رحيل سمير أمين منظر التنمية غير المتكافئة

توفي سمير أمين، أحد كبار المنظرين للاقتصاد الماركسي والماوي خلال القرن العشرين في مستشفى بباريس يوم الأحد 12 غشت عن عمر يناهز ال 87.
ولد الخبير الاقتصادي ومدير منتدى العالم الثالث في 3 سبتمبر 1931 من أم فرنسية وأب مصري، كلاهما كان يعمل طبيبا، وقضى طفولته وسنوات المراهقة في بورسعيد حيث حصل على شهادة البكالوريا سنة 1947.
من 1947-1957، درس في باريس وحصل على شهادة في العلوم السياسية سنة 1952 قبل أن يحصل على أخرى في الإحصاء سنة 1956 وثالثة في الاقتصاد سنة 1957.
من 1957-1960، عمل في التنمية الاقتصادية للإدارة المصرية ومستشارا لحكومة مالي 1960-1963 قبل تعيينه أستاذا في جامعات بواتييه وداكار وفينسين. انطلاقا من 1970 شغل منصب مدير المعهد الأفريقي للتنمية الاقتصادية والتخطيط في داكار، ثم في يونيو 1980 مدير البحوث حول استراتيجيات مستقبل افريقيا.
انضم سمير أمين لدى وصوله الى باريس للحزب الشيوعي الفرنسي (PCF)، لكنه ابتعد في وقت لاحق عن الماركسية السوفياتية للانضمام لفترة زمنية للدوائر الماوية.
"الانفصال" للخروج من الحلزونية الرأسمالية
دعامة فكرية مناهضة للعولمة، دعا إلى "الانفصال" عن النظام الرأسمالي، وخاصة تحليل "الأشكال ما قبل الرأسمالية" للدول التي خضعت لوصاية الاستعمار، ولا سيما في أفريقيا.
ترجع شهرته لنظريته حول اقتصاد التبعية والتنمية غير المتوازنة بين المراكز الرأسمالية حيث تم تطوير وسائل الإنتاج وبين البروليتاريا المتطلعة للوصول إلى وضع الطبقة الوسطى الاستهلاكية وأطرافها، حيث يتم انتاج أو استخراج المواد الخام ليتم تحويلها وتقييمها في المراكز، وحيث لا تستطيع البروليتاريا الوصول إلى الاستقلالية المادية. كتابه "التنمية غير المتكافئة درس التشكيلات الاجتماعية للرأسمالية"، وقد نشر سنة 1973 من طرف دار نشر مينوي ليخلف صدى عالميا خاصة بتحليله لأنماط الإنتاج في محيط ومركز الإنتاج الرأسمالي.
كان يعتبر المحلل الأكثر وضوحاً وغير المتهاون في الجغرافيا السياسية، بعد تفكك الاتحاد السوفييتي والتلاعب العرقي والوطني والديني اللاحق عام 1989.
سمير أمين، الذي عاش في داكار لسنوات عديدة، كان يؤيد تحقيق الاستقلال من خلال التحرر من الامبريالية، فبالنسبة له ربما وضع الاستقلال نهاية للاستعمار في حد ذاته، ولكن بالتأكيد ليس للإمبريالية الاقتصادية. لقد جادل في هذه المؤتمرات الأخيرة بأن الاستعمار هو الإلغاء الرسمي لكل السيادة الوطنية.