محمد السادس في الإمارات: زيارة خاصة أم زيارة عمل

"زيارة عمل وصداقة" يقوم بها الملك محمد السادس لأبو ظبي، كان هو العنوان الذي نشرته العديد من الوسائل الإعلامية المغربية في نفس الوقت، دون أن تشير لمصدر الخبر، حيث اكتفت فقط بالحديث عن كون "المغرب يحافظ على علاقات عريقة وكثيفة مع الإمارات".
لكن التعابير المستخدمة من طرف الدبلوماسيين كانت غامضة أو بالأحرى غير واضحة، حيث فسرت الأمر على أنه يتعلق بزيارة رسمية تحت مسمى زيارة دولة، بينما لم يقم الديوان الملكي، كما اعتاد في مثل هذه الظروف، بتقديم أي معطيات حول الوفد المرافق للملك أو حول من ينتظره عند وصوله من أجل مراسيم استقباله.
نفس الصمت من الطرف الإماراتي، الذي لم يعلن عن تواجد الملك محمد السادس على أراضيه، أو عن الأنشطة والمراسيم المفترض القيام بها مع المسؤولين المحليين.
العلاقات مع الإمارات متوترة بسبب قطر :
يأتي هذا التنقل المحاط بالكثير من السرية في ظروف خاصة، حيث تميزت العلاقات المغربية الإماراتية مؤخرا ببعض البرود، وليس فقط مع الإمارات وحدها، بل أيضا فيما يخص العلاقات مع جارتها المملكة السعودية أيضا. إذ فرضت المملكتين (السعودية و الإمارات) حصارا على قطر، وقد لوحظ تعامل المغرب مع هذا الأمر بنوع من الحياد الايجابي، الشيء الذي لم ترحب به كثيرا التحالفات الأخرى في المنطقة.
هذا، وقد ساندت الإمارات المملكة السعودية في التصويت ضد تنظيم المملكة المغربية لكأس العالم 2026، في حين عبرت قطر عن دعمها الكامل للمغرب.
في 24 غشت الماضي، قدم علي سالم عبيد بن ونيس الكعبي، السفير الإماراتي الجديد، رسالة اعتماده للملك بعد سبعة أشهر من الانتظار منذ 29 مارس عندما توصل بها الكاتب العام لدى وزارة الشؤون الخارجية، محمد علي الأزرق، الشيء الذي بدا كإشارة جيدة سبقت الزيارة الملكية للإمارات.
وتجدر الإشارة إلى أن آخر زيارة قام بها العاهل المغربي للإمارات كانت في نونبر 2017، حيث حضر افتتاح متحف اللوفر بأبو ظبي إلى جانب الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون وولي العهد ووزير الدفاع الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.