمال ولمحاكمة المسؤولين. لقد أحزنني كوني هناك للمطالبة بالعدالة لجمال في مكان كان جمال فيه محبوبا ومحترما".
وهاجمت جنكيز سياسة المملكة العربية السعودية متهمة إياها بالتنكيل بمثقفيها، ومن بينهم الداعية سلمان الوضاح وعواد القرني وعلي العمري، واستنكرت استمرارهم في هذه السياسة، "كان حزني مضاعفا لأنه رغم ما ترتب عن مقتل جمال من ردود أفعال واستنكار دولي، استمرت المملكة العربية السعودية في أعمالها الشنيعة، فهي خططت لتنفيذ الحكم بالإعدام في حق ثلاث دعاة دينيين سعوديين وهم سلمان الوضاح وعواد القرني وعلي العمري."
وتوجهت بشكل مباشر إلى الرئيس ترامب مؤكدة أنه يملك السلطة اللازمة لوضع حد لممارسات الحكومة السعودية "لن يعود جمال، لكن بالتأكيد يمكن القيام بشيء لحماية أولاءك الذين دافع عنهم. ولقد حاول الرئيس ترامب تجاهل مقتله، لكن لديه السلطة ليمنع قتل هؤلاء الرجال الثلاثة".
وأضافت "لقد كان جمال يقول أن هؤلاء الدعاة هم دعاة للإصلاح، عكس ما يدعيه النظام السعودي. كما أن نهج الرياض المتراخي في محاكمة المسؤولين في قضية جمال غير مقبول. وأنا أتساءل ماذا كان جمال سيقول لأمريكا إزاء السكوت عن مقتله؟"
وانضمت جنكيز إلى المقررة أنيي كلامار، لتناشد الأمم المتحدة بفتح تحقيق جنائي لمحاسبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي "أنا أناشد الأمم المتحدة أن تأخذ بعين الاعتبار نداء كلامار"، ففي 19 من يونيو، نشرت المقررة الخاصة بالأمم المتحدة، أنيي كلامار، تقريرا دقيقا ومفصلا حول مقتل جمال. وحملت السعودية المسؤولية اختفاءه ونادت من أجل فتح تحقيق حول دور الأمير السعودي محمد بن سلمان في هذه القضية، وذكرت كلامار في تقريرها أن هناك "أدلة موثوقة" تلزمنا بخوض تحقيق على مستوى شخصيات سعودية مرموقة بما فيهم ولي العهد، وطالبت المقررة كلامار، الأمين العام للأمم المتحدة أن يفتح تحقيقا جنائيا لمحاسبة المسؤولين".
واختتمت خطيبة خاشقجي مقالها بقولها "إذا كانت مبادئ جمال لها أية قيمة إنسانية ومعنوية، فإن الوقت قد حان للنهوض من أجل دعم صراع الديموقراطية في العالم العربي، أليس من الضروري استنكار قتله بهكذا وحشية؟ إذا لم يقف أصحاب المبادئ اليوم لمساندة الرجل الذي دافع عن هذه المبادئ وحارب لأجل استتبابها في بلاده فمن سيفعل ذلك؟"
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.