قناة البي بي سي: هل هناك إمكانية نشوء « حراك » بالمغرب بعد السودان والجزائر؟
إن استطلاع البي بي سي نيوز العربية، الذي يغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في 2018 و2019، يشير أن نصف المغاربة يفكرون في الهجرة. وتشير هذه الدراسة الى أن "النسبة في ارتفاع كبير بعد عقد من التراجع"، وتقترح مباينا توضيحيا لوصف الظاهرة. وهذا ما يطرح "سؤالا محيرا"، حسب القناة، هل المغرب عرضة للاضطرابات؟.
وبشكل بديهي، تمت المقارنة مع عدم الرضا والسخط الملحوظ في السودان والجزائر، والذي أدى الى المظاهرات الأخيرة التي كانت نتيجتها تنحية رئيسي الدولتين عن كرسي لرئاسة.
ومعظم الدول التي تم الاستقصاء فيها يشير الاستقصاء الى رغبة مواطنيها في الاصلاح بشكل تدريجي. ولكن نصف المستجوبين بالمغرب يرغبون في تغيير سياسي آني، حسب نفس المصدر.
وتضع هذه الرغبة المُلِّحَة في التغيير، المغرب على رأس لائحة الدول التي تم فيها الاستقصاء، أمام دول كاليمن ومصر. بينما الأردن (التي تتم مقارنتها عادة بالمغرب بحكم طبيعة نظام حكمها) وتونس، في أسفل اللائحة.
وحسب تقرير البارومتر العربي " المغرب بلد منقسم بين جيلين. فالجيل الأكبر من المغاربة يحتفظ بالثقة في مؤسسات الدولة. في حين أن الجيل الأصغر من المغاربة يعاني من تزايد الاحباط غزاء نقص الفرص الاقتصادية والسياسية."
إن نسبة 79 % من البالغين أقل من ثلاثين سنة، يرغبون في الهجرة، مقابل 22 % من الأشخاص في سن الاربعين. بينما نصف من يتعدى سنهم الستون، لديهم صورة إيجابية عن الحكومة. أما الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة، ف18 % منهم فقط متفائلون. وهكذا يذكر ذات التقرير أن " الشباب هم الفئة الأقل إقبالا على الاعتقاد بأن الدولة جادة في مكافحة الفساد".
وهكذا ذكرت البي بي سي، أن الاستقصاء يبين أن المغاربة شاركوا بكثافة في مظاهرات سلمية، بعد اليمن والأراضي المحتلة والأماكن التي تتجاذبها الحروب والصراعات. وأعلن أكثر من ربع الاشخاص الذين تم استجوابهم ، أنهم سبق لهم أن شاركوا في مظاهرات ومسيرات ووقفات سلمية.
وعلى مستوى أعم، فالمغرب بلد ذو ثقافات متعددة وفي حالة من التغير، فعدد المغاربة الذين يصنفون أنفسهم كلادينيين تزايد أربع مرات منذ 2013، وهو المعدل الأسرع في المنطقة.
كما أشارت البي بي سي، الى الاحتجاجات ضد الفساد والرشوة والبطالة التي هزت المناطق المهمشة بشمال المغرب في 2016 و2017، في إطار حراك الريف.
كما صرحت البي بي سي، أنها اتصلت بالحكومة المغربية لأجل التعليق على نتائج الاستقصاء دون أن تتلقى أي رد.
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.