S'abonner
Se connecter
logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
24.05.2019 à 21 H 11 • Mis à jour le 24.05.2019 à 21 H 11 • Temps de lecture : 1 minutes
Par

من هو الجنرال أحمد قايد صالح؟

Gaïd Salah, ex-chef d’état-major de l’armée algérienne depuis 2004. DR

إنه الرجل الأقوى بالجزائر والصوت الوحيد الذي يجيب الملايين من المحتجين، إنه الجنرال قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني وممثل ونتاج "النظام" القائم، نظام بات الجزائريون يكرهونه ويمقتونه. فهل سيختتم مسيرته بقيادة البلاد نحو الديموقراطية؟


إنه الصوت الوحيد لنظام صامت منذ قرابة ثلاث أشهر. فقبل الاستقالة القصرية لعبد العزيز بوتفليقة في الثاني من أبريل الماضي، سمحت بِضْعُ رسائل منسوبة للرئيس بالإجابة على الملايين من المتظاهرين، رسائل أشعلت فتيل ثورة لا مثيل لها منذ الاستقلال سنة 1962 عوض أن تطفأها. ومنذ ذلك الحين و"النظام" غائب ومغيب، لا خطاب من الوزير الأول بدوي ولا تصريح من أحد وزراءه، فقط تصريح مقتضب للرئيس بالنيابة، بن صالح، لإعلان تنظيم انتخابات 4 يوليوز.


رجل واحد فقط يظهر على الساحة ويخاطب الشعب، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي. في سن 79، يجد الجنرال قايد صالح نفسه على رأس البلاد وفي مواجهة يومية مع الشعب الجزائري العازم على الحصول على انتقال ديموقراطي يتخلص من خلاله من كل وجوه السلطة المرتبطة بنظام بوتفليقة.


أسبوع بعد أسبوع، يخرج الملايين من المحتجين في الشوارع كل يوم جمعة، حاملين شعار" فليرحلوا جميعهم". ويومه الاثنين أو الثلاثاء، بمناسبة تنقل للجيش يظهر قوته والسلطة المطلقة لقائده، يرد قايد صالح. إنه يجسد نظام ما بعد بوتفليقة والثورة التي تجتاح البلاد.


خطاباته تشبه في أسلوبها ما عهدناه من خطابات السوفياتيين في الستينيات، خطابات رسمية وجافة لكن محسوبة ومضبوطة، الجنرال يشد الحبل تارة ويفلته تارة، تهديدات وانفتاح، خطوط حمراء وتنازلات. النتيجة؟ ليس هناك إجابة عن السؤال الوحيد الذي يؤرق الجزائريين : هل سيفرض الجيش، العمود الفقري للنظام السياسي القائم، اختياره على الشعب مثلما فعل منذ1962؟ أم سيترك سيرورة الثورة تقود الشعب نحو "الديموقراطية والحرية "التي يصبو إليها الجزائريون منذ زمن؟


إنه بلد بأكمله رهين باختيار جنرال كهل وبقيادة أركانه. ولحد الآن كان الرجل يوصف كشخص صريح وفَظٍّ وسريع الغضب تجاه ضباطه، لكنه مُطِيعٌ ولَبِقٌ مع الرئيس بوتفليقة الذي وعده بشكل علني "بدعمه اللامحدود".

لكن الجنرال الذي أرغم الرئيس على تقديم استقالته، بات يمسك بزمام الحكم بمفرده. لقد قضى على عشيرة وحزب سعيد بوتفليقة وهدد بشكل علني الجنرال السابق مدين "توفيق"، الذي كان رئيس المخابرات لمدة 20 سنة والمتهم حاليا بالتآمر خفية ضد الجيش. وسعى الى أن تأخذ التحقيقات مجراها وتُسَرَّع في حق رجال أعمال نافذين مرتبطين بدائرة بوتفليقة.


فهل يحاول قايد صالح انقاد ما يمكن إنقاده من "النظام" الذي هم نفسه نتاج له، باستبعاده واقصاءه لوجوه النظام التي يطالب الشعب بإسقاطها أم أن له طموحات سياسية جديدة؟


Abdelaziz Bouteflika parlant avec le chef d'état-major général Ahmed Gaid Salah. RAMZI BOUDINA / REUTERS


"إلى متى يسعني أن أدوم لكم؟ 10 أو 15 سنة؟" إنه السؤال الذي كان يطرحه بشكل دوري على ضباطه حين وصل الى سن الإحالة على التقاعد. لقد شغل الجنرال منصب رئيس أركان الجيش منذ 2014، ومنصب نائب وزير الدفاع منذ 2013، وهو يشكل مع الجنرال علي بن علي قائد الحرس الرئاسي آخر ثنائي لقدماء جيش التحرير الوطني المزاولين لمهامهم بعد.


" أتمنى أن يكون له الحكمة في أن يترك صناديق تقرر بنفسها خلال اقتراع 2019"، هكذا صرح الجنرال رشيد بن الياس قائد سابق للبحرية وسكرتير عام لوزارة الدفاع في الثمانينات. كان ذلك منذ سنتين أي في ماي 2017، لما كان مشروع عهدة خامسة مجرد حبر على ورق. وكخبير بخبايا النظام، علم رشيد بن الياس أن سلطة بوتفليقة مستمدة من دعم رئيس أركان الجيش.


يعود أصل قايد صالح إلى عين ياقوت المتواجدة في ولاية باتنا التي تبعد ب390 كيلومتر شرق الجزائر. ولد الجنرال في 13 يناير 1940، والتحق بصفوف جيش التحرير الوطني وهو يبلغ 17 ربيعا. وعين سنة1957، قائد كتيبة على الحدود التي يقودها هواري بومدين وبقي في قاعدة الجيش الوطني المتواجدة بتونس حتى الحصول على استقلال البلاد. ثم قاد بعد ذلك وحدة شاركت في الحرب العربية ضد إسرائيل سنة 1967 والمسماة "حرب الستة أيام"


وما بين 1969 و1971، استفاد من تكوين في المدفعية بالأكاديمية العسكرية السوفياتية بفيستريل. وفي سنة 1972، حصل قايد صالح على أول مركز مهم في الجيش، إذ تم تعيينه حتى سنة1976، قائد منطقة العمليات، مركز المنطقة العسكرية 3 على الحدود مع المغرب والصحراء الغربية.


" فليعد تكوينه في الأكاديمية العسكرية !"

صادفت هذه الفترة الت قضاها قايد صالح على الحدود المغربية، فترة استرجاع الصحراء المغربية. إذ فقد خلالها وحدة كاملة بأمغالا، وهي واحة كانت تحت سيطرة جبهة البوليزاريو، في يناير 1976، وكانت الوحدة تضم 109 جنديا وقد تم القضاء عليها بأكملها من قبل القوات المغربية. وإثر هذه الحادثة سيتم تهميش الجنرال لقرابة عشر سنوات.


وذكر خالد نزار، وزير الدفاع السابق في مذكراته حول هذه المرحلة العسيرة للجيش الجزائري" بإرسالها لجنود الى الصحراء الغربية، رفضت الجزائر التسليم بالأمر الواقع. لقد احتلت عسكريا مناطق حيوية ومتباعدة عبر القطاع الصحراوي. وهكذا تم احتلال غلتا زمور وبئر مغرين وأمغلا وبئر لحلو وتيفاريتي ومناطق محورية أخرى من قبل وحدات الجيش الوطني. ولكن هذه الاختيارات تمت بغض النظر عن ما يمليه التفكير السليم وبدون أي فكرة عملية أو استراتيجية تخص الكيفية التي ستدافع بها هذه الوحدات عن نفسها. إذ في حالة مهاجمة إحداها لم تكن باستطاعة الوحدات الأخرى أن تهب لنجدتها".


وتأثرت مسيرة الجنرال سَلْبًا بهذه الحادثة. فحسب عدة روايات لعسكريين قدامى، فقد غضب الرئيس بومدين غضبا شديدا وأمر بتغييرات في قادة القطاعات العملية " فليذهبوا لإعادة تكوينهم مع الضباط المتدربين ".


وهكذا تم تعويض قايد صالح بالأمين زروال الذي سيصبح في ما بعد رئيس للبلاد في فترة ما بين 1994 و1999. وتمت تسميته في منصب مدير مركز تكوين الضباط الاحتياطيين في بليدة. وسيظل هناك معزولا ويأكل الخبز الجاف لسنوات عديدة. ويفسر أولائك الذين خدموا تحت إمرته "تعاطفه" مع الشباب المجندين بأحداث أمغالا. "لقد ظل الأمر يثقل كاهله ويؤرق ضميره". ويصرح أحد المراقبين أن "هذه الخسارة زادت من "كراهيته" للمغرب. ويظهر ذلك من خلال الاسلوب الصارم الذي يتحدث به عن "العدو الخارجي" في خطاباته التي يقوم بها خلال زياراته التفتيشية للوحدات المتواجدة على الحدود مع الجار الغربي".


Gaïd Salah lors d'une tournée d'inspection dans la région militaire de Constantine. APS


إن هزيمة أمغالا جثمت بكل ثقلها على مسيرته. وكبحت ترقيته مقارنة بضباط من جيله الذين ساهموا في حرب التحرير وحرب العرب. هؤلاء تم تنصيبهم كجنرالات وقادوا الجيش في الثمانينات، على غرار خالد نزار وعبد المالك غنييزة وللأمين زروال.


ويرجع الفضل في خروجه من هذه الدائرة المفرغة الى الامين زروال. وحسب مصدر أمني طلب عدم الإفصاح عن هويته " لقد ساعده ضابطان آخران خدما تحت إمرته وكان لهما الفضل في دخوله من جديد الى الدوائر العليا للقيادة ويتعلق الأمر بمحمد بيتشين، المندوب العام للوقاية والأمن حتى سنة 1990، ومحمد مدين "توفيق" الذي سيصبح مدير الاستخبارات والامن".


حدثت هذه الاحداث عقب إعادة هيكلة " الأمن العسكري"، جهاز الاستخبارات الجزائرية، أي سنة قبل أحداث أكتوبر 1988، التي هزت رئاسة الشادلي بن جديد وقلبت رأسا على عقب القيادة العسكرية. وهكذا سيعين قايد صالح قائدا للمنطقة الجنوبية العملية بتندوف في المنطقة 3، والتي كانت تحت قيادة الامين زروال وأصبح نائبه في المنطقة 5.


وبهذا صعد قايد صالح سلم التراتبية العسكرية ليعين جنرالا سنة 1990، تم قائدا عاما سنة 1993، تم بعد ذلك تم تسليمه قيادة القوات البرية سنة 1994." لم يحقق الجنرال إنجازات كبرى، لكنه يشهد له بالانضباط " هكذا يصرح أحد كبار الضباط المتقاعدين." إنه متعجرف ومتسلط. وهي صفات تمكنه من فرض الانضباط بين الضباط ليس إلا" يصرح وزير سابق تعامل معه في ما مضى.


لم يثر قايد الانتباه خلال التسعينيات، "العشرية السوداء" التي نتج عنها 150.000 ضحية والآلاف من المفقودين. إذ كانت الغلبة للعملاء الميدانين وبرزوا في ما يخص محاربة الارهاب على حساب القيادة العسكرية. وانشغل قايد في هذه الفترة بدور لوجستيكي، إذ كان يسهر على مدى " الاستعداد الميداني" للجنود الذين يعملون تحت إمرة القادة الميدانيين. ولكنه في نفس الوقت كان يدبر مسيرات عناصر الجيش مما سمح له بدعم تابعيه وتحسين شبكة علاقاته.


وفي سنة 2014، عندما أمر رئيس أركان الجيش محمد لعماري، مدير موارده البشرية، علي غديري (حاليا مترشح للانتخابات)، بإعداد "ملف إحالة قايد صالح على المعاش ، كان هذا الأخير على استعداد مسبق للأمر.


وفي هذه الفترة عقد قايد صالح اتفاقه مع الرئيس بوتفليقة والذي شكل طبيعة العلاقة بين الرجلين في ما بعد. لم يوقع الرئيس إحالة الجنرال على التقاعد، بل سيعينه بعد ثلاثة أشهر من انتخابات 2004، رئيسا لأركان الجيش. قايد الصالح الوفي سيعوض لعماري الذي عارض ترشيح بوتفليقة لولاية ثانية.


وبوصوله الى القمة، قام الجنرال خلال أول سنتين له كقائد أركان الجيش بتصفية العديد من الشخصيات العسكرية من العيار الثقيل وبدعم من بوتفليقة الذي حذر العسكريين وأنذرهم منذ1999، بأنه "لن يكون نصف رئيس" وأنه لا يثق في الجنرالات. وهكذا تمت إحالة مجموعة من الوجوه التي لم تتزحزح من مناصبها على التقاعد : قائد المنطقة العسكرية 1 و قائد القوات الجوية ومجموع قادة القوات البحرية والعديد من المسؤولين في الادارة المركزية في وزارة الدفاع.


تفكيك جهاز المخابرات

ستخدم هذه الاقالات قايد صالح عشر سنوات بعد ذلك، عندما قام عناصر من الاستخبارات بتجاوز سلطات قائد المنطقة العسكرية6 وقاموا بعملية في نطاق منطقته دون إعلامه. واستغل قايد هذا الوضع وقام بتنحية الجنرال "توفيق" الذي خدم تحت إمرته في القاعدة الشرقية والذي ساعده في ما مضى على الخروج من منفاه في نهاية الثمانينات.


" لم ير "توفيق" في قايد صالح قائدا مناسبا لأركان الحرب ولم يتحمس لتعيينه. وكثرة القيل والقال والضغائن، أفسدت ما بين الرجلين" يصرح مصدر أمني. ثم تمت تنحية شخصية أخرى مقربة من "توفيق"، الجنرال عبد القادر أيت أورابي لحسن. وهكذا تم تفكيك جهاز الاستخبارات وتمت إحالة "توفيق" ، الرجل القوي الى المعاش.

تم ضم جزء من أجهزة الاستخبارات الى الرئاسة وجزء ثان الى أركان الجيش . ثم تولى قايد صالح قيادة وكالة التعاون الأمني الدفاعي وهو جهاز محوري تمتد نفوذه من الثكنات العسكرية الى خلايا محاربة للإرهاب. ومنذ السكتة الدماغية التي عانى منها بوتفليقة سنة 2013، مافتىء قايد صالح يزداد قوة ونفوذا ليصبح الرئيس المطلق للمؤسسة العسكرية.


Des manifestants à Alger contre le discours de Gaid Salah. DR


ومكن غياب الرئيس المتكرر قايد صالح من أن يفرض نفسه كسيد مطلق للمراسيم الاحتفالات الرسمية للنظام. الجنرال يزور المناطق العسكرية ويسهر على العمليات الميدانية ويمنح أوسمة لكبار ضباط الجيش . ويسافر كثيرا الى الامارات العربية المتحدة الشريك المحوري للجيش الجزائري. وجعله حضوره على الساحة الاعلامية أحد دعامات النظام، حضور يغطي غياب الرئيس.


هذا الحضور الدائم خلق بسرعة وجسا لدى محيط بوتفليقة. وقد حاول سعيد بوتفليقة عدة مرات أن يقيله على المعاش بموجب مرسوم رئاسي. لكن في كل مرة، يقوم صالح بالتهديد ويؤكد على العلاقة الخاصة التي تجمعه بالرئيس. وهكذا أصبحت العلاقة بين الرجلين مشحونة ويسودها التوتر. وقد سعت حملة إعلامية الى مهاجمة قايد صالح بل ونسبت إليه طموحات رئاسية لكن بوتفليقة الذي لا يقبل عادة الندية، رفض قطع الاتفاق المعقود منذ 2004 مع الجنرال.


وسيستغل قائد أركان الجيش قضية مخدرات ضخمة للتخلص من منافسيه داخل الجيش. ففي صيف 2018، ادت معلومات عن الاستخبارات الأمريكية الى مصادرة 701 كيلوغرام من الكوكايين في سواحل وهران. وأدت العملية الى توقيف خمسة جنرالات من القيادة العليا بعضهم بتهمة التقصير في كبح شبكات بيع المخدرات والبعض الآخر بتهمة "ثراء غير شرعي".


ولم تعرف بعد كل حيثيات هذه القضية. لكنها سمحت لقايد بتنصيب قادة جدد على رأس المناطق العسكرية ومسؤولين جدد داخل الادارة المركزية لوزارة الدفاع.


إن هؤلاء القادة يجمعهم رابط مشترك : معظمهم من خريجي" مدارس أبناء ثورة نونبر1954" وهي مدارس أسست في عهد الاستقلال لأجل التكفل بدراسة اطفال الشهداء. هؤلاء يعتبرون قايد صالح أبا وعرابا لهم. ونذكر منهم الجنرال ماجور عبد الحميد غريس الذي أصبح السكرتير العام لوزارة الدفاع وقادة المناطق العسكرية (م.ع) الجدد : علي سيدان (1م.ع) وصعاب مفتاح (2.ع) ومصطفى اسماعيلي(م.ع3) وحسن علامية(4م.ع).


وإلى غاية شهر فبراير، كان قايد صالح يدعم علنا ولاية خامسة لبوتفليقة. ولم يختر الانضمام الى "الشعب" ودعمه إلا بعد جمعتين من المظاهرات.


ويظل السؤال مطروحا : لماذا سيقبل الجيش بالتخلي عن سلطة سياسية ظل يتمتع بها ويديرها على هواه منذ سنوات؟ لقد قلبت الثورة التي دامت قرابة ثلاث أشهر، موازين النظام وأحبطت السيناريوهات التي وضعها. وإذا ما استمرت هذه التعبئة الشعبية والسلمية لن يفلت الجنرال ولا شخصيات أخرى من الإحالة على المعاش.

©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.