logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
15.07.2019 à 19 H 02 • Mis à jour le 15.07.2019 à 19 H 02 • Temps de lecture : 1 minutes
Par

عن الأصول السريانية والآرامية للقرآن: حرب المخطوطات تستمر بين محمد المسيح ومصطفى بوهندي

على هامش التحدي الذي رفعه الدكتور مصطفى بوهندي في وجه القائلين بالأصل السرياني والآرامي للقرآن، خرج الباحث في المخطوطات محمد المسيح ليرد على بوهندي، لتنطلق فصول حرب معرفية حول المخطوطات السريانية والآرامية والعبرية والتأثير والتأثر في القرآن، معركة بدأت فصولها ولا يعتقد أنها ستنتهي قريبا.

بعد أن رفع الدكتور مصطفى بوهندي التحدي في وجه القائلين بالأصل السرياني والآرامي للقرآن رد عليه محمد المسيح الباحث في المخطوطات.


انطلق المسيح من التذكير بان بوهندي عنون أطروحته للدكتوراه ب"العقائد النصرانية وعلم التفسير الإسلامي"، "وقد طرح الأستاذ بوهندي سؤالاً من أروع الأسئلة التي قُدمت في إطار نقد النصوص والتراث الإسلامي، يتساءل : "إلى أي حد استطاع علم التفسير أن يُعين القارئ على التعامل الجيد مع النص القرآني؟" ونحن نُؤكد على هذه النقطة، ونطالب الباحثين المختصين للخوض في هذا الموضوع، ونشكره على طرحه وعدم تشكيكه في جهود الباحثين الذين نادوا بتنقية التراث العربي الإسلامي".


وأضاف المسيح أن السؤال لايزال مطروحًا إلى اليوم "يحتاج إلى جواب يوضح لب الإشكالية، وكيفية التعامل معها !" مردفا أنه بحسب رأيه لم يخرج عن الصندوق.


ونفى محمد المسيح القول بالأصل السرياني للقرآن، معتبرا أن الامر يتعلق بالتأثير والتأثير والراجع إلى "الخلفية التي نشأ فيها النص القرآني بصيغته الشفاهية، فحوار النص القرآني المستمر لأهل الكتاب يؤكد وجود مجتمع له عقائد مختلفة وعلى رأسها العقيدة النصرانية واليهودية، وبالتالي موضوع التأثير وارد جدًا في ظل حمولة ثقافية تحملها الفئة التي يخاطبها هذا النص، الذي يَنْطِق بوجود هذا المخزون الثقافي؛ حيث يقول : " وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ" فالآية لم تنكر وجود هذا الفكر بلسان أعجمي، وإنما تنبه على أن النص عربي اللسان".


واعتبر ذات المصدر أن إنكار الأستاذ بوهندي لتأثير السريانية فكرا ولغة على القرآن انعكاس "لما يؤمن به من حقيقة المصدر الإلهي للنص القرآني، وعدم تغيره منذ نزوله من السماء، في حين الباحث الحقيقي هو من يترك العاطفة والإيمان على جنب، ويحلل النصوص بطريقة محايدة حتى لا تؤثر هذه العاطفة على نتيجة بحثه".


وطلب المسيح من مصطفى بوهندي الرد على ما قدمه تيودور نلدكه، وألفونس منغانا، وتور أندريا، وكريستوف لوكسنبرغ، وسدني غريفيت، وأرثر جفري، وكلود جيليو وابن الوراق "ولائحة طويلة من الباحثين الذين كانوا سباقين لهذا الطرح".


واستدل المسيح بوجود التأثير المسيحي السرياني على قصص القرآن بوجود قصة أصحاب الكهف "كنموذج واضح للتقليد الشائع في التراث السرياني قبل الإسلام وما يدل على هذا الطرح هو النص القرآني نفسه حينما يسأل محمدًا قبل ذكر الخطوط الكبرى لهذه القصة : "أم حسبتَ أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا"" مضيفا أن هذه القصة تتحدث عن فتية إفسس (طْلايِا إفسس) التي جاءت تفاصيلها في ميمر يعقوب السروجي (451-521م)، ويرى بعض الباحثين في تاريخ الكنيسة السريانية أنه قد تكون منسوبة له، لكن جاء ذكرها في العديد من الكتابات المسيحية قبل الإسلام، بلغات مختلفة وعلى رأسها اللغة السريانية، كالأسقف اسطيفان الإفسسي سنة 449م ، والقديس غريغوري من تورس الذي توفي سنة 594م وقد نقلها بدوره من ترجمة لاتينية عن أصل سرياني، وهذه القصة كانت شائعة بين اليعاقبة، والغاية من كتابتها هي فقط من أجل الوعظ الكنسي والتذكير بمعاناة واضطهاد آباء الكنيسة الأولى، ونصرة العقيدة المسيحية في القرن الرابع الميلادي، والأهم هو الرّد على الأسقف ثيودور أسقف أيجيّا الذي رفض قيامة الجسد لغير المسيح، وذلك في القرن الرابع الميلادي".


وزاد الباحث أن النص القرآني "لم يتحدث عن التفاصيل الدقيقة للقصة؛ فلم يذكر أسماءهم ولا جنسياتهم ولا تاريخهم ولا أين يوجد مكان هذا الكهف ولا الظروف التي جعلتهم يختبئون فيه وغيرها من التفاصيل الموجودة في الكتابات السريانية، مما يجعل الباحث الرصين يستنتج أن القرآن استوحاها من الثقافة السريانية"، معضدا روايته بأن وجود الكلب في القصة لم يأت في التراث السرياني "وبدلاً منه يوجد ملاك يحرس رفاتهم، فالقصة السريانية أكثر واقعية بوجود ملاك يحرسهم مدة 409 سنة، ووجود "كلب" في القراءة القرآنية أيام التنقيط والتشكيل، ربما تأثر بسماع بعض المقاطع عن هذه القصة من سريان كمقطع : "احرس قطيعك من هذا الذئب المُتعطش إلى الدم" فاعتقد المفسرون بوجود كلب يحرس أهل الكهف من الذئاب التي قد تنهش أجسامهم".


استشهد المسيح أيضا بقراءة كريستوف لوكسنبرغ لسورة الكهف مردفا أن كلبهم قبل التنقيط "كلىهم" كانت في الأصل "كَلْيُهُم" أو "كالئهم" بمعنى حافظهم، كما جاء في سورة الأنبياء " قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَٰنِ" أي يحفظكم".


وختم المسيح رده بالإشارة إلى الأرقام العلمية للمخطوطات التي تتحدث عن قصة الكهف قبل الإسلام، مطالبا بوهندي بتقديم دراسة "كافية شافية بعد تحققه من هذا الموضوع، لنكتفي بذكر بعض المخطوطات : كميمر 203 للنيام السبعة تحت رقم علمي MS 156 توجد في دير القديس مارك (مرقس) بمدينة القدس، ومخطوطة ماردين أرثودكس 139، ومخطوطة آخر توجد في مكتبة الفاتكان تحت رقم Bibliotheca Orientalis Clementino-Vaticanis I الرقم 115 ترجع للقرن السابع الميلادي".


من جهته، لم يتأخر الدكتور مصطفى بوهندي في التعقيب على رد المسيح، واعتبر أن رد المسيح واستدلاله بقصة أهل الكهف قد "أثابنا غما بغم؛ حيث سألنا خبير المخطوطات أن يقدم لنا مخطوطة سريانية أو آرامية أو عبرية مؤرخة قبل ظهور القرآن، أو ظهور نسخته التي يعترف بها السيد الخبير، وهي مصحف صنعاء، بل وسعنا له إلى ما قبل القرن العاشر الميلادي، وبدلا من ذلك قدم لنا روايات شفوية نثرية وشعرية، غير مِؤرخة ولا موثقة للأساقفة السريان عن النيام السبعة أو الثمانية، مضيفا إليها أنها الأصل الذي أخذ منه القرآن الكريم".


وأضاف بوهندي "أعتقد أن هذه الروايات لا تصلح للدراسة العلمية لافتقارها إلى التوثيق والتأريخ، ولكونها من أدبيات القوم المنقولة من مصادر متعددة قبلها، والمضاف إليها من اجتهاد وخيال مفسريهم وأدبائهم".


وزاد بوهندي في رده أن القصة أصبحت "في الأدبيات المسيحية عموما مرتبطة بالرومان وملوكهم ومدنهم كأنطاكية وغيرها، قد وردت في ثقافات مختلفة سابقة وبعيدة، من الهند وفارس واليونان وإثيوبيا، وعند مختلف الطوائف المسيحية، بل إن أرسطو الفيلسوف قد أوردها في كتابه الرابع عن الفيزياء في القرن الرابع قبل الميلاد"، واعدا برد مفصل لإظهار "الإضافات القرآنية النوعية لقصة أصحاب الكهف في مختلف المصادر الدينية والثقافية وسيخرج قريبا"


مضيفا أنه لا يمكن اعتبارها مسيحية، لأنها وجدت قبل المسيحية والسريانية، "وقد وجدت قبل أن يصنع السريان لأنفسهم ثقافة ولغة"، مردفا أن التحدي "لا زال قائما لم يرفع، وما قدمه خبير المخطوطات لا يرقى إلى رفع التحدي، بل يكشف هزالة المواجهة"، متمما "لا زلت أنتظر وثيقة سريانية أو آرامية أو عبرية تعود إلى ما قبل القرن العاشر، وبها تكون قد رفعت التحدي؛ وإلا وأنت الخبير بمخطوطات القرآن، والمؤكد على الفرق في الأولوية بين مصاحف مختلفة لتجعله في مصحف صنعاء. فإني أدعوك لتكون منسجما علميا مع تشددك في التوثيق أن تأتي بمخطوطة موثقة ومؤرخة ترجع إلى ما قبل مصحف صنعاء على الأقل، وبلغة سريانية أو آرامية أو عبرية".


وبخصوص استشهاد المسيح بالكلب، "الذي حوّلته فيلولوجيا الخبير إلى ملاك حارس، فأرجو منه أن يستعمل هذا التعويض في السياق القرآني الذي نزعه منه، وبذلك يصير الملاك كلبا "باسطا ذراعيه بالوصيد؟"، وهل كان المطلع عليهم سيرى الملاك الذي سيكون رابعا أو سادسا أو ثامنا، وكان من ضمن الصورة المخيفة لهم : "لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرار اولملئت منهم رعبا. أين موقع الملاك في الصورة بالنسبة للمطلع الذي لا يمكنه مشاهدة الملائكة. أظن أن الفيلولوجيا التي اعتمدتها أصبحت سحرا جعلت من الكلب ملاكا، ومن علم الفيلولولوجيا علم قراءات قرآني، لكن دون شيوخ ومن غير مُجيزين".


رد المسيح على تعقيب بوهندي لم يتأخر حيث أورد تدوينة بوهندي كاملة مقدما إياها بإشارته لتمينه أن يحاول بوهندي الحصول على نسخة من مخطوطة واحدة على الأقل للثلاث وثائق "التي قدمت أرقامها العلمية ثم يتحقق من النص مستعينًا بخبير في اللغات الشرقية وخاصة السريانية وخبير في علم المخطوطات لتحديد عمرها الإفتراضي، وبعد ذلك يقوم بدراسة شافية كافية في الموضع"، مبرزا أسفه لسرعة رد الأستاذ بوهندي وتجاهله لهذه الوثائق، معتبرا إياه مؤمنا "بخرافة أصل اللغات السامية من اللغة العربية، وبالتالي أي كلمة أو تأثير خارجي فهو يعود لأصله الأول اللغة العربية والثقافة العربية".


من جانبه ذكر بوهندي المسيح بأن ما أثاره في أطروحته للدكتوراه وكتابي "أبو هريرة" و"التأثير المسيحي في تفسير القرآن" لم يكن إلا مقدمة لما وصل إليه في بحثه اليوم، معتبرا أن سؤاله حول المخطوط هو استمرار لذات النهج العلمي الموضوعي. مطالبا في الآن نفسه أن يأخذ المسيح تحدي بوهندي في إطاره العلمي والمطالب بدليل علمي "على ما يدعيه في خطاباته المختلفة، في الكتب ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، والقنوات الدولية المختلفة.


وبخصوص اللغات السريانية والآرامية والعبرانية، فقد أشار بوهندي إلى أنها خلال فترة العصور الوسطى لم تكن هي اللغات الغالبة "langua Franca"، "لذلك فالكتاب المسيحيون واليهود العرب كتبوا، بما فيهم أولئك الذين وظفهم بيت الحكمة باللغة العربية، وترجموا كتب اليونان باللغة العربية قبل أنت تترجم إلى غيرها من اللغات، بما فيها العربية اليهودية أو السفردية، والعربية الجرشونية أو السريانية، و قبل أن يصنعوا لأنفسهم لغات مكتوبة دعمها الغرب المسيحي، وجعلها متداولة، وحاول أن يجعلها أصل العربية مع أنها دارجة من دارجاتها المنتشرة في الغرب إلى الشرق".


وللتدليل على كلامه استدل بوهندي بكلام الباحث اليهودي سعديا الجاؤون مفسر الكتاب المقدس باللغة العربية، والذي قال "شرح التوراة لرأس المثيبة ربي الجاؤون رحمه الله، وهو إخراج معاني الكتاب المقدس من كتب النبوة المسمى التوراة من اللغة القديسة إلى اللغة الغالبة على زمان المخرج له ووطنه".


وأضاف ذات الباحث في رده "أعتقد أن مسألة اللغات والوثائق تحتاج إلى المزيد من البحث والتحقق والمراجعة والنقد، ولذلك لا تسمح مساحة هذه التدوينة بمزيد من نقاشها".


وأفرد صاحب كتاب أكثر أبو هريرة حيزا مهما من رده لمناقشة ما أورده محمد المسيح بخصوص سورة الكهف، معتبرا أنه نقل عن المستشرقين وبالخصوص كريستوف لوكسنبرغ، مضيفا أن المسيح قال أن "النص القرآني لم يتحدث عن التفاصيل الدقيقة للقصة؛ فلم يذكر أسماءهم ولا جنسياتهم ولا تاريخهم ولا أين يوجد مكان هذا الكهف ولا الظروف التي جعلتهم يختبئون فيه وغيرها من التفاصيل الموجودة في الكتابات السريانية، مما يجعل الباحث الرصين يستنتج أن القرآن استوحاها من الثقافة السريانية". حيث تساءل بوهندي "كيف يستنتج "الباحث الرصين" من تفاصيل غير موجودة في فرع ما، أنه أخذها من أصل توجد فيه؟ ! كيف هي هذه المعادلة؟".


وأضاف بوهندي أن النص القرآني لم يدع أن قصة الكهف لم يسبقه بها أحد، بل هي قصة سابقة على وجوده، وبالتالي فإن التلاوة القرآنية الجديدة "هي مراجعة نقدية عالمة للثقافة السابقة، بما في ذلك ما ورد في الأخبار المنسوبة إلى يعقوب السروجي شعرا ونثرا وإلى معاصريه من قساوسة القرن الخامس الميلادي، الذين أرشدتنا إلى مخطوطاتهم الملفقة. وإن هذه التلاوة القرآنية إذ تصفح عن ذكر ما سميته "التفاصيل الغائبة في القرآن"، فهي بذلك قامت بأحد أمرين، إما أنها تنفي هذه التفاصيل وتلغيها وتكذبها باعتبارها مخالفة للحقيقة التاريخية؛ وإما أنها تعفو عنها باعتبارها ليست مهمة في الغرض الديني الذي تعالجه القصة".


واعتبر بوهندي أن القصة ذات بعد إنساني وأن التفاصيل الواردة في القصة السريانية غير صحيحة، لأنها "تنتمي إلى تاريخ أقدم مما ذكرته مختلف الطوائف المسيحية واختلفت فيه، وذكره أفلاطون وأرسطو وورد عند شعوب كثيرة في أدبياتها قبل المسيح وعصره، مما يؤكد أن الزمن المسيحي برمته وبكل تفاصيله ليس هو زمن أصحاب الكهف، وأن ما أورده ممن سميتهم الأساقفة السريان كان منقولا ومضافا إليه من تفاصيل كثيرة مزورة وكاذبة. وقد أتى القرآن ليبين زورها وبطلانها، ويقدم قراءة جديدة تعيد للقصة أبعادها الإنسانية العالمية والغيبية والتاريخية".


وختم رده موجها كلامه للمسيح قائلا "لا أعتقد أستاذ المسيح أنك بعد معرفة أهمية التفاصيل الغائبة، ستحتاج إلى سحر تحول به الكلب إلى ملاك حارس، ولا بحاجة إلى اختراع لفظة كلئهم، لتستبدل بها كلبهم، لأنه سيبقى في النص باسطا ذراعيه بالوصيد، إذا لم تغير النص كله؛ وليعني لك ملاكا. مع أنه لم يستعمل أحدٌ مثل هذا الاسم مسمى للملاك، في لغة الأصل فيها السماع، ولا تحتاج إلى لعبة الحروف والنقط والهمزات، ولا إلى علم فيلولوجيا حولته إلى علم قراءات".

©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite