قلق على مصير ابنة حاكم دبي التي أعيدت إلى بلادها بالقوة قبل سنة

شفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تحقيق نشرته يوم أمس تفاصيل جديدة عن طريقة إعادة الشيخة لطيفة بنت محمد آل مكتوم ابنة حاكم إدارة دبي إلى بلادها بعد محاولتها الهرب إلى الخارج شهر مارس من السنة الماضية بمساعدة مدربة القتال الفنلندية تينا جاوياين وضابط الاستخبارات الفرنسي السابق هيرفي جوبير.
في صباح يوم الهروب، أوصل السائق الشيخة لطيفة لتناول وجبة الفطور مع السيدة جاوياين في مطعم، كما كانت تفعل عادة. ووفقا لجاوياين، فإنهما ركبتا سيارتها وتوجهتا إلى سلطنة عمان حيث ركبتا في طوافة قابلة للنفخ ثم دراجة مائية وصولا إلى يخت هيرفي جوبير.
لكن الأسوء كان ينتظرهما، فبينما كانوا يبحرون نحو الهند قبل التوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية صعد رجال مسلحون من جنسيات هندية وإماراتية على متن اليخت وقاموا بدفع جوبير و جاوياين وطاقم السفينة الفليبيني على الأرض وضربوهم بعد تقييدهم. وقالوا للسيدة جاوياين أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. ورأت جاوياين بحسب الصحيفة الأمريكية الشيخة لطيفة على الأرض مقيدة، ولكنها تركل وتصرخ أنها تريد الحصول على اللجوء السياسي في الهند.
وبعد وقت مدة، صعد رجل يتحدث اللغة العربية على متن اليخت. وقالت السيدة جاوياين إنه أوضح أنه جاء ليعيد الشيخة إلى دبي. "أطلق علي النار هنا، لا تعدني إلى هناك"، تتذكر جاوياين ما قالته الشيخة لطيفة قبل أن تفقد أثرها.
ومنذ ذلك الحين، لم يصدر أي خبر عن مكان تواجدها إلى غاية شهر دجنبر حينما أصدر مكتب والدها بيانا يقول فيه أن الشيخة بأمان في دبي، وهي تحتفل بعيد ميلادها الثالث والثلاثين مع عائلتها "في جو من الخصوصية والسلام"، واتهم البيان جوبير باختطاف الشيخة مقابل الحصول على فدية بقيمة 100 مليون دولار.
وفي ليلة عيد الميلاد، قامت القنوات التواصلية الرسمية في دبي بنشر الصور الأولى للشيخة لطيفة منذ اختفائها. وظهرت في الصور تجلس مع ماري روبنسون، الرئيسة السابقة لإيرلندا ومفوض الأمم المتحدة السامي السابق لحقوق الإنسان، التي أكدت أنها التقت بالشيخة بناء على طلب عائلتها.
وقالت روبنسون إن الشيخة لطيفة بأمان مع عائلتها، لكنها تتلقى رعاية نفسية، واصفة إياها بـ"الشابة المضطربة" التي تعاني من "حالة صحية خطيرة".
وعبر أصدقاء الشيخة لطيفة عن قلقهم حول مصيرها، لأنها ظهرت في هذه الصور مشوشة وعيناها تتفاديان الكاميرا، كما كشفت الصحيفة الأمريكية أن أصدقاءها الذين لا يزالون في دبي قد رفضوا الحديث للصحافة بداعي الخوف.
وصفت تينا جاوياين حياة الشيخة بأنها كانت حياة رفاهية إجبارية ومقيدة. إذ كان باستطاعتها إنفاق أموالها فقط على الهوايات والرياضات مثل ركوب الخيل والغوص تحت الماء أو على دعوة أصدقائها إلى الغذاء أو إلى جلسة لتدريم الأظافر. وقال أصدقاؤها إنه لم يسمح لها بدراسة الطب مثلما أرادت، كما كانت ممنوعة من السفر حتى إلى إمارة أبو ظبي المجاورة.
وكانت الشيخة قبل هروبها قد سجلت فيديو من 39 دقيقة باللغة الانجليزية تعدد فيه أسباب هروبها، وقالت الشيخة : " إذا كنتم تشاهدون هذا الفيديو فهذا أمر غير جيد على الإطلاق. إما أنا ميتة أو في وضعٍ سيء جدا .. إذا لم أنج حية، على الأقل هناك هذا الفيديو".