نزار بركة: التساقطات الأخيرة أنعشت حقينة السدود رغم التفاوتات بين المناطق

كشف وزير التجهيز والماء، نزار بركة، اليوم الاثنين، عن تسجيل موارد مائية مهمة، نتيجة التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة.
وأوضح الوزير، أثناء الجلسة الشفوية لمجلس النواب، أنه ابتداء من شهر شتنبر إلى اليوم، بلغ المعدل الوطني للتساقطات المطرية 72 ملم عوض 38 ملم التي تم تسجيلها خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، وهو ما يشكل فائضا يقدر بـ 88 في المئة مقارنة مع العام الماضي.
وأضاف بركة أنه بالنسبة للمساحات المغطاة بالثلوج، فقد وصلت إلى 5820 كيلومتر مربع عوض 4480 كيلومتر مربع خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بارتفاع يقدر بـ 30 في المائة، كما بلغت المساحة القصوى للثلوج 28 ألف و480 كيلومتر مربع يوم 29 يناير 2023.
وفي السياق ذاته، أكد المسؤول الحكومي، أن الحجم الإجمالي للواردات المائية وصل 2 مليار و110 مليون متر مكعب، وهو ما يشكل فائضا بنسبة 207 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وهو ما جعل نسبة ملء السدود الإجمالية ترتفع إلى 31.9 في المائة، أي ما يعادل 5 مليار و100 مليون متر مكعب.
واستدرك وزير الماء بالإشارة إلى أنه بالرغم من النتائج الإيجابية المسجلة، فإن هناك تفاوتا بين المناطق، موردا في هذا الصدد حالة منطقة اللوكوس التي وصلت إلى 54 في المائة ومنطقة الشرق التي سجلت نسبة ملء تصل إلى 25 في المائة، عكس أم الربيع و تانسيفت التي بقيت منخفضة.
وأوضح نزار بركة أثناء تفاعله مع أسئلة النواب البرلمانيين، أنه بالنسبة للمياه الجوفية، فقد عرفت تراجعا وصل إلى ستة أمتار بالنسبة بزاكورة، مسجلا في هذا الصدد خصاصا كبيرا أثّر على العديد من المناطق، خصوصا بالنسبة للفلاحة وتربية المواشي.
ولمواجهة هذه الأوضاع، أعاد الوزير التذكير بخريطة الطريق المتعلقة بهذا القطاع، موردا في هذا السياق التركيز على التقنيات المرتبطة بتحلية المياه ومعالجة المياه العادمة، وهو ما دفع لجنة القيادة التي يرأسها رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إلى الرفع من الإمكانيات المالية الموجهة لحل إشكالية الماء من 115 مليار درهم إلى 150 مليار درهم، تتضمن أساسا إحداث مجموعة من المحطات الجديدة لتحلية المياه.
وفي هذا الصدد، أكد بركة، أنه بخصوص محطة تحلية مياه البحر في الدار البيضاء، فإن وزارته تجري حاليا مفاوضات مع الشركات التي تقدمت بعروض.
وفيما يتعلق بمعالجة المياه العادمة، فكشف الوزير، أنه سيتم مضاعفتها بأربع مرات، من 25 مليون متر مكعب حاليا إلى 120 مليون متر مكعب في المستقبل، حيث أن العديد من المدن ستستفيد من هذه السياسة.
ولم يفوت نزار بركة الفرصة ليسلط الضوء على عقد الفرشة من أجل التدبير العقلاني للماء، مبرزا أن وزارته تشتغل مع الوزارات المعنية من أجل عقد تعاقدات خاصة بالنجاعة المائية، تهدف إلى تجاوز الإشكاليات المطروحة في المرحلة الراهنة، مع التوفر على رؤية بعيدة المدى "ستمكننا من في إطار المخطط الوطني للماء لكي نتجاوز إشكالية الماء في أفق 2050، حتى لا يطرح هذا المشكل بحدة خلال هذه السنوات"، يختم الوزير.