S'abonner
Se connecter
logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
28.06.2019 à 14 H 33 • Mis à jour le 03.07.2019 à 15 H 27 • Temps de lecture : 1 minutes
Par

« سابيانس » أو الإنسان العاقل، تاريخ مختصر للجنس البشري

يقول يوفال نوح هراري في كتابه "سابيانس" :لا يجب أن نقلق بشأن معدل البطالة في العالم أكثر من قلقنا من انتقال السلطة من الإنسان إلى الخوارزميات" و"الديكتاتورية الرقمية" التي ستمكن من المزج بين "تكنولوجيا المعلومات" و"التكنلوجيا الحيوية" لخلق خوارزميات  تلبي أكثر فأكثر رغباتنا وتعوض البشر في المستقبل ب"السايبورغ". وفي هذه الحالة ستكون نهاية "السابيانس"...


"سابيانس" هو مؤَلًف "جريء ومستفز للفكر" اعتبرته صحيفة "نيويورك تايمز" من الكتب الأكثر مبيعا، وتمت ترجمته لأكثر من 45 لغة. حصل على جائزة المكتبة الوطنية الصينية. كما لاقى نجاحا واستحسانا حول العالم، وأثنى عليه مجموعة من الشخصيات المعروفة على غرار بيل غيت ومارك زوكنبورغ وباراك أوباما وكارلوس غصن...


كيف نجح  أسلافنا بالبقاء في معركة الهيمنة؟ ولماذا اجتمعوا لبناء المدن وتشييد الدول والممالك؟ كيف أصبحنا نؤمن بالله والدول وحقوق الانسان، كيف أصبحنا نثق بالمال بالكتب والقوانين ولماذا بتنا عبيدا للبيروقراطية والجداول الزمنية ولرغبة الاستهلاك؟ إنها أسئلة حاول أستاذ التاريخ يوفال نوح هراري، الإجابة عنها في كتابه "سابيانس، تاريخ مختصر للجنس البشري"


"سابيانس" محاولة لتبسيط تاريخ الجنس البشري يعود بنا من خلاله هراري، الى تاريخ البشرية بأكمله من أول البشر الذين مشوا في الأرض الى التقدم المفاجئ للثورات الفكرية والزراعية والعلمية. هو دعوة الى التفكير في معنى هذا التاريخ استنادا إلى تبصرات بيولوجية واعتمادا على مفاهيم علم النشوء والتطور البشري (الأنثروبولوجيا) وعلم الحفريات والاقتصاد وحقائق علمية أخرى.


ويذكر موقع "فناك" أن يوفال هراري ألَّفَ "صَرْحًا جريئا ومستفزا" ، كتاب "يضع موضع مساءلة كل ما ظننا أننا نعرفه حول تاريخ الإنسانية" ويعود بنا الى المئات الآلاف من السنين لتحليل ما حدث في الماضي على كوكب الأرض وما سيحدث في المستقبل.


ويشير هراري في كتابه إلى وجود أدلة على أن "البشر العاقلين" قاموا بإبادة الأنواع الأخرى من البشر الأوائل. فقد كانت هناك أجناس بشرية أخرى تنافسه على الوجود، منها الهومو إريكتوس، والهومو نياندرتال. غير أن الهومو سابيانس طوّر قدرات متفوقة على مستوى الروابط الاجتماعية مما مَكَّنه من البقاء بينما انقرضت الأجناس الأخرى من "الهومو".


هذا التفوق الذي اكتسبه الإنسان العاقل على مستوى التنظيم الاجتماعي أتاح له مواجهة التحديات الطبيعية بشكل أفضل بكثير مما كان عليه الحال من قبل، إذ أصبح يصطاد بكميات أكبر، ويواجه البرد القارس بالنار والملابس المُخاطة، كما أنه صنع القوارب وهاجرت بعض القبائل إلى أستراليا والقارة الأمريكية، حيث قُضي هناك على الكثير من الكائنات الحية التي لم تستطع التكيف مع مجيئ البشر.


وهكذا تتجلى فرضيته الأساسية في أن سبب سيطرة الإنسان العاقل (هومو سابيانس) على العالم من بين كل الكائنات الأخرى هو أنه الحيوان الوحيد القادر على التعاون مع عدد كبير من بني جنسه وبشكل مرن. كما أن "الثورة المعرفية والإدراكية" التي حققتها قدرة الإنسان على الكلام هي التي سمحت له بخلق مُّخيلة جماعية وقدرة فريدة على الإيمان بأفكار من نسج مخيلته مثل الآلهة والدولة والمال وحقوق الإنسان. وكنتيجة لذلك فإن كل المعتقدات الإنسانية التضافرية مثل السياسة والدين وشبكات التجارة العالمية والمؤسسات القانونية هي أفكار من نسج الخيال.


ويعتقد يوفال نواح هراري أن آلية الأسطورة التي سمحت للهومو سابيانس بالسيادة في فترة مجتمعات الصيد، ما زالت قائمة لحد الآن على مستوى الدولة القومية، حيث يعتبر كل من الأديان وسائر الأفكار السياسية والاقتصادية والفلسفية، بما في ذلك حقوق الإنسان والمال والسياسة، مجرد أساطير ناشئة عن الخيال وليس لها كيان مادي حقيقي، مثل الأسماك والأشجار والأنهار. ورغم ذلك فقد عملت تلك الأساطير الخيالية، وبشكل مثير للدهشة، على جمع الملايين من المؤمنين بها للعمل معاً والتعاون بشكل جماعي.


ويقول هراري إن نجاح أوروبا الكبير جاء نتيجة زواج العلم الحديث والرأسمالية، ففي حين أن العالم العربي والهند والصين أنتجوا أيضا مثقفين وعلماء، إلا أن مثقفي أوروبا فقط هم الذين عملوا جنبا إلى جنب مع الرأسماليين لأجل تطوير آليات مبتغاها الربح، إذ كانت الرحلات الإمبراطورية إلى الأراضي البعيدة لا تتألف من العسكريين فحسب، بل من بعض العلماء أيضًا الذين كانوا يطاردون اكتشافاتهم بهوس شديد.


وخلال حقبة الثورة العلمية، استمر التطور أيضا على المستوى الثقافي إلا أنه مع النهج العلمي والتقنيات الحديثة وتوفر الرساميل، أصبح هذا التطور يسير قدما إلى الأمام في خط تصاعدي بدل أن يرتد إلى الماضي. لكن من المرجح، كما يرى نواح هراري، أن ينتقل التطور في المستقبل القريب إلى مستوى آخر، إلى التصميم الذكي القائم على تعديل الجينات والذكاء الاصطناعي. بل ويذهب أبعد من هذا ليتنبأ بتعويض السابيانس في المستقبل ب"السايبورغ" أو الكائنات التي تتشكل من مزيج من المكونات العضوية والبيو- ميغاترونية.


ويؤكد يوفال نوح هراري في كتابه "سابيانس" قائلا :لا يجب أن نقلق بشأن معدل البطالة في العالم أكثر من قلقنا من انتقال السلطة من الإنسان إلى الخوارزميات" و"الديكتاتورية الرقمية" التي ستمكن من المزج بين "تكنولوجيا المعلومات" و"التكنلوجيا الحيوية" لخلق خوارزميات تتلاءم مع رغباتنا أكثر فأكثر. وفي هذه الحالة ستكون نهاية "السابيانس"...


الكاتب : يوفال نوح هراري، هو أستاذ للتاريخ بالجامعة العبرية بتل أبيب، ولد سنة 1976. ألف كتابه "سابيانس، تاريخ مختصر للجنس البشري"  بالعبرية سنة 2011، لتتم ترجمته فيما بعد إلى الإنجليزية سنة 2014،  ثم إلى الفرنسية. ثم أصدر جزءا ثان أسماه "سابيانس، تاريخ مختصر للمستقبل" سنة 2017، لدار النشر أبان ميشيل، بباريس.

©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.