logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
27.03.2019 à 20 H 42 • Mis à jour le 27.03.2019 à 20 H 42 • Temps de lecture : 1 minutes
Par

ما هي حصيلة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات الدينيين؟

بعد أربع سنوات من تأسيس هذا المعهد تطرح عدة أسئلة في الوسط الأكاديمي حول مدى نجاعة وفعالية هذه المؤسسة الدينية والتي تعتبر حجر الزاوية في السياسة الدينية للمغرب ولتوهجه على المستوى الدولي.

تأسس معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات الدينيين سنة2015، وبات في وقت وجيز أداة ديبلوماسية لتسويق سياسته الدينية على المستوى الدولي. وهكذا تم عقد عدة شراكات استراتيجية مع دول متعددة كفرنسا ومالي وباكستان وكوت ديفوار وعدة دول تسارع الى إرسال بعثاتها من الأئمة لأجل التكوين وفق النموذج الديني المغربي "الاسلام المعتدل".


ولقد وصلت قيمة رأس المال المستثمر في هذا المشروع الى 230 مليون درهم ثم تمت إضافة مبالغ أخرى سنة 2017، وتعتبر هذه المؤسسة " مشروعا رائدا يجسد الإشعاع الديني للمملكة وارتباطها بالمبادئ الاساسية للإسلام".


وفي مقال علمي نُشِرَ في 21 مارس، من قبل المعهد المغربي لتحليل السياسات، انكب الباحث والأستاذ المغربي سليم حميمنات الذي يعمل بمعهد الدراسات الافريقية بالرباط، على دراسة وتحليل مضمون تكوين هؤلاء الأئمة بالرباط. وركَّزَ على وجه الخصوص على التكوين الخاص بالأئمة الماليين في هذا المعهد، والمقرر منذ توقيع اتفاق باماكو بين البلدين في شتنبر 2013. وتوقف الباحث في مقاله على الفجوات والتحديات التي يواجهها هذا المعهد.


تكوين ومناهج دراسية مَوْضِعَ مُسَاءَلَة


أول إشكالية طرحها الأستاذ الباحث، تتجلى في التباين في المستوى بين الطلاب حيث يطرح صاحب المقال" تفاوت مستوى الطلبة داخل الفوج الواحد، سواء على مستوى التمكن من الحد الأدنى من العلوم الشرعية الذي يؤهل الطالب لمسايرة البرنامج التكويني المكثف، وأيضا على مستوى التمكن من اللغة العربية باعتبارها اللغة الأساسية المعتمدة في التكوين بالمعهد".


وهكذا اهتدى القائمون على ادارة المعهد سنة 2018، الى حل هذا المشكل عبر تفويج الطلبة الى ثلاث أفواج أخذا بعين الاعتبار مستوى الطلبة. ويحدد حميمنات الطريقة المتبعة في اختيار الطلبة قائلا :" يقوم هذا الأسلوب على توزيع الطلبة الأفارقة الملتحقين حديثا بسلك التكوين الأساسي على ثلاثة أفواج مختلطة يضم طلبة-أئمة من مالي وغينيا كوناكري والسينغال وساحل العاج. تم هذا التفويج  بناء على اختبار شفوي وكتابي لتحديد مستوى الطالب في مجال العلوم الشرعية واللغة العربية، كما تم أخذ خلفيتهم العقدية أيضا بعين الاعتبار".


ويكشف المقال عن الإشكالية الثانية التي تتجلى في عدم استفادة الطلبة خلال تكوينهم من مواد دراسية خاصة لها علاقة بتاريخ ومؤسسات والمجال الجغرافي الخاص ببلدهم الأصلي وتتلاءم وطبيعة السياقات الثقافية والانتماءات الهوياتية للأئمة ، رغم " التزام المعهد في برنامجه التكويني في الأطوار الخاصة بالأجانب، بإدماج دروس تخص اللغات (الفرنسية تحديدا) وتاريخ البلد الأصلي ومؤسساته ومعطياته الجغرافية العامة". و مازال التكوين بالمعهد يقدم تكوينا عاما في اللغة والتاريخ الاسلامي  ودراسة السنة النبوية والعلوم السياسية.


كما يعاني المعهد من شح في مواره البشرية، "بسبب نقص في الأطر المكونة. فالمعهد لا يتوفر على أطر بيداغوجية وأساتذة متفرغين قاريين بالمعهد، إذ جلهم يمارس أو يشتغل بمؤسسات دينية وجامعية أخرى".


استقطاب للأئمة من قبل القوى السياسية في بلدانهم الأصلية


وعند معاينة الباحث للوائح طلبة المعهد، لاحظ مجموعة من الشوائب، حيث ذكر في مقاله" هناك مشكلة أخرى تتعلق بنوعية وهوية الطلبة الماليين الذين تبعثهم سلطات باماكو للتكوين بالرباط. فالمثير للانتباه هو تكرر أسماء عائلية بعينها ضمن الفوج الواحد. وتَصْدُقُ هذه الملاحظة أيضا بالنسبة للأفواج من جنسيات أخرى. كما وقفنا على حالات لأفراد يظهر أن الغرض الأساسي لقدومهم للرباط، ضمن أفواج الأئمة الأجانب، كان هو الاستفادة من خدمات التطبيب والاستشفاء التي يؤمنها المعهد للأجانب، أكثر منه الاستفادة من فرصة التكوين (المستمر). مثل هذه الجزئيات والتفاصيل تدفعنا إلى الافتراض بأن المعهد مع مرور الوقت، صار يتجاوز وظيفته الأصلية كمؤسسة للتكوين وأخد يؤمن للمغرب شبكة للعلاقات العامة داخل عدد من البلدان الإفريقية".


كما أشار الباحث في مقاله الى الكيفية التي يتم بها انتقاء هؤلاء الأئمة في بلدانهم الأصلية والتي تعتمد على المحسوبية، " يبدو أن عملية الانتقاء للطلبة الأجانب الراغبين في التكوين بالمعهد، والتي تجري في بلدان الأصل، صارت تخضع بشكل واضح لحسابات إثنية وقبلية وحتى عائلية نعتقد أن مؤسسة دينية رائدة، بحجم معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، ينبغي أن تكون في منأى عنه".


أما الطريقة التي يتم بها استقطاب هؤلاء الأئمة لأغراض سياسية محضة، فقد وضحها الباحث مُسْتَدِلًا بالانتخابات المالية الأخيرة، "لقد عاينّا، مطلع عام 2018، كيف أن مجموعة الأئمة الماليين خريجي معهد محمد السادس برزوا كورقة مهمة في حملة انتخابية مبكرة بين إبراهيم بوبكار كيتا وأحد منافسيه من المرشحين للرئاسة بمالي.  فخلال شهر فبراير 2018، وعلى بعد شهور قليلة من استحقاقات الانتخابات الرئاسية جمهورية مالي، استقبل الرئيس المالي بالقصر الرئاسي بباماكو، وبحضور وزير الشؤون الدينية، الأئمة الماليين خريجي معهد محمد السادس لتكوين الأئمة الماليين. وفي الشهر الموالي، مارس 2018، قام أبو بكر جالو أحد المنافسين على رئاسة الجمهورية، بدعوة عدد من الأئمة خريجي المعهد بمرافقته إلى مدينة نيور للقاء الشيخ التيجاني بويا حماه الله، وذلك سعيا منه لكسب الدّعم “وتعزيز مشروعيته لخوض تلك الانتخابات".


وفي الختام، دعي الباحث السلطات المغربية الى تجويد تكوين الأئمة الأجانب والاهتمام بالمتابعة البعدية لمسار هؤلاء الخرجين. كما دعي السلطات المالية الى السعي لإدماج هؤلاء الأئمة، مشيرا الى مفارقة غريبة، "فشهادات التخرج من معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات لازالت غير معترف بها من طرف وزارة التربية والتعليم بدولة مالي، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مآل الخمسمائة إمام المتخرجين من المعهد خلال السنوات الخمس الأخيرة"...


لقراءة المقال الأصلي

©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite