سيكو فوفانا ومحمد صلاح في رحلة البحث عن الفوز باللقب والقلوب

قدمت كوت ديفوار نفسها للعالم، منظمة لأكبر منافسة كروية على الصعيد الإفريقي، بعرض فني تضمن عناصر إبهار، مركزا على جمالية وجاذبية لوحاته المختلفة، التي قدمت مضمونا يعكس العمق الإفريقي المتنوع شكلا ومضمونا. وشكلت الثقافة الإيفوارية وما تعكسه من حب للحياة والانفتاح على الغير وكرم الضيافة، أهم المحاور التي ارتكز عليها المخرجون الفنيون للحفل، مقدمين بذلك إلى ملايين المشاهدين عبر العالم، وآلاف المتفرجين في الملعب، واحدة من أفضل حفلات الافتتاح في تاريخ المنافسة.
وكان الحضور الرسمي خلال الحفل وازنا، يتقدمه رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا، ورئيس الجامعة الدولية لكرة القدم "فيفا"، جياني إنفانتينو، ورئيس الكنفدرالية الإفريقية "كاف"، باتريس موتسيبي. ولم يخف الرئيس الإيفواري سعادته الغامرة بعودة بلده إلى تنظيم البطولة بعد 40 عاما من تنظيم دورة 1984، مشددا على أن هذه الكأس ستشهد "لحظات كبيرة وقوية ومستويات كروية ستبقى في التاريخ"، وبأنها "ستهدي للعالم أفضل ما يوجد في قارتنا، لأن إفريقيا تعمل على تطوير كرة القدم". من جهته، رحب موتسيبي، الذي أعطى الانطلاقة الرسمية للبطولة، "بالعالم هنا في كوت ديفوار". أما إنفانتينو، الذي قال إنه سعيد بالمشاركة في الافتتاح، فاعتبر نفسه في منزله شاكرا الإيفواريين على استقباله.
حسن البداية لزملاء فوفانا
لم يكن حفل الافتتاح النقطة الوحيدة التي نجحت فيها كوت ديفوار ليلة أمس، في اليوم الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا في دورتها 34. فعلى الملعب نفسه، وبعد دقائق من حفل الافتتاح، دشن منتخب الأفيال، تحت قيادة المدرب الفرنسي جون لوي غاسي، مشاركته في البطولة بشكل مثالي، بتغلبه على غينيا بيساو بهدفين دون رد. ولم ينتظر الإيفواريون كثيرا من الوقت، ليطمئنوا جمهورهم، إذ احتاج المهاجم السابق للانس الفرنسي والحالي للنصر السعودي، سيكو فوفانا، إلى مرور أربع دقائق فقط على انطلاق المباراة لينجح في تسجيل الهدف الأول بتسديدة جميلة دخلت إثرها الكرة مرمى الحارس الغيني أوبارين دجوكو. وكاد فوفانا، اللاعب المثير للجدل في كوت ديفوار، أن يضيف هدفا ثانيا في الدقيقة 35 لكن الكرة اصطدمت بالعارضة.
ورغم أن منتخب غينيا، الذي لم يسبق له أن فاز في مباراة ضمن نهائيات لكأس أمم إفريقيا حتى الآن، خلق متاعب للإيفواريين، فإن افتقاد لاعبيه للخبرة اللازمة لمثل هذه المواجهات، كلفه تلقي هدف ثان جاء من قدم جون فيليب كراسو، لاعب ريد بلغراد الصربي، عندما تمكن في الدقيقة 56 من التلاعب بمدافعين برفعه الكرة في الهواء قبل أن يسددها بالقدم اليسرى، في وقت كان إيقاع المباراة سجل تراجعا كبيرا.
وتوج سيكو فوفانا، صاحب الهدف المبكر للإيفواريين، بجائزة رجل المباراة بعد نهايتها، ليعلن نفسه مستعدا لقيادة زملائه نحو تحقيق اللقب الثالث بعد لقبي 1992 و2015. ويعول غاسي، المدرب الفرنسي لمنتخب كوت ديفوار، على أن تكون البداية الموفقة لفوفانا داخل مجموعته فرصة للمصالحة بين اللاعب والجمهور، بعد فترة جفاء بينهما بسبب رفضه دعوة الانضمام إلى المنتخب أكثر من مرة. وتعرض فوفانا لحملة انتقادات واسعة ووصفته باللاعب المتخاذل تجاه واجب الدفاع عن ألوان منتخب بلاده، وكانت الصحافة تؤاخذ عليه اختيار الوقت الذي يناسبه من أجل حضور تجمعات منتخب الفيلة. كما أن الصحافيين كانوا دائمي طرح السؤال على غاسي بخصوص رفض اللاعب الدعوات، التي توجهها له الجامعة الإيفوارية لكرة القدم.
وأرسل فوفانا، من خلال بدايته القوية في البطولة أمس، إشارات إيجابية بخصوص طي صفحة خلافه مع الجامعة الإيفوارية، خاصة أن غاسي مدربه في المنتخب أكد في حوار مع صحيفة ليكيب الفرنسية بأنه يعول كثيرا على اللاعب كما امتدح مثابرته الكبيرة خلال التداريب.
مباريات اليوم الثاني
يشهد اليوم الثاني من البطولة إجراء ثلاث مباريات. يتواجه في الأولى منتخبا نيجيريا وغينيا الاستوائية، على أرضية ملعب الحسن واتارا، عن المجموعة الأولى، بينما تدخل المجموعة الثانية المنافسة، على أرضية ملعب فيليكس هوفويت بوانيي، بمباراتي مصر ضد المزمبيق وغانا ضد الرأس الأخضر.
وفي ثاني مباراة عن المجموعة الأولى، يبدو منتخب نيجيريا مرشحا على الورق للفوز على منافسه غينيا الاستوائية.
وفي المجموعة الثانية، يبدأ منتخب مصر، لدى مواجهته الموزمبيق، رحلة البحث عن لقبه الثامن وصعود منصة التتويج التي غاب عنها 14 عاما. ويحتفظ منتخب الفراعنة بالرقم القياسي بسبعة ألقاب إفريقية. ويعول المصريون على قائدهم محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي، لتجديد عهدهم مع التتويج، كما أن النجم المصري سيجد نفسه ربما أمام آخر فرصة لتحقيق حلمه بالتتويج باللقب القاري، الذي ينقصه في مساره الرياضي الحافل بالألقاب الفردية والجماعية رفقة نادي ليفربول. وكان النجم المصري قريبا من حمل الكأس الإفريقية في مناسبتين خلال المباراة النهائية، إلا أن الهزيمة أمام الكامرون في دورة 2017 وأمام السنغال في دورة 2021 أجلا حلمه. في مقابل ذلك، سبق للنجم المصري أن قاد الفراعنة للفوز بكأس إفريقيا مرتين في 2006 و2008 كما توج بجميع الألقاب الأخرى مع ناديه الأهلي وفي مقدتمها دوري أبطال إفريقيا خمس مرات.
وفي ثالث مباراة مبرمجة اليوم الأحد، يدخل منتخب غانا سباق التنافس بمواجهته الرأس الأخضر.
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.