logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
02.06.2019 à 01 H 43 • Mis à jour le 02.06.2019 à 01 H 46 • Temps de lecture : 1 minutes
Par

سياسة ترامب الخارجية، سياسة الإرباك والفوضى

Les leaders du monde entourant Donald Trump et son conseiller à la sécurité John Bolton. EPA

يستمد دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي استراتيجيته في التعامل مع قضايا السياسية الخارجية من سنوات عمله كمنعش عقاري، وتتجلى في زرع الفوضى والبلبلة لإرباك مُحَاوِرِيه لأجل الاستفادة من الوضع. وحتى الساعة، فطريقة تعامله مع ملفات دولية حساسة تَخِيبُ أكثر مما تُصِيب سواء تعلق الأمر بملفات تخص كوريا الشمالية أو المملكة العربية السعودية مرورا بفنزويلا. نحط الرِّحَال من خلال هذا المقال على الملفات الدولية الأهم التي عالجها منذ دخوله البيت الأبيض.


إذا كان من الضروري تعريف السياسة الخارجية لدونالد ترامب، فلا شيء يحددها، ربما انفعال أو رد فعل أو تقلب مزاج أو رسالة مستفزة على تويتر. وتتعدد الأمثلة حول تقلبات ترامب ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، عدم قبول ترشح جون بولتون للانضمام إلى فريق ترامب عندما نجح في الدخول إلى البيت الأبيض لا لسبب سوى أن الرئيس يحب الرجال الأقوياء البنية، بولتون الذي خدم في حقبة ولاية بوش الابن والرجل الذي يصول ويجول لإشعال فتيل الحرب مع إيران.


سنكون على خطأ إذا ما توقفنا على مسألة الذكورة لأنه وراء إيديولوجيات وردًّات الفعل غير المتوقعة للرئيس الأمريكي، ليس هناك في الواقع طريقة معينة أو سياسة خارجية محددة وملموسة كما يتمنى ذلك "الواقعيون" و"المحافظون الجدد" و"الانعزاليون"، غير أن تبعات هذه السياسة جد واضحة وملموسة...


إن الطريقة التي ينهجها الرئيس الأمريكي، كما يصفها كُتَّاب سيرته الذاتية وأولاءك الذين صاحبوه خلال سنوات عمله كمنعش عقاري، تتجلى في زرع الفوضى والبلبلة لأجل إرباك محاوريه وجني ثمارها بعد ذلك


. لكن لسوء الحظ، هذه السياسة التي كانت ناجحة في نيويورك ولم تطل في أسوأ الحالات، سوى دائرة المجتمع في مانهاتن والفقراء المحتاجين إلى السكن.


لكن عندما تطبق هذه السياسة على التوازن الدولي الهش، فقد تؤدي سياسة كهذه الى عواقب وخيمة، إخلال بالتوازنات بين الدول والأنظمة والتحالفات واقتصادات شعوب وقد تتمادى إلى حد اندلاع حروب.


إيران

وهكذا عبرت مؤخرا المستشارة السابقة لجورج بوش بخصوص أصداء التصعيد بين إيران وواشنطن قائلة " ألم نتعلم الدرس من العُشَرِيَّة السابقة ومن حرب العراق؟ إذ في بداية القرن 21، لم يتوقع المعارضون لقلب نظام صدام ولم يخطر ببالهم أن يبلغ الاخلال باستقرار العراق المدى الذي وصل اليه بنشوء الدولة الاسلامية وتوسيع الهوة السورية : صراع دام ثمان سنوات وتسبب في الملايين من النازحين واللاجئين، صراع تورطت فيه روسيا وإيران والجهاديين والقوى الغربية".


وفي الوقت الحالي، مجرد التفكير في إمكانية حرب جديدة في الشرق الأوسط مع إيران، بلد مساحته أكبر بأربع مرات من العراق وكثافته سكانية أكبر بثلاث مرات ، بلد متحد ومتماسك، من شأنها أن تجعل أي مسؤول يعدل عن رأيه، لكن هذا الأمر لم ينه بعض المسؤولين في إدارة ترامب، خاصة جون بولتون، عن التفكير في هذه الامكانية .


ربما يتعلق الأمر هنا بخدعة أو تمويه، لكن عندما يتم نقل حاملات الطائرات وصواريخ الى الشرق الأوسط وتسريب معلومات عن البنتاغون مفادها أنه سيتم إرسال 120.000 جندي، هناك احتمال كبير أن يرد العدو، طهران، بشكل مماثل بوسائله الخاصة وغير المتكافئة.


يعد إيران حلما قديما يداعب المحافظين الأمريكيين وبعض الديموقراطيين منذ الثورة الإسلامية سنة 1979، و"أزمة الرهائن" التي تلتها. رغم ذلك فشلت مجهودات باراك أوباما في فتح صفحة جديدة بين طهران وواشنطن.


أولا بسبب دوغماتية وصرامة القادة الدينين الإيرانيين، ثم بسبب اتفاق فيينا حول النووي الإيراني الذي لم يُقَدَّم للولايات المتحدة كما يجب : اتفاق هدفه تأخير قدرة الجمهورية الاسلامية على امتلاك القنبلة الذرية وليس سدا منيعا أمام طموحات الإيرانيين. وبالتالي، وكنتيجة لذلك، حتى باحترام الاتفاق، لم تغير طهران من خطابها ولم تَحِدْ عن نهجها قيد أنملة وتابعت تطوير مصالحها في المنطقة الشرق أوسطية وهذا ما لا يقبله الأمريكيون.


وبانتقاده في شهر ماي 2018، لاتفاق فيينا وتشديد العقوبات الاقتصادية تدريجيا على إيران. تموضع ترامب في موضع المهاجم مقتنعا أنه سيلوي ذراع الإيرانيين، الذين يتميزون برؤية بعيدة المدى للتاريخ والذين عرفوا ما هو أدهى وأَمر خاصة في الثمانينات، خلال الحرب ضد العراق.


وكما لو أن العقوبات لم تكن كافية ، إذ قام جون بولتون، مستشار الأمن القومي، ومايك بومبييو، وزير الخارجية الأمريكي "الصقور"، بتصعيد الأمور في بداية شهر ماي 2019، عندما طلبا من البنتاغون إعداد خطة للرد على أي هجوم إيراني محتمل وطلبا ترحيل عناصر من السفارة الأمريكية بالعراق وإرسال حاملات طائرات ومدفعيات الى الخليج وعرض صور تظهر فيها عمليات تحميل صواريخ إيرانية على زوارق نحو وجهة مجهولة.


وباختصار، يشبه هذا الوضع الترتيبات المتخذة خلال 2002 – 2003، بواشنطن التي أعدت الميدان للهجوم على العراق، ولزم انتظار حتى 16 من ماي لكي يأخذ ترامب موقفا من "صقوره" ويعبر على أنه لا يرغب في مواجهة مع إيران.


وفي نفس الوقت، أسَرَّ ديبلوماسي فرنسي متخصص في الشؤون الأمريكية " لا أظن أن ترامب يرغب في مواجهة حقيقية مع إيران. وهو أمر أوضحه منذ بداية ولايته. إن حدسه يدفعه إلى إعادة الجنود الأمريكيين عوض إرسالهم على ميدان الحرب. المشكل يكمن في أنه يلجم جماح مستشاريه الأكثر حماسا ويدعهم يصرحون بتصريحات غير محسوبة. وبهذا تصبح نواياه غير واضحة. إنها استراتيجية مثمرة في مفاوضاته العقارية ولكن على مستوى العلاقات الدولية فهذا يوتر الكل وخاصة الإيرانيين ".


كوريا الشمالية

لقد تصور ترامب أن استراتيجية الفوضى ستنجح مع الديكتاتور الكوري كيم جون أون. فبعد أن تبادل الرجلان الشتائم والإهانات عبر قنوات تواصلهما على الشبكة العنكبوتية (تويتر). انتهى الأمر بلقائهما في مناسبتين في 2018 و2019. حيث قام ترامب بمدح مُحَاوِرِه الجديد في عدة مناسبات لكن خلف رمزية شد الأيدي والمصافحات التاريخية، لم تسفر هذه اللقاءات عن أي شيء ملموس.


ووضح عدة ديبلوماسيين أمريكيين أنه ماعدا الاجتماعات تهيء سنغافورة وهانوي، لم يتم إعداد أي مخطط من جهة واشنطن لأجل تعبيد الطريق لمشاورات وللتطبيع المحتمل العلاقات. ولقد أقنع ترامب نفسه أنه بمنح غريمه فرصة لقاءه وبإعطائه أملا في تخفيف الحصار الدولي حول بلاده، سيقوم هذا الأخير بالرضوخ لكل طلبات الامريكية خاصة تلك المتعلقة بالصواريخ الطويلة المدى والتوفر على سلاح نووي. لكن لا شيء من هذا تم، فقد توقف لقاء هانوي قبل نهايته، وأسابيع بعد ذلك استأنفت كوريا تجاربها. وهو ما وصفه البيت الابيض بالنجاح غير المسبوق لديبلوماسيته ويبين المقاربة "التْرَامْبِية" للديبلوماسية، إذ لا ينتج عن الفوضى سوى الفوضى.


فنزويلا

هنا أيضا يبدو أن محيط ترامب لم يستوعب دروس الماضي، ففي سنة2002، ندمت الولايات المتحدة على دعمها للانقلاب الذي تم ضد هييغو شافيز، ومنحوا بذلك سنوات من الدعاية السياسية المجانية لشافيز.


وحاليا، بينما كل المؤشرات تشير إلى أن خليفته نيكولاس مادورو، يفقد مصداقيته وسلطته وما تبقى من إرث شافيز، اختارت واشنطن أن تدعم غريمه خوان غوايدو دون تردد، كرئيس بالنيابة على فنزويلا.


وهكذا أخرج ترامب، إليوت أبراهام إليوت من سُبَاتِه، لدعم بولتون وبومبييو في هذا الملف، وأبراهام هو مناهض قديم للاشتراكية بأمريكا الجنوبية في التسعينات.


وابتهج كل هؤلاء في 30 أبريل الماضي، عندما أطلق غوايدو "عملية الحرية" التي لم تُكَلَّل بالنجاح عندما تبين أن الجيش يدعم مادورو. وبعد أيام صَبَّ ترامب غضبه على بولتون الذي "يود أن يورطه في حرب" لا يريدها.


والنتيجة أنه عوض أن يحفر النظام الفنزويلي قبره بنفسه، جعل الأمريكيون والأوروبيون من مادورو ضحية "الامبريالية" ومن غوايدو وجها "للتسوية"، وجها غير قادر على بلوغ هدفه إلا بدعم القوى الأجنبية.


المملكة العربية السعودية

ولقي ولي العهد محمد بن سلمان، رغم شخصيته المثيرة للجدل، نفس الدعم من الإدارة الأمريكية. وأشارت العديد من التصريحات أن صهر ترامب، جاريد كوشنر، على وفاق مع الأمير الشاب السعودي، دون أن ننسى وجود تكتل يدعم الرياض داخل الحزب الجمهوري الأمريكي منذ عقود.


وقد أعرض أوباما في سياسته الخارجية عن المملكة العربية السعودية، بسبب صرامة المجتمع السعودي والتواطؤ الضمني مع الإرهاب الإسلامي الذي يتسبب في مشاكل أكبر مما يحل.


ولكن منذ وصول ترامب وعائلته إلى البيت الأبيض، تم تجاهل هذه التحفظات وراهنت واشنطن بديبلوماسيتها في الشرق الأوسط عبر ولي العهد. هذا الأخير عَلِمَ كيف يغوي ترامب بوعده بعقود بالمليارات من الدولارات والتي لا تزال حبرا على ورق.


المشكل هنا أن الأمير الشاب نفسه متسلط وانفعالي وغير مؤهل وعنيف. فسواء تعلق الأمر بحرب اليمن أو باحتجازه الوزير الأول اللبناني أو مشاريعه الوهمية حول النمو الاقتصادي فهو يراكم الفشل والهفوات. ويعتبر مقتل الصحفي خاشقجي لحد الساعة، أكبر هفواته وجرما ارتكب بكل تعجرف وعدم كفاءة.


إثر هذا الحادث، اهتز الدعم اللامحدود للإدارة الأمريكية ، حدث كشف الستار عن الأمير الذي راهن البيت الأبيض عليه. لكن ترامب لم يبخل بدعمه على الأمير بل هو يعتمد عليه لِقَلْبِ موازين القوى في الشرق الأوسط.


فلسطين وإسرائيل

تظهر السياسة التي ينهجها البيت الأبيض بشكل جلي من خلال الدعم التام والواضح لحكومة نتنياهو وطمر إمكانية حل الدولتين وتبخيس تضحية الشعب الفلسطيني. وتدعم العربية السعودية بشكل سري هذا النهج، كما وعدت بتمويل الصفقة ليقبلها الفلسطينيون وباقي العالم.


لكن تحالف واشنطن وتل أبيب والرياض الذي يعتمد على فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين، يعتبر نموذجا سياسيا لن يبوء في نهاية المطاف، إلا بالفشل في هذه المنطقة من العالم ولن يغذي سوى الأحقاد ويؤجج الكراهية.


روسيا وأوروبا

حتى إن تجاوزنا الشكوك عن تضارب للمصالح مع روسيا وتدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016، فلا يخفي علينا أن ترامب ظل لبقا مع الرئيس فلاديمير بوتين ومساعديه عكس القادة الأوروبيين. كما لو أنه يضع روسيا في كفة وأوروبا في أخرى.


إنها مقاربة قديمة للديبلوماسية الامريكية أن تُضْعِفَ الاتحاد الأوروبي بإشعال فتيل الانقسامات بين أعضاءه، إذ أن الرئيسين بوش وأوباما قاما بمجاملة الدول الأوروبية الشرقية على حساب جاراتها من الدول الأخرى، لكن هذا الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بدعم موسكو ولو رمزيا، على حساب بروكسيل.


إن تهديدات ترامب المستمرة تجاه الحلف الاطلسي وتشجيعه لخروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبي وتحيات الصداقة لفيكتور أوربان أو للقادة البولونيين تبدو نسخة من طموحات بوتين الذي يجيد لعبة إفشاء الفوضى مع فرق واحد أن الرئيس الروسي يعلم جيدا ما هي رؤيته للعالم، رؤية سلطوية. بينما الرئيس الأمريكي يبدو متحمسا فقط لكسب النقاط على حساب الديموقراطيين الليبراليين.


الصين

كان يمكن لترامب أن يتوافق مع بيكين، لكن باسم برنامجه "أمريكا أولا" انطلق ترامب في حرب تجارية مع الصين وهي حرب تزعزع الاستقرار بحكم أنها تتم بموازاة مع مفاوضات بين البلدين، حرب يستمتع ترامب بتغذيتها عبر تغريداته اللاذعة..


" يبدو أن ترامب لا يعي تبعات استفزازاته التي تطرح مشكلا من ناحيتين"، حسب الديبلوماسي الفرنسي "من جهة على المستوى التجاري حيث تكون المفاوضات جد تقنية ومن جهة أخرى من حيث طريقة مقاربته للموضوع إذ أن الصينيون يكرهون التشهير وأن يكونوا عرضة للهزيمة".


وهنا أيضا تبدو استراتيجية ترامب التي تهدف الى خلق البلبلة لدى محاوريه لدفعهم الى التفاوض غير ناجحة مع الصينيين، بل هي تستفزهم وتدفعهم إلى تحدي الأمريكيين. كل الشعارات التي كررها ترامب خلال حملته الانتخابية ومازال، للحد من المد الصيني ومنافسته للمنتوجات الأمريكية لن تدفع بالصينيين إلا إلى إغلاق باب المفاوضات مع ترامب وفريقه.


المناخ

إن الانسحاب من اتفاقية باريس حول المناخ كان أول القرارات التي اتخذها ترامب عند وصوله إلى البيت الأبيض، وإذا كانت عواقب هذا القرار غير جلية على المستوى المحلي لأن المجتمع المدني الأمريكي ملتزم بتحويل انتاجه واستهلاكه الطاقي بشكل مستدام ولأن محاولات ترامب لإعادة تشغيل معامل الفحم والمناجم باءت بالفشل، إلا أن المثل الأعلى الذي يعطيه أكبر ملوث عالمي للبيئة، كارثي.


وتأثرت به السياسات البيئية لعدة دول، من بينها البرازيل بالقرارات المخالفة للبيئة التي اتخذها الرئيس جيل بولسونارو، وعدم التزام الشركات المصنعة للسيارات بتصنيع سيارات أقل تأثيرا على البيئة نظرا لتخفيض سقف المعايير الإيكولوجية الأمريكية.


وأمام سياسة الارباك والبلبلة التي ينهجها ترامب، لا يسعنا إلا أن نقول أن سياسة بوش وديك شنيي في سنوات 2000، أقل كارثية من سياسة ترامب، بل وأكثر حكمة وترويا ...

©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite