نارِفا: قريباً، أول منتج خاص للكهرباء في المغرب

شركة نارفا التي أسّست سنة 2004 هي الشركة الفرعية التي تسيّر قطب الطاقة البيئية للهولدينغ الملكي SNI، إذ أصبحت في بضع سنوات فاعلاً كبيراً في مجال إنتاج الكهرباء.
بدايات نارفا كانت في مجال الري حيث فازت بالمناقصة المتعلّقة بتسيير منتدب لمشروع الكردان، الذي استهدف سقي منابت الحوامض بمنطقة سوس. وبفضل المشروع المشترك مع الشركة العالمية السعودية (Amitech Maroc)، طوّرت نارِفا تصنيع القنوات التي تبيعها، أساساً، للمكتب الوطني للماء والكهرباء.
في سنة 2008، تمّ تعيين الرئيس السابق للمكتب الوطني للماء والكهرباء، أحمد نَكّوش، على رأس نارفا، ليطلق المشاريع الأولى لمزارع الرياح (parcs éoliens) الخاصة بـ : أخْفنّير، هاووما وفم الواد. أصبح هذا الفرع هو الشركة الأولى والوحيدة في المغرب التي تستفيد من برنامج الطاقة النظيفة للمكتب الوطني للماء والكهرباء الذي يسمح، بفضل عملية التحرّر التي يعرفها القطاع، بالبيع المباشر للكهرباء المنتجة للزبائن في مجال الصناعة. أبرمت الاتفاقيات المبدئية الأولى مع فروع الشركة الوطنية للإستثمار (لافارج، سوناسيد، مناجم) ومكاتب عمومية (المكتب الشريف للفوسفاط، المكتب الشريف للسكك الحديدية، المكتب الوطني للمطارات)، كما عرفت سنة 2013 بداية إنتاج الكهرباء.
في سنة 2011، فازت نارفا بمناقصات مزارع الرياح بطرفاية، ومحطة توليد الطاقة انطلاقاً من الفحم الحجري بأسفي، بشراكة مع الشركة البريطانية International Power (التي تمّ شراؤها من طرف الشركتين GDF Suez الفرنسية وMitsui اليابانية في إطار مناقصات عالمية مقدّمة من طرف المكتب الوطني للطاقة الكهربائية). صيغة هذا المشروع تختلف هذه المرة، حيث بني على صفقة من نوع BOOT، أي أنّ الطاقة المنتجة سيتم شراؤها من طرف المكتب الوطني للماء والكهرباء لمدة 20 سنة بالنسبة لطرفاية، و30 سنة بالنسبة لأسفي. نفس هذا النوع من الصفقات، المشجعة على إنتاج الطاقة النظيفة، تمّ عقدها سابقا في مشاريع كمزرعة الرياح للكدية البيضا منذ سنة 2000 (يتم تسييرها الآن من طرف شركة Futuren الفرنسية)، محطة توليد الطاقة الحرارية للجرف الأصفر منذ 1997 (يتم تسييرها من طرف شركة Taqa الإماراتية)، ومحطة توليد الطاقة "المزدوجة" منذ سنة 2005 (يتم تسييرها بشراكة من طرف Endesa/Siemens/ONEE).
في أواخر سنة 2010، تم إبعاد الشراكة التي تقودها نارفا وشركة Siemens الألمانية وشركة Marubeni اليابانية، عن المناقصة من أجل مشروع محطة توليد الطاقة الشمسية بورزازات، حيث فازت بالشطر الأول من المشروع شركة Acwa السعودية (مع شركائها الإسبان : Acciona، Sener، TSK)، والذي دشن في فبراير الأخير من طرف الملك محمد السادس، علماً أنّ نفس الشركة Acwa فازت أيضا بالشطر الثاني والثالث من المشروع.
نارفا ركزت إذن على سوق الطاقة الهوائية. وإذا كانت شركة EDF الفرنسية قد تخلّت سنة 2012 عن مزرعة الرياح في تازة، فذلك لأن الشراكة التي تقودها نارفا مع Siemens وEnel الإيطالية هي التي فازت بالمناقصة المجمعة من أجل إنتاج 850 مليون واط، بهدف بناء خمسة مزارع للرياح بكل من ميدلت، تسكراد، جبل الحديد، طنجة وبوجدور. هنا كذلك الكهرباء ستباع للمكتب الوطني للماء والكهرباء في إطار اتفاقية مدتها 20 سنة، علماً أنّ شركة Acwa السعودية وTaqa الإماراتية تستعدان أيضاً لإطلاق مزارع للرياح بكل من جبل خلّادي وطنجة على التوالي.
عندما ستدخل كلّ المشاريع حيّز التنفيذ ستكون لدى نارفا قدرة على إنتاج أكثر من 2800 مليون واط، الأمر الذي سيجعل من فرع الهولدينغ الملكي المنتج الأول للكهرباء في القطاع الخاص بالمملكة، متقدّماً على شركة Taqa الإماراتية التي أنتجت بفضل JLEC تقريباً 50 % من مجمل الكهرباء المنتج في المملكة سنة 2014.