كأس العالم 2026: محاولة أمريكية لاحتضانه عبر الضغط

واقعة تكشف استمرار ممارسات لا أخلاقية في دهاليز الكرة العالمية، إذ وفقا لوثيقة سرية حصل عليها موقع لوديسك مؤرخة في 11 مارس 2017، فإن الكوادر الثلاثة المشكلة للكونكاكاف (اتحاد رابطات كرة القدم في أمريكا الوسطى، الشمالية والكاريبي)، الكندي فيكتور مونتاغلياني، المكسيكي ديسيو، والأمريكي سونيل غولاتي، حاولوا منذ منذ ميامي، الضغط لتمرير طلب ترشيحهم الموحد لتنظيم كأس العالم سنة 2026، وذلك قبل ظهور أي مترشح آخر.
في هذه الرسالة الموجهة إلى فاطمة سمورة، أراد كل من الأمين العام للفيفا، وممثلي الاتحادات الكروية لكل من كندا والولايات المتحدة والمكسيك، أن يحصلوا على اعتراف بتفرد ترشيحهم عبر محاولة ادراج نقطة ضمن جدول أعمال مؤتمر فيفا العادي الذي عقد في 11 مايو 2017 في البحرين، بهدف اقصاء أي ترشيح محتمل للمغرب.
اقبار محاولة المغرب في مهدها
استناداً إلى الفقرة 1 من المادة 28 من نظام الفيفا الأساسي، وبالنيابة عن الاتحاد الكندي لكرة القدم والاتحاد المكسيكي لكرة القدم واتحاد كرة القدم في الولايات المتحدة، مع مراعاة حقيقة موافقة مجلس الفيفا على مبدأ الترشيحات المشتركة لكأس العالم 2026 ، ومحاججا بأن كأس العالم لم يتم تنظيمها في منطقة الكونكاكاف منذ عام 1994، وقد اقترحت الاتحادات الكروية الثلاث على مجلس الفيفا دعم الاقتراح التالي :
- "بشرط أن يتم استيفاء جميع متطلبات التطبيق التقني التي وضعتها إدارة فيفا والتي وافق عليها مجلس فيفا، يوافق مؤتمر فيفا على اتخاذ القرار من حيث المبدأ بأن كأس العالم فيفا 2026 يمكن تنظيمه من قبل اتحاد أو أكثر من بين اتحاد كرة القدم الكندية، واتحاد كرة القدم المكسيكي، واتحاد كرة القدم الأمريكي.
- يضمن مؤتمر الفيفا العالمي ومجلس الفيفا وإدارة الفيفا استجابة ترشيح اتحاد أو أكثر من بين الاتحادات الكروية لكندا والمكسيك والولايات المتحدة الامريكية، للمتطلبات الفنية بحلول 31 مارس 2018 وتطلب من إدارة الفيفا تقديم تحديث ومراجعة حول هذا الموضوع قبل انعقاد مؤتمر الفيفا القادم.
- إذا لم يفي ترشيح واحد أو أكثر من هذه الاتحادات بالمتطلبات التقنية، فستتم إعادة فتح إجراءات التقديم لجميع الاتحادات الأعضاء في الفيفا وفقًا للشروط التي يحددها مجلس الفيفا.
في مؤتمر الفيفا في البحرين ، تمت مناقشة "فكرة السماح للعرض الأمريكي بفترة حصرية لمدة سنة واحدة"، وتأمين مصادر داخلية لاتحادات كرة القدم ، لكن اينفانتينو لم يرحب بذلك. "لقد كانت ثمة معارضة لهذ الفكرة، إذ تعالت أصوات من ممثلي الاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف) و الاتحاد الأوروبي لكرة القدم". تم رفض الفكرة نهائياً ، لكنها كانت الأولى من بين العديد من مؤشرات التأثير على عملية التقديم.
من الواضح أن الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة أراد قتل أي ترشيح آخر في مهده. ووفقًا لمصادر داخلية في الفيفا تواصل معها موقع لوديسك ، ففي حين وعد جياني إنفانتينو رسمياً بأن الترشيحات الخاصة بتنظيم كأس العالم لعام 2026 ستكون "شفافة وشفافة تمامًا" ، إلا أنه أشار بقوة وبطريقة غريبة نوعًا ما إلى أنه ينبغي أن تكون أقل كلفة، أما الأمين العام السابق للاتحاد الأوروبي فقد قال : "نريد أن نجعل تظاهرة كأس العالم مستدامة، لهذا السبب نحن نؤيد التنظيم المشترك على سبيل المثال ".
سيناريو معد سلفا؟
هذه هي الطريقة التي خططت بها الفيفا لقبول عروض التنظيم المشترك وبالتالي السماح بعرض أمريكا الشمالية للتقديم، في حين أنها مع ذلك تعتبر غير واردة سياسيا بسبب موقف الرئيس دونالد ترامب الحمائي تجاه المكسيك ، لا سيما فيما يتعلق بخططه لبناء جدار مع جاره الجنوبي.
إضافة إلى ذلك ، لاحظ الخبراء في القضية ، أن الفيفا استبعدت بالموازاة عرضًا مشتركًا محتملاً من المغرب وإسبانيا والبرتغال، وهي الدول الحدودية التي يفصلها مضيق جبل طارق فقط.
سيعلق موقع "بلاي دو غيم" المتخصص في اللعبة على القضية "لقد أعطيت الأولوية لعرض أمريكا الشمالية بشكل واضح قبل المغرب، حتى قبل أن يصدر قرار الفيفا بشأن تنظيم كأس العالم 2026. لأسباب مالية وسياسية، مما يبدو معه أن الفيفا تتجه بقوة لصالح منح "كأس العالم لأمريكا".
الخطوة التالية ستكون في حفل اطلاق استضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2026 في 18 مارس، عندما يتقدم المرشحان المغرب وأمريكا الشمالية بطلب للحصول الاستضافة عبر كتاب "40،000 صفحة". كما يصف أحد المقربين من الملف.
سيتم الإعلان عن الفائز في مؤتمر الفيفا القادم في يونيو، "ومع استمرار العملية، تستمر الأدلة على زيادة تحيز الفيفا تجاه العرض الأمريكي الشمالي".
هل كان السيناريو معدا سلفا؟ إذ اقتصرت العروض على دول خارج منطقتين (أوروبا وآسيا)، واللتين ستستضيفان كأس العالم 2018 (روسيا) و 2022 (قطر). ونظراً إلى أن أوقيانوسيا صغيرة جداً على تقديم عرضها، كما أن أمريكا الجنوبية يتوقع أن تترشح لاحتضان كأس العالم 2030، فإن الكونكاكاف فقط وأفريقيا كانتا في حالة تنافس. يشرح نفس المصدر فقد "أولت أمريكا الشمالية لترشيحها الأولوية وأخذت زمام المبادرة في دجنبر 2016"، كما أن لوبيات الضغط التي تعمل في ظل الفيفا سرعان ما شعرت أن إطلاق المغرب لترشيحه سيكون كأرنب سباق.
المغرب الذي قدم بالفعل أربعة عروض لاحتضان كأس العالم، لم يكن قادراً على إعلان نيته التقدم إلا بعد رفض الاقتراح الحصري الذي حاول الأمريكيون تأييده. وبحسب ما يصرح لموقع لوديسك أحد المطلعين على الملف، فقد اختارت المملكة "استراتيجية البخل في المعلومة عند الإبلاغ عن عرضها المفصل لفترة قصيرة ومكثفة".