سيدي علي: تحقيق من المنبع (ج.5/5): أين تذهب 100 مليون درهم التي تتحصل عليها الجماعة كل سنة؟

الجزء الخامس
أين تذهب 100 مليون درهم التي تتحصل عليها الجماعة كل سنة؟
ارتفعت الضريبة الجماعية التي تدفعها الشركة لجماعة أولماس سنة 2017 إلى 958 056 99 درهم كما تصرح الشركة، وهي ثروة بالنسبة لمنطقة عدد سكانها أقل من 000 20 نسمة، ما يجعل الجماعة على رأس اغنى الجماعات في المغرب، فحسب اليوبي "تساهم سيدي علي كل سنة لجماعتها بمرتين أكثر من عائدات اتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي بالنسبة للبلد ككل". ومع ذلك فأولماس وخاصة ترميلات تفتقر للبنيات التحتية والسكن اللائق.
هذا بالتأكيد هو التساؤل الذي يزعج المنتخبين المحليين الذين يجدون صعوبة للإجابة عليه، فمحمد شرورو رئيس الفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس جماعة أولماس منذ سنة 2009 الذي قدم استقالته سنة 2016 وسط جلسة برلمانية بعد فاجعة طرقية ذهب ضحيتها ست عاملات فلاحة وجرح 14 اخريات بسبب عجز المستشفى الاقليمي عن التكفل بعلاجهن، قبل أن يعاد انتخابه بعد سنتين، يعترف شرورو بأن البنية الصحية لازالت متخلفة، فالمبنى واسع و سيء التصميم، بتجهيزات ضعيفة تغزوه الأعشاب البرية، وحتى يومنا هذا يبقى في الغالب مهجورا من طرف الأطباء الذين عينتهم الوزارة.
يشير شرورو كما في السابق إلى مسؤولية الحكومة المركزية والدولة ككل التي استقالت من مهامها، ومع ذلك فهو يشيد ب"إنجازاته" : طرق تم تجديدها وتهيئتها، وإنارة عامة لا تزال في طور التعميم، وقاعة رياضة لم تنته بعد، وداخلية للبنات مهجورة، ومشروع سوق جديد لم ينته، ومجمع للصناعة التقليدية بأبواب مغلقة...
تقرير يريده أن يكون مرضيا، رغم أنه في ست سنوات صرفت شركة المياه المعدنية لاولماس ما يقارب 450 مليون درهم، والمبلغ في ارتفاع بسبب الزيادة في الانتاج، وعلاوة على ذلك فالمياه المعدنية لأولماس ليست الوحيدة التي تملأ خزائن الجماعة الصغيرة التي يمكن أن تتحول الى دافوس الأطلس المتوسط : فعائدات الغابات والاقتراض من صندوق التجهيز الجماعي يساهمان أيضا في هذه الاستثمارات العامة.
مثال كافكاوي من بين أمثلة أخرى أشد سوادا على الحالة المزرية التي تعيشها أولماس ونواحيها، ويتعلق الأمر بالتجزئة السكنية التي كان يفترض أنها ستستخدم في إعادة إسكان دور الصفيح والتي ظلت تحت التشييد لسنوات :"لقد ناضلنا من اجل استرجاعها، والان الناس يسعون جاهدين لتخصيص العديد من المنازل الصغيرة. يجب أيضا إجبار الناس على ترك أكواخهم وهذا أمر صعب" يصرح شرورو والذي يشكر المصنع لتمويله بناء مسجد جميل.
في دفاعه، تحدث الرئيس المنتخب عن "مشكل في عقليات ناس المنطقة"، "المجلس البلدي الذي مزقته الصراعات الداخلية والصعوبة في المناورة"، "الإرث الذي لازال مستمرا منذ سنوات أحرضان"، سلفه "الذي انتهى به المطاف في السجن".ومع ذلك فإنه يشيد بالجهوية المتقدمة التي تعطي المزيد من الإمكانيات للسلطات المحلية ، "حتى إذا كان الانتقال معقدًا ، يجب علينا أيضًا مساعدة الخميسات بأموال سيدي علي"، قبل أن يستجمع نفسه ويوافق على ملاحظة الباشا الجالس بجانبه والذي يدعمه في ما يقول عن طريق إيماءات رأسه : "انظر ، نحن أفضل حالاً من تيداس، فهم لا يزالون يعيشون في العصور الوسطى ! ".
هل دافع شرورو في الرباط عن الشركة المقاطَعة التي تغذي طموحاته السياسية المحلية؟ "بالطبع، ضمن الفريق البرلماني للأصالة والمعاصرة ، أصررت على الاستمرار في شرب سيدي علي".
لقراءة الجزء 1/5 : علامة تجارية شهيرة في خضم زوبعة قوية
لقراءة الجزء 2/5 : أوهام منتشرة حول حقيقة المنبع
لقراءة الجزء 3/5 : هوامش الربح والأسعار
لقراءة الجزء 4/5 : أين تذهب 100 مليون درهم التي تتحصل عليها الجماعة كل سنة؟