قائمة الفنانين والمثقفين المثليين حسب دومينيك فرنانديز

أي علاقة تلك التي تربط بين عدد كبير من عباقرة الفن والفكر، باختلاف وجودهم الزمكاني، كـ : أفلاطون، سوفوكليس، ليوناردو دافينشي، رافائيل، بوتيتشيلي، كارافاجيو، شكسبير، بايرون، فرجينيا وولف، هنري جيمس، أوسكار وايلد، بروست، توماس مان، كوكتو، جان جينيه، أراغون، فرانسيس بيكون، أندي وارهول، فيسكونتي، ترومان كابوتي، رولان بارت، وميشيل فوكو، إلخ.. والقائمة لا تزال طويلة؟
التاريخ نفسه وليس نحن، حسب دومينيك فرنانديز، هو من يجيب على هذا السؤال، مثبتا لنا أن هناك علاقة وطيدة بين المثلية والعبقرية.
في كتابه "عشاق أبولو، المثلية في الثقافة"، يناقش دومينيك فرنانديز المثلية في علاقتها بالفن والفنانين عبر التاريخ، لا ليُشهّر بهؤلاء الفنانين والمفكرين (فهذا الموضوع مازال على ما يبدو يشكل "طابو" حتى بالنسبة للغرب)، بل ليطرح إشكالية انعكاسات هذا التوجه الجنسي على النسيج الفكري الذي يؤسس ويُهيكل التراث الثقافي الغربي، واستطرادا؛ التراث الثقافي العالمي.
يتألف هذا الكتاب من 650 صفحة من القطع الكبير مستعصية على الفهم نظرا للتعقيد الذي يحوم حول هذه الإشكالية التي يطرحها. لكن قلق الكاتب البيداغوجي يؤدي به إلى التكرار من أجل التدقيق حتى يصل المعنى أخيرا، دون أن يُفقدنا كل ذلك متعة القراءة وجاذبيتها.
يقدم لنا فرنانديز في هذا الكتاب أدوات جديدة للقراءة والمعرفة، تجعل منه كتابا أساسيا.
ما الذي يجعل تاريخ الإنسانية، إحصائيا، يعج بكل هذا العدد الكبير من العباقرة المثليين؟ يحرص الأكاديمي هنا على عدم الإجابة، إنه يكتفي فقط بالوقوف على الوقائع.
لم يتطرق دومينيك في كتابه هذا سوى إلى طبقة الفنانين والمثقفين الذين ينتمون إلى الثقافة الغربية، باستثناء الياباني ميشيما.
السؤال الذي نطرحه في خاتمة هذه الورقة، هو : متى سيُكتب تاريخ المثلية في الفن والفكر في العالم العربي الإسلامي؟ اللائحة ستكون طويلة… والعمل عليها سيكون دون شك شاقا وصادما...