نقطة التقاء برية جزائرية-موريتانية تخدم البوليساريو
فتحت الجزائر وموريتانيا يوم 20 غشت، أول معبر حدودي بري بين البلدين الذين يتقاسمان 460 كيلومترا من الحدود المشتركة على أطراف الصحراء.
ويهدف المعبر الذي يقع 75 كيلومترا جنوب تيندوف إلى ضمان ربط الطريق المؤدي إلى بلدة زويرات المنجمية ذات الـ40 ألف نسمة، بالطرف الشمالي للأراضي الموريتانية. وهكذا سيبلغ طول المسار 632 كيلومترا وصولا إلى العاصمة نواكشوط.
وكانت لجنة جزائرية موريتانية قد أذنت ببناء المعبر الحدودي عقب اجتماع عُقد في الجزائر العاصمة في دجنبر 2017.
وبعد ثمانية أشهر من الأشغال، حضر وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي رفقة نظيره الموريتاني احمدو ولد عبد الله وبعض وجوه السلطة، حفل افتتاح المعبر الذي سمّي تيمُّنًا بالمناضل الجزائري مصطفى بن بولعيد. ويتكون المعبر من حوالي 50 ثكنة جاهزة ومواقف للعربات.
فرص متاحة للجزائر في منطقة الساحل
حسب ما أشار إليه الطرفان ف"الهدف هو زيادة المبادلات وتسهيل السفر بين البلدين، في إطار سياسة تقوية روابط الاقتصاد والصداقة، وضمان حركة المنتجات والسلع. مما سيعزز أيضا المراقبة الأمنية للحدود بين البلدين الإفريقيين".
وقد صدرت الجزائر سنة 2016 ما مجموعه 43.8 مليون أورو نحو دول إفريقيا جنوب الصحراء. وذكر التلفزيون الجزائري أن "هذه الخطوة تدشن لحقبة جديدة من الاندماج بين دول شمال إفريقيا ودول الساحل". جدير بالذكر أن الحدود تمتد على طول 460 كيلومترا في الصحراء على الجانب الموريتاني في المنطقة الحساسة التي أُعلِنت كمنطقة عسكرية لا يسمح بدخول المدنيين إليها.
مشروع يخدم مصالح البوليساريو
ورغم أن نقطة الانطلاق القريبة من البوليساريو لها مبرراتها الجغرافية، فإن لها بلا شك رمزية سياسية قوية، حيت ستمكن جبهة البوليساريو من الاستفادة من سهولة الوصول إلى المنطقة التي تسيطر عليها شرق جدار الدفاع المغربي بالصحراء. وهو امتداد صحراوي موضوع توترات عديدة مؤخرا في الأمم المتحدة، حيث تتهم الرباط جبهة البوليساريو بالرغبة في إقامة قواعد دائمة لها هناك والانغماس في التهريب.
وبكلفة بناء بلغت 8.5 مليون أورو، فإن إنشاء هذا الشريط القار والمعبر الحدودي له أيضا هدف اقتصادي جلي : فمن المفترض منه منافسة معبر الكركارات أقصى جنوب الصحراء، والذي يشكل لحد الآن الطريق البري الوحيد للصادرات المغربية والدولية نحو موريتانيا، دول الساحل وإفريقيا الغربية. وقد شهد معبر الكركارات بدوره تصعيدا بين المغرب والبوليساريو ما بين 2016 و2017. بيد أنه بالنسبة لعدد من المراقبين، فإن الطريق الجزائرية الموريتانية أقل ملاءمة من ناحية نقل السلع من الكركارات، ناهيك عن عبور آلاف السياح الذين يختارون هذه الأخيرة لأسباب أمنية واضحة وللموارد اللوجستيكية المتاحة.
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.