محمد السادس ..النموذج التنموي لم يعد قادرا على تحقيق العدالة الاجتماعية

عاد الملك محمد السادس للتأكيد على فشل النموذج التنموي للدولة، جاء ذلك خلال رسالة موجهة للمشاركين في أشغال المنتدى البرلماني الدولي الثالث للعدالة الاجتماعية، الذي ينظمه "مجلس المستشارين تحت شعار "رهانات العدالة الاجتماعية والمجالية.
وأكد الملك في الرسالة التي تلاها مستشاره عبد اللطيف المنوني على أن النموذج التنموي "لم يعد قادرا على الاستجابة للمطالب والحاجيات المتزايدة للمواطنين، ولا على الحد من الفوارق الاجتماعية والتفاوتات المجالية، وبالتالي على تحقيق العدالة الاجتماعية".
ودعا محمد السادس إلى مراجعة هذا النموذج، معتبرا إياها "أكثر من مجرد إصلاحات قطاعية معزولة، إعادة ترتيب بعض الأوراش الاقتصادية والبرامج الاجتماعية"، وإنما بلورة رؤية مندمجة للنموذج السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولمنظومة الحكامة المركزية والترابية، في كل أبعادها، بما في ذلك المنظومة القانونية التي تؤطره.
واعتبر محمد السادس في رسالته أن إنجاح أي تصور يبقى رهينا بتغيير العقليات، وإصلاح الإدارة العمومية، لأنه "لا يمكن تحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي حقيقي، دون قيام المرافق العمومية بمهامها في خدمة المواطن وتحفيز الاستثمار، لاسيما مع تنامي الدور الذي تقوم به الجهات والإدارة المحلية ومراكز الاستثمار وغيرها، في النهوض بالعملية التنموية".
ودعا محمد السادس كل القوى الحية بالبلاد إلى المساهمة في صياغة المشروع التنموي الجديد، مؤسسات، أحزابا ونقابات، ومجتمعا مدنيا، وهيآت مهنية.