معتقلون سابقون يهاجمون فيلم دوار البوم قبل عرضه ..والمخرج يعتبر الهجوم تجني عليه

تعرض فيلم كيليكيس دوار البوم للمخرج عز العرب العلوي لهجمة من طرف بعض من حقوقيي ومعتقلي سنوات الرصاص، هجمة تأتي قبل عرض الفيلم بسبب ما قال عنه المنتقدون أنه تبخيس لما حدث خلال سنوات الرصاص، مصطفى المرزوقي المعتقل السابق في تزمامرات لمدة 18 سنة، كان أول المنتقدين للفيلم، إذ خرج في تصريح لقناة الحرة معتبرا ان "الفيلم قفز على معاناة للضحايا، لأن الحراس كانوا يتمتعون بامتيازات كثيرة، وإذا استثنينا ثلاثة أشخاص نحن مدينون لهم بكل شيء..فالكل كان جلادا من الطراز الرفيع".
من جهته هاجم مصطفى المنوزي المحامي ورئيس المنتدى المغربي للحقيقة والانصاف الذي يستعد لمغادرة رأسه، واعتبر المنوزي أن الفيلم يشكل تبخيسا وتقزيما لما جرى مضيفا انه يجب "الحذر والتحذير من مغبة مقارنة الوضع الذي يعيشه حاليا بعض من كلفوا بحراسة ضحايا جحيم تزمامارت مع وضع هؤلاء الاخرين والاحرى الاعتراف بتماثل الحالات"
ولم يتأخر رد المخرج عز العرب العلوي عبر تدوينة فيسبوكية اعتبر فيها ان مأساة المعتقلين هي الأصل في الحكاية، ف"هم النواة الاساسية التي تدور على رحاها كل الوقائع .. فقط اخترت مقاربة هذا الموضوع من الزاوية التي عايشتها وخبرت بعض خباياها وهي حياة الحراس الخارجية وعلاقاتهم الاجتماعية والنفسية."
وأضاف العلوي أن اختياره لهذه المقاربة السيميولوجية هو تكريم للمعتقلين ذلك ان الفيلم "لا يظهر لنا تعذيب المعتقلين في لحظاتها الانية ولكننا نشعر بآثار هذا التعذيب ونتائجه على وجوه الحراس ومعاناتهم النفسية، وهذا لعمري اقوى وابلغ من الاسلوب الكلاسيكي الذي يعتمد الاسلوب المباشر في التبليغ.. بل ذهب الفيلم ابعد من ذلك في جعل الحارس يتمنى حياة المعتقلين لكي ينعم براحة البال وهناء الضمير".
وأنهى المخرج رده على المرزوقي بالقول ان الفيلم يمثل وجهة نظر شخصية "ولعل ماأراه ايجابيا في الموضوع هو ضرورة استغلال الظرف الحقوقي المتميز الذي نعيشه ونرسخ من خلاله ثقافة حقوق الانسان حتى نقطع مطلقا مع تلك المرحلة المظلمة من تاريخ المغرب".
وتساءل مخرج فيلم دوار البوم خلال رده على مصطفى المنوزي هل سبق لهذا الأخير او للمرزوقي قبله أن شاهدوا الفيلم أو اطلعوا حتى على ملخصه، وزاد قائلا "لا أظن أنكم فعلتم بل اطلقتم سهامكم نحوي كأنني اقترفت جريمة في حقكم" وأضاف عز العرب العلوي "ياسيدي اني اتحدث في الفيلم عن المعاناة النفسية للحراس خارج المعتقل الشيء الذي لاعلم لكم به"، واعتبر المخرج أنه أراد عدم التأثر بكل ما كتب عن المعتقل حتى يحافظ على أصالة الفكرة التي يحمل، "لم اكن أريد أن أتأثر بما كتبتم لان ما اختزنته ذاكرتي الطفولية لحراس المعتقل وما تسرب من افواههم ونحن صغار نلعب مع اطفالهم هناك في المغرب غير النافع، كان كافيا بالنسبة لي لكي انجز سيناريو من وجهتي الخاصة عن الموضوعّ.
وختم العلوي رده على المنوزي بتوجيه دعوة مفتوحة له وللمرزوقي لمشاهدة الفيلم والنقاش حوله عوض "التجني".
جدير بالذكر أن فيلم دوار البوم يعالج معاناة المعتقلين في جحيم تزمامارات خلال ما عرف بسنوات الرصاص عبر معالجة سيميولوجية تركز على معاناة الحراس وسكان الدوار القاطنين قرب المعتقل كمدخل لتصوير الوضع العام الذي يحيط بالمعتقل وذاكرته، وقد خلفت عرضه الأولى تفاعلا إيجابيا بسبب اللغة البصرية التي وظفها المخرج في فلمه الذي أنجز بدعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.