محمد صدقي: الشرف معطى وهمي مرتبط بالمسائل الذهنية والعقدية

قال الباحث المغربي محمد صدقي إن مفهوم الشرف معطى وهمي مرتبط بالمسائل الذهنية والعقدية، والزمن الذهني بطيء التطور، ما يستلزم دراسة هذا المفهوم ضمن تاريخ المراحل الطويلة، مضيفا ضمن لقاء خاص نظمته شعبة التاريخ بكلية الآداب عين الشق لمناقشة خلاصات أطروحته المعنونة ب "موقع الشرف في التجارب السياسية والمذهبية لدول العصر الوسيط من 317هـ/929م – 759 هـ/1358م"، أن مفهوم الشرف كان يتلون باختلاف السياقات المفرزة له ولنه يحافظ على بنية ثابثة تقاوم كل المتغيرات الطارئة.
ولاحظ الباحث أن عقب الأسر التي حكمت المغرب لا نعرف عنه شيئا بما فيها السعديين، باستثناء الأدارسة، وهي الخاصية التي تميز بها ما يمكن تسميته "بالشرف الادريسي" حتى أنها حولتها إلى نوع من "الشرف" أصبح له ما يبرره في الذاكرة الاجتماعية للشرفاء وارتبطت بالموقع الاجتماعي المتميز والمرتبط بالمرجعية العقدية حتى أصبحت إرثا ثقافيا مشتركا مع عوامل أخرى كالصلحاء.
وأشار الباحث إلى تعدد المصادر التي تناولت أخبار الشرفاء، ما تطلب جهدا تطلب سنوات ناهزت التلاثين، ملفتا الانتباه إلى أن المصادر الوسيطية ضاع أغلبها ليسرد حوالي 26 مصدرا مهما ضاع ولم تصلنا منها إلا شذرات في مؤلفات أخرى، وقال الباحث أن مفهوم الشرف سيترسخ في مصر أساسا مع الدولة الفاطمية التي ارتكزت على الدعوة لآل البيت، ليصل المفهوم إلى المغرب من مصر بعد سقوط الدولة الفاطمية، وخاصة بع ظهور حركة المهدي بن تومرت الذي أعلن مهدويته ليرتكز على مفهوم النسب الشريف.
وأكد الباحث على تنوع مفهوم الشرف والشرفاء وتداخلهما مع مجالات معرفية عديدة تقتضي بحثا عميقا وإعادة قراءة هذا المفهوم في تطوره التاريخي وتحولاته، بالنظر للأهمية التي لازال يحضى بها.