S'abonner
Se connecter
logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
01.06.2018 à 11 H 04 • Mis à jour le 01.06.2018 à 11 H 04 • Temps de lecture : 1 minutes
Par

من أجل خلافة إسلامية جديدة

ماذا لو كان التهديد الإرهاب والحرب الأخيرين في سوريا، فرصة لإنتاج نموذج جديد للمجتمع العربي؟ نموذج واقعي، شامل ووفي للهوية العربية؟ بلا شك سيكون الجواب نعم.


إنها أكثر من مجرد فرصة، بل هو واجب جيلنا، الذي عليه، على وجه السرعة، أن يملأ الفراغ الذي يخلفه الإرهاب، والتواجد عبر رؤية واضحة وقيم مشتركة ومشروع شامل، مما يوفر للجميع إمكانية اكتشاف الذات وتقييم النفس وتطوير الإمكانات الشخصية.


نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في نموذج مجتمعنا الذي أبان عن محدوديته، والتجرؤ على طرح الأسئلة الجوهرية من قبيل : ما هو التوازن الذي يمكن أن يوجد في جعل الدين أساساً لرفع مستوى التفكير النقدي والتحرر الفكري؟ ما هو نموذج الاندماج الذي نريده : إقليمي أم عربي؟ في المغرب أيضاً، أي مجتمع نريد لأبنائنا وبناتنا؟ كيف نعيد دمج الأحياء الهامشية في مجتمعنا؟ كيف يجب أن تساهم المدرسة في ضمان حق ارتقاء السلم الاجتماعي للجميع؟ ما المكان المناسب للعلم والثقافة؟ بالإضافة إلى أسئلة كثيرة ومعقدة... غير أن قدرتنا على الإجابة عليها تبقى مدهشة ! إذ لدينا من المواهب والموارد ما من شأنه العثور على إجابات لهذه القضايا شريطة أن تتم تعبئتها.


يجب القول أنه حان الوقت للرد المسلح في مواجهة الإرهاب الذي يستهدفنا، دون إغفالنا أيضا التعبئة الفكرية والسياسية لجميع القوى الحية. نعم، من الضروري تدمير الجماعات الإرهابية وأتباعها، لكن من الضروري أيضًا تحليل وإدراك المصادر التي تغذيها، مع وجوب طرح الاختلالات والخروقات التي تجعل من القتلة المتعصبين يستفيدون من دعم فئة معينة من السكان، وتجدر الإشارة أنه في أفريقيا اليوم، كما في أوروبا، على أساس هذا التحليل العميق والمستمر، يمكننا أن نبني بشكل جماعي نموذجًا واقعيًا للتنمية، شامل ووفي للهوية العربية، داخل المغرب كما بباقي الدول العربية الأخرى.


إن أصل الداء معروف الآن : تدخل الولايات المتحدة المتواصل وجزء من العالم الغربي، منذ تقسيم الشرق الأوسط وصولاً إلى اتفاقيات سايكس بيكو سنة 1916، وحتى وقت قريب في سوريا والعراق أو في الصومال، مما ترتب عنه خلق فوضى إقليمية غير مسبوقة. كما أن الإرهاب انتعش بالإحباط والإذلال الذي ساهمت به القوى الغربية بالترحيب من بعض الأنظمة العربية، الشيء الذي ساهم إلى حد كبير في ظهور الجماعات الإرهابية المدعومة أحيانا والمسلحة والتي يتحكم فيها الغرب، إلى جانب زعزعة استقرار الأنظمة غير الديمقراطية، والتي وفرت إلى حد ما بعض الاستقرار، كل هذه العوامل سارعت إلى انهيار الحدود ونمو هذا "الوحش" المسمى بالإرهاب الذي نواجهه اليوم على حد سواء نحن العرب أو الغربيون. ومع ذلك، فمن السهل للغاية مجابهة الغرب بمسؤولياته وإعادة كتابة الماضي دون التشكيك في الهوية والفراغ الثقافي الذي يواجهه العالم العربي اليوم.


يلخص أمين معلوف جيدا هذا الواقع الغير معترف به : "إن مصدر أعمال الإرهاب يتجلى في التفكك السياسي والمعنوي للعديد من الدول العربية والإسلامية... وتعد المأساة هنا عميقة وعلى امتداد واسع جدا، بحيث يلزم التغلب عليها عقودا كاملة ". قبل أن أواصل : "ما زلت مقتنعا بأنه كان بإمكان العالم العربي أن يساهم في الحضارة المعاصرة كما فعل منذ قرون، فمن جهة يمكن القول أنه ليس خطأه، و من جهة أخرى بسبب خطأ الآخرين، حيث أنه لم يعرف كيف يسلك هذا الطريق، أي بدلاً من أن يصبح قطبًا للتقدم، وجد نفسه في قبضة انحدار لم يسبق له مثيل. فكاد الربيع العربي أن يشكل هذه الانتفاضة، إلا أنه لم يكتب له أن يكون كما أريد له. "لذلك دعونا ننتقل إلى المستقبل ونساءل أنفسنا بخصوص الأسئلة الراهنة. لماذا لم تعد حضارتنا العربية مشعة؟ ما معنى أن تكون عربيا اليوم ؟ وما معنى أن تكون مسلما؟ ما هو حال الواقع المغربي؟ ماذا يجري في فرنسا؟ في أي مجتمع عربي وفي أي عالم نريد أخيراً أن نعيش؟ ما معنى القول بمجتمع إسلامي حديث في القرن الواحد والعشرين؟ في أوروبا، كيف يتوجب على مغاربة العالم، وبشكل عام العرب، أن يوفقوا بين اعتقادهم المسلم ومواطنتهم داخل بلدان إقامتهم؟ للإجابة على هذه الأسئلة والعديد من الأسئلة الأخرى الكثيرة، فضلت العديد من الشخصيات النافذة -لضعف موقفهم حول العالم- عدم طرح الأسئلة الحساسة.


في مجتمع يواجه صعوبة في النقاش بهدوء والتكيف مع التطورات الحالية، فإن الشعب على العكس من ذلك يحتاج إلى مرجعية قوية، بعيدة كل البعد عن التشويهات الإعلامية وطبقة سياسية سيئة السمعة. هنا وجبت الإشارة إلى أن استجابة إيطاليا بهذا الخصوص، تعد تجربة جديرة بالاقتداء. إذ قرر ماتيو رينزي، مباشرة بعد هجمات باريس، أن يستثمر بشكل كبير داخل الحقل الثقافي لمكافحة صعود كل التيارات المتطرفة. فماذا عنا نحن العرب؟ شجبنا الإرهاب بالقول "هذا ليس إسلاما" ضرورة ملحة، لكنه لم يعد كافياً، لا ندع الآخرين يخبروننا عمن نحن : لنحاول بهدوء وضع هويتنا العربية وقيمنا على طاولة الحوار.


لجعل المغرب منارة للعالم العربي الجديد نقترح من أجل ذلك أن يعطي المغرب المثال ويشارك على أعلى مستوى في إنشاء "مجموعة الدعم المجتمعي"، تجمع بين حاملي المشاريع وصناع القرار والفنانين إلى جانب كل من المفكرين و الباحثين و الطلاب وكذا الجمعيات والمغاربة المقيمين بالخارج ... حيث يمكن لهذه الفعاليات المناقشة وبكل حرية، داخل منتديات محايِّدة سياسياً، القضايا الراهنة التي تهم المجتمع المغربي والعربي بشكل عام، والتي من شأنها تحديد قضايا الغد، لنحلل بإخلاص وبصدق أسباب تفكك المجتمع العربي.


سيتعين على وسائل الإعلام أن تلعب دورها كوسيط بشكل كامل، من أجل توضيح عديد من القضايا ووضعها في منظورها الصحيح، وكذلك بغية توعية وتحفيز التفكير الحر والحلول المقترحة. ويتوجب هنا، على الدولة أن تضمن أن ما أنتجته هذه المجموعة من قراءات، سوف يتم أخذه بعين الاعتبار لصياغة دستور تحرري وإرشادي وإعماله بكل الوسائل الضرورية.


نشير هنا إلى أن المغرب يمتلك الشرعية والنفوذ اللازمين لحمل هذه الحركة الفكرية خارج حدوده، تحديداً ببلدان الخليج وأوروبا. فالشباب في الرياض أو أبوظبي أو الدوحة يستحق أفضل من نموذج غير ديمقراطي، حيث يتجاوز عدد موظفي الخدمة المدنية تكلفة العمل وحيث تستخدم إيرادات النفط في غالب الأحيان لتمويل عقود الأسلحة بدلاً من بناء الجامعات أو مراكز البحث.



لنمد أيدينا لسكان الملكيات البترولية، كونها تعد جزء من هويتنا وتاريخنا، قصد المساهمة إلى جانبهم في بناء النموذج العربي المستقبلي، فالشباب الفرنسيين من أصول عربية القاطنين بالمقاطعة 93 أو داخل أحياء سان إتيان أو تولوز، يستحق معاملة أفضل من أن يشبه بمحمد مراح، دعونا نبني إلى جانبهم، هذا النموذج العربي الجديد الذي سيتيح لهم إعادة التعريف بهويتهم ومكانتهم، إيجابياً، داخل بلدهم : فرنسا.


فالمجتمعات العربية، اليوم، أمام واقع مسؤولياتها ليس لديها خيار سوى القيام بثورتها الثقافية والإيديولوجية، سواء رغبنا في ذلك أم لا، أو أن نعتقد بأن الأمر معقد أو وهمي. لا يجب أن ننتظر الحلول التي يقدمها لنا السياسيين : لنأخذ على عاتقنا مستقبل العالم العربي والعالم بكل بساطة ! لنجعل من ثوراتنا الكوبرنيكية فردية وجماعية، كبيرة وصغيرة، راهنة وطويلة الأمد، لنحدد النموذج الجديد للمجتمع العربي ثم لنتحلى بالجرأة والصرامة في جعله قابلاً للحياة. لنعتبر "داعش" نقطة التحول في حضارتنا، ونقوم باقتراح "خلافة إسلامية" أخرى تقوم على الذكاء والحرية والانفتاح والاحترام المتبادل. وأن ننقل، من أجل ذلك، التأثير العربي للرقة إلى القاهرة ومن الموصل إلى فاس، من شمال شرق نيجيريا إلى تونس ومن الغوطة إلى بيروت...

©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.