logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
05.04.2019 à 19 H 59 • Mis à jour le 05.04.2019 à 20 H 02 • Temps de lecture : 1 minutes
Par

ردا على أحمد الريسوني وعلمائه: فصل المقال في تقرير ما بين الآذان والغناء من انفصال .. والكشف عن تلبيس الأدلة لمدعي الوصاية على الملة

لم تستسغ عدد من الأصوات زيارة البابا فرانسيس للمغرب، وأخذوا يتحينون الفرصة لرشق سهامهم المنتقدة لهذه الزيارة، فوجد كثير منهم في الحفل الذي ترأسه الملك محمد السادس والبابا فرانسيس، بمعهد تكوين الأئمة بالرباط، والذي تضمن تقديم لوحة فنية، الفرصة المواتية، بسبب ما قيل عن تضمنها للأذان، وانبرت عدد من الأصوات لتنتقد هذه اللوحة الفنية ذهب بعضها الى اعتبار الامر مسا بالثوابت الوطنية.


الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كان من بين الأصوات المنتقدة، وأصدر بيانا شدد اللهجة "يحذر فيه مسؤولي الأمة"، بسبب ما اعتبره استخفافا بواحدة من أعظم الشعائر الدينية. بيان الاتحاد الذي يرأسه أحمد الريسوني الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح -الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية- تضمن مغالطات وتلبيسا للحقائق وتزييفا لعدد منها، كما أن ما بين سطوره ينطوي على اتهامات خطيرة، وبحمولات لا تخلو من تطرف.


التلبيس في الحكم الشرعي للآذان


اعتبر بيان اتحاد الريسوني أن اللوحة تضمنت تلفيقا "بين الآذان الذي يعد من أعظم شعائر الإسلام، وبين الترانيم والأناشيد الكنسية، ووجه التلبيس في بيان الاتحاد، أنه لم يقف ليتحرى في شرعية الكلام عن رفع الآذان، لإبراز الأمر نسوق التحديد الفقهي للآذان وشروط صحته وانعقاده على المذاهب السنية الأربعة (المالكية، الشافعية، الحنبلية، الحنفية)


يعرف الآذان في اللغة بأن معناه الإعلام، إذ ورد في القرآن بهذا المعنى في غير موضع كقوله في الآية 3 من سورة التوبة "وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر"، وقوله في الآية 27 من سورة الحج "وأذن في الناس بالحج"، وأصله من الإذن كأنه يلقى في آذان الناس بصوته، فإذا ما سمعوا علموا أنهم ندبوا إلى الصلاة، ومعناه في الشرع الإعلام بدخول وقت الصلاة، بكلمات معلومة مأثورة على صفة مخصوصة يحصل بها الاعلام.


وألفاظ الآذان التي لا يصح بدونها هي : "الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، الله اكبر الله اكبر، لا إله إلا الله"، ويزاد في آذان الصبح بعد حي على الفلاح "الصلاة خير من النوم" مرتين ندبا ويكره ترك الزيادة، وقد اتفق الأحناف والحنابلة والشافعية على هذه الصيغة، فيما خالفهم المالكية الذين قالوا أن التكبير مرتين لا أربعا.


والآذان هو سنة مؤكدة، قال عنه المالكية أنه سنة كفاية لجماعة تنتظر أن يصلي معها غيرها، بموضع جرت العادة باجتماع الناس فيه للصلاة، ولكل مسجد، ولو تلاصقت المساجد، أو كان بعضها فوق بعض. أما الحنابلة فقالوا إن الآذان فرض كفاية في القرى والأمصار للصلوات الخمس الحاضرة على الرجال الأحرار في الحضر دون سفر، فلا يؤذن لصلاة جنازة، ولا عيد، ولا نافلة، ولا صلاة منذورة، ويسن لقضاء الصلاة الفائتة، وللمفرد سواء كان مقيما أو مسافرا، وللمسافر ولو جماعة. بينما قال الشافعية أن الآذان سنة كفاية للجماعة وسنة عين للمفرد، إذا لم يسمع آذان غيره. أما الحنفية فقالوا أن الآذان سنة مؤكدة على الكفاية لأهل الحي الواحد وهي كالواجب في لحوق الإثم لتاركها.


وليصح الآذان ويعتبر أذانا، لابد من انعقاد ستة شروط، لا يعد آذانا إذا نقص أحدها وهي :


1-      النية : فإذا أتى الآذان بالصيغة المتقدمة بدون نية وقصد، فإن آذانه لا يصح عند المالكية والحنابلة، أما الشافعية والحنفية فلا يشترطون النية بل يصح عندهم بدونها.


2-      التوالي : أي أن تكون كلمات الآذان متوالية، فلا يفصل بينهما بسكوت طويل، أو كلام كثير، أما الكلام القليل فإن الفصل به يبطل الآذان سواء كان جائزا أو محرما.


3-      العربية : أي أن يكون الآذان باللغة العربية، إلا إذا كان المؤذن أعجميا في بلد أعجمي.


4-      دخول الوقت : أي أن يقع الآذان كله بعد دخول الوقت، فإذا وقع قبل دخول الوقت لم يصح في الظهر العصر والمغرب والعشاء باتفاق المذاهب الأربعة، فيما اختلفت في الصبح، إذ قال الحنفية أنه لا يصح، وأن الآذان قبل وقته يعتبر من التسبيح لإيقاظ النائمين. أما الحنابلة والشافعية فأباحوا الآذان للصبح من نصف الليل، فيما قال المالكية بجواز الآذان للصبح في السدس الأخير من الليل لإيقاظ النائمين، ثم يعاد عند دخول وقته استئناسا.


5-      الترتيب : أي أن تكون كلمات الآذان مرتبة، فلو إذا لم ترتب كلماته وخالف الترتيب المعهود فإنه لا يعد آذانا.


6-      الإفراد : أي أن يأتي به شخص واحد، فلو أذن مؤذن ببعضه ثم أتمه غيره لم يصح، ولا يصح إذا تناوبه اثنان أو أكثر، بحيث يأتي كل واحد بجملة غير التي يأتي بها الآخر، فيما أجاز ابن حزم الظاهري وبعض الفقهاء أن يؤذن أكثر من واحد.


هذه إذا هي الشروط التي لا يصح بدونها الآذان، وبانتفائها يعد من قبيل التسبيح أو التهليل أو الدعاء، لا إثم فيه ولا حرج عليه، وإذا ما تأملنا مقطع الفيديو الذي أثار صخب الريسوني وغيره من الفقهاء، نقف على الآتي :


1-      غياب صيغة الآذان التي لا يصح إلا بها، والتي أجمعت عليها المذاهب الأربعة وغيرها، فاللوحة تضمنت ترانيم إسلامية تبدأ بالتكبير، تلاها تهليل وتسبيح.


2-      انعدام نية الآذان، فالواضح والظاهر أنها لوحة فنية جاءت في حفل ديني، وليست إعلانا بوقت الصلاة.


3-      غياب التوالي، فحتى إذا افترضنا من قبيل الجدل لا الحقيقة، أن الصيغة كانت كاملة، والنية كانت متوفرة، فإن مؤدي "الآذان"، كان يفصل بين الكلمات بسكوت تتخلله ترانيم أخرى غير عربية، وبهذا يسقط شرطا التوالي والعربية.


4-      عدم دخول الوقت : ولنستمر في الافتراض على سبيل الجدل لا الحقيقة، أن الشروط أعلاه كانت متوفرة، فإن عدم دخول الوقت يفند أي افتراض أو حديث عن رفع "الآذان".


يظهر مما أوردنا آنفا، ان الحديث عن رفع الآذان لا يصح، ولا وجه للآخذ به، وكان من واجب الاتحاد الذي يعتبر نفسه مؤسسة إسلامية شعبية ويسعى لأن يكون هيئة مرجعية شرعية أساسية، أن يتصدى لما برز من تأويل على أنه تم رفع الآذان، وأن يعمل على إبراز القواعد الشرعية، نشرا للمعرفة والعلم الواجب به -خاصة أن الآذان يعد عند بعض الفقهاء من المعلوم من الدين بالضرورة- وان يجتهد في تجنب التدليس ومحاربته.


ولكن الاتحاد عوض تصحيح المفاهيم و"إبراز الأحكام الشرعية" في قضية عقدية، ترتبط بشعيرة تعبدية، آثر الركوب على الموجة، والتلبيس على الناس، وارتدى في بيانه جبة المدافع عن شعائر الله، ليرغي ويزبد، بما لا تقوم عليه حجة. فأن يصدر الأمر من جاهل بالدين قد يكون مبررا -وإن كان الجهل بالدين ليس عذرا- لكن أن يصدر من أفواه من يفترض فيهم العلم، والتحري، والتدبر في حقائق الأمور وأحكامها، فهو مما لا يمكن أن يجد له المرء تبريرا عدا ممارسة التجييش والتلبيس، وتنصلا من مسؤولية الشرح والتوضيح إلى مداعبة العواطف واستدرار المشاعر.


اتهام بالنفاق .. تلبيس في الآيات القرآنية


تلبيس الريسوني واتحاده في هذا البيان لم يقف عند هذا الحد، بل وصل إلى اجتزاء آيات قرآنية من سياقها، وحشرها حشرا في غير موقعها، وهو ما لا يقبل من طرف أي كان، والحديث هنا عن الآيتين 139 من سورة النساء، و63 من سورة النور، اللتين أوردهما بيان اتحاد الريسوني، وهو اجتزاء يمكن الوقوف عنده من أوجه عدة.


جاء في البيان : "إن عزتها وكرامتها وقوتها لا تتحقق إلا بالالتزام بكتاب ربها وسنة نبيها، وما أجمعت عليه الامة من أمور دينها طوال 15 قرنا، فقال تعالى (أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا) (النساء 139). ولفهم الآية ومعناها لابد من استحضارها كاملة مع ما سبقها ما تلاها، فقد جاء في سورة النساء من الآية 138 إلى الآية 140 ما يلي : "بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما (138) الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا (139) وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا (140)".


يتضح من سياق الآية التي أوردها الريسوني في بيانه بما لا يدع مجالا للشك أن الحديث هنا عن المنافقين فهم الذين توجهت لهم الآية بهذا الخطاب، وهو ما أجمعت عليه أغلب التفاسير وأمهات الكتب الإسلامية، فقد ذكر الطبري في تفسيره : "قال أبو جعفر : أما قوله جل ثناؤه : "الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين"، فمن صفة المنافقين. يقول الله لنبيه : يا محمد، بشر المنافقين الذين يتخذون أهل الكفر بي والإلحاد في ديني "أولياء" يعني : أنصارا وأخلاء "من دون المؤمنين"، يعني : من غير المؤمنين "أيبتغون عندهم العزة"، يقول : أيطلبون عندهم المنعة والقوة، باتخاذهم إياهم أولياء من دون أهل الإيمان بي؟" فإن العزة لله جميعا "، يقول:فإن الذين اتخذوهم من الكافرين أولياء ابتغاء العزة عندهم، هم الأذلاء الأقلاء"


كما يؤكد ابن كثير نفس المعنى، إذ أورد في تفسيره بخصوص هذه الآية : "ثم قال : (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما) يعني : أن المنافقين من هذه الصفة فإنهم آمنوا ثم كفروا، فطبع على قلوبهم، ثم وصفهم بأنهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، بمعنى أنهم معهم في الحقيقة، يوالونهم ويسرون إليهم بالمودة، ويقولون لهم إذا خلوا بهم : إنما نحن معكم، إنما نحن مستهزئون. أي بالمؤمنين في إظهارنا لهم الموافقة. قال الله تعالى منكرا عليهم فيما سلكوه من موالاة الكافرين : (أيبتغون عندهم العزة)؟"


وبالتالي يجوز التساؤل، من يقصد الريسوني بالمنافقين، هل هم عموم الأمة؟، أم من رحبوا بالبابا؟ أم من استضافوه؟ أم أولياء الأمور؟ تزيد حدة التساؤلات إذا ما عدنا إلى بداية البيان حيث ورد : "وفي العقد الأخير ظهرت داخل كيان الأمة مواقف شاذة تتجه إلى النيل من كمال الإسلام وشموله وخلوده وعصمته، ودعوات للنيل من السنة النبوية المشرفة وأئمتها. وأخيرا فوجئنا وصدمنا لما وقع في معهد تكوين الأئمة بالمملكة المغربية".


يبدو سياق الكلام واضحا باعتبار أن ما حدث في المعهد يدخل في سياق المواقف "الشاذة..." ثم يأتي ليتضمن اتهاما بالنفاق للقائمين والواقفين على ما حدث، ألا يتضمن الأمر غمزا ولمزا يصل إلى حد التكفير أو على الأقل الاتهام بالنفاق؟، أليس هذا من قبيل التلبيس والتدليس والاتهام بلا حجة خاصة في ظل ما ذكرناه آنفا حول الحكم الشرعي للآذان؟ ألا يجوز التساؤل أليس وراء الأكمة ما وراءها؟.


تلبيس الريسوني لم يتقف بل وصل إلى الافتراء والتأويل في غير موضعه، ففي سياق تهديده ووعيده لمن يخالفون ما يراه إعمالا للشرع، حيث جاء في البيان "أن القرآن الكريم قد حذر أشد التحذير المخالفين لثوابت هذا الدين فقال تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) (سورة النور الآية 63)، ومرة أخرى يبدو التدليس عبر اجتزاء الآية من سياقها، وإذا ما استعرضناها كاملة نجدها كالآتي : "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"، ولفهم تدليس الريسوني نورد بعضا من تفاسير الآية.


جاء في تفسير الطبري بخصوص هذه الآية : "واختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم : نهى الله بهذه الآية المؤمنين أن يتعرضوا لدعاء الرسول عليهم، وقال لهم : اتقوا دعاءه عليكم، بأن تفعلوا ما يسخطه، فيدعو لذلك عليكم فتهلكوا، فلا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره من الناس، فإن دعاءه موجبة... وقال آخرون : بل ذلك نهي من الله أن يدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلظ وجفاء، وأمر لهم أن يدعوه بلين وتواضع .... حدثني يونس، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا ) قال : هؤلاء المنافقون الذين يرجعون بغير إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : اللواذ : يلوذ عنه ، ويروغ ويذهب بغير إذن النبي صلى الله عليه وسلم (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) الذين يصنعون هذا أن تصيبهم فتنة .. وقوله : (أو يصيبهم عذاب أليم) يقول : أو يصيبهم في عاجل الدنيا عذاب من الله موجع، على صنيعهم ذلك، وخلافهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم."


كما أورد ابن كثير بخصوص الآية : "قال الضحاك، عن ابن عباس : كانوا يقولون : يا محمد، يا أبا القاسم، فنهاهم الله عز وجل، عن ذلك، إعظاما لنبيه، صلوات الله وسلامه عليه، قال : فقالوا : يا رسول الله، يا نبي الله .... وقال قتادة : أمر الله أن يهاب نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يبجل وأن يعظم وأن يسود .. هذا قول . وهو الظاهر من السياق، كما قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا) (البقرة : 104)، وقال (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) إلى قوله : (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم) (الحجرات : 2 – 5)، فهذا كله من باب الأدب.


وقوله : (قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا) قال مقاتل بن حيان : هم المنافقون، كان يثقل عليهم الحديث في يوم الجمعة - ويعني بالحديث الخطبة - فيلوذون ببعض الصحابة - أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم - حتى يخرجوا من المسجد.


لقد أباح الفقيه الريسوني من معه من العلماء، لأنفسهم أن يحولوا معنى الآية، ويقوموا بلي عنقها، في جرأة واضحة على النص القرآني، على شاكلة ويل للمصلين، بما يتضمنه من غمز ولمز، يفترض أن ينأى من يعتبرون أنفسهم علماء عنه، وبالتالي يجوز التساؤل ما سر كل هذا التدليس والتلبيس على الناس؟ هل جاء الأمر انتصارا للدين أم لمآرب أخرى؟ هل كان الدافع هو رفع ما اعتبره البيان آذانا أم ان وجود المختلف ومؤشرات العيش المشترك أزعجت الريسوني ومن معهم حتى جعلتهم يتعامون عن عدد من الحقائق "الشرعية" ويقومون بتدليسها على الناس لتأليبهم؟.


همسة في أذن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين : وانتم تدبجون البيانات الداعية إلى استنهاض الهمم للدفاع عن القدس الشريف، باعتباره أولى واجبات الأمة، وتعقدون المؤتمرات في انقرة وإسطنبول وجهتكم المفضلة للدفاع عن المقدسات، حبذا أن تخبرونا عن موقفكم من التطبيع إسرائيل، وموقفكم من العلاقات المتميزة التي تجمع بين تركيا وإسرائيل اقتصاديا وعسكريا، خاصة أن تركيا التي دعا أحد بياناتكم سنة 2015 إلى أن تكون أرضا للخلافة الإسلامية الجديدة، ودعوتكم الناس إلى تأييد أردوغان، "وبخاصة أن النظام الذي يدعو إليه أردوغان هو النظام الذي يتفق مع التعاليم الإسلامية، التي تجعل أمير المؤمنين أو الرئيس الأعلى هو رقم (1) في السلطة" كما جاء في بيانكم.


تعليق له علاقة بما سبق : كنا نتمنى أن نقرأ بيانا بنفس الحدة للاتحاد عندما كانت التنظيمات المتطرفة تقطع الرؤوس على صوت التكبير و"الآذان"، لكن يبدو أن لوحة فنية أكثر ازعاجا واستنفارا لاتحاد علماء المسلمين من قطع الرؤوس.


تنويه1 : استلهم عنوان المقال من كتابين لابن رشد الأول "فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال" والثاني " الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة".


تنويه2 : حاولنا عدم الإطالة في التفصيلات الفقهية والتفسيرات إلا ما كان للضرورة معتمدين في ذلك على أمهات الكتب الإسلامية كتفسير الطبري وابن كثير، والمحلى لابن حزم، والمغنى لابن قدامة، وغيرهم من الكتب المعتمدة عند فطاحل السنة.

©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite