قضية الصحراء.. مجموعة الـ « بريكس » تدعم جهود دي ميستورا لاستئناف الحوار بين الأطراف المعنية

عقدت مجموعة دول الـ "بريكس" (روسيا، الصين، الهند، جنوب إفريقيا والبرازيل)، أمس الأربعاء في العاصمة الجنوب إفريقية، لقاء تشاوريا حول قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بينها ملف الصحراء.
وحسب بيان للدبلوماسية الروسية، فقد ركّز هذا اللقاء على "تطور الأوضاع في السودان وسوريا ولبنان واليمن والعراق وليبيا والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية والصحراء الغربية، وكذا في منطقة الخليج الفارسي".
وجاء في بيان الخارجية الروسية أن "المشاكل التي تواجه دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يجب أن تحل وفقا لقواعد القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة، على أساس مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادتها وسلامة أراضيها".
وأكدت دول المجموعة عزمها على "مواصلة التعاون وتعميق الحوار السياسي من أجل إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية توافقية وتعزيزها للأوضاع المتأزمة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، يتابع بيان الخارجية الروسية.
ويشار أن اللقاء الذي ترأسته، نائبة وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب افريقيا، كانديث ماشيغو دلاميني، حضره الممثل الخاص روسيا لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب رئيس الدبلوماسية الروسية ميخائيل بوغدانوف، إلى جانب الممثل الخاص للحكومة الصينية للشرق الأوسط، تشاي جيون، ونائب وزير الخارجية البرازيلي لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، كارلوس دوارتي، والمكلف بشؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا في الخارجية الهندية، براديب راجبوروهيت.
وفي السياق ذاته، جاء في البيان المنبثق عن هذا اللقاء أن المندوبين المشاركين، "شددوا على الحاجة إلى تحقيق حل سياسي دائم ومقبول للطرفين لمسألة الصحراء الغربية وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وأعربوا عن دعمهم الكامل لتنفيذ بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو). كما أعربوا عن دعمهم الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية (ستافان دي ميستورا، المحرر) ولجهوده لدفع العملية السياسية التي ستؤدي إلى استئناف الحوار بين الأطراف المعنية".
وعقب اللقاء التشاوري للمجموعة، قالت نائبة رئيس الدبلوماسية الجنوب إفريقية إن مجموعة "بريكس" يجب أن تدعم "الحاجة إلى تحقيق حل سياسي دائم ومقبول للطرفين لمسألة الصحراء الغربية وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وبناءً على ذلك، يجب أن نعرب عن دعمنا للتنفيذ الكامل لولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، والتي ستعالج في نهاية المطاف إحدى قضايا إنهاء الاستعمار المتبقية في القارة الأفريقية"، حسب تعبيرها.
ويذكر أن الجزائر تقدمت رسميا في نونبر الماضي بطلب الانضمام إلى الـ "بريكس"، حضي بموافقة صينية وروسية، إذ ترغب الجارة الشرقية في توسيع حضورها في الساحة الدولية في سياق التحالف الاستراتيجي بين الرباط-واشنطن-تل أبيب، إضافة إلى رغبتها في الاستفادة من الموارد المالية والاقتصادية التي يتيحها هذا التشكيل الدولي، في سياق تداعيات جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا على العالم.
وتتشارك الجزائر العديد من القواسم المشتركة مع الدول العضو في هذه المجموعة الدولية، على مستوى السياسة الخارجية، كما رفعت من تقاربها السياسي خلال السنوات الماضية مع موسكو وبكين، بينما تراجعت علاقاتها مع بلدان الاتحاد الأوروبي، خصوصا مع إسبانيا على ضوء موقف مدريد الجديد من قضية الصحراء، ناهيك عن الهزّات المتتالية التي أصابت علاقاتها مع باريس.
وليست الجزائر هي البلد الوحيد الذي يطمح إلى الالتحاق بهذا التكتل الذي يمثل 41 في المائة من ساكنة العالم، و24 في المائة من الاقتصاد العالمي و16 في المائة من التجارة الدولية، إذ صرّح دبلوماسي روسي أمس الأربعاء أن نحو 19 دولة أبدت اهتمامًا بالانضمام الـ "بريكس"، ومن المرتقب أن تعقد دول المجموعة اجتماعا موسعا في كيب تاون يومي 2 و3 يونيو لمناقشة توسيعها.
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.