S'abonner
Se connecter
logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
25.10.2022 à 16 H 12 • Mis à jour le 25.10.2022 à 16 H 12 • Temps de lecture : 1 minutes
Par
جدل

« الكراندي طوطو » خلف القضبان.. من « المواجهة » الإعلامية إلى التحقيق القضائي

Le rappeur ElGrandeToto. Crédit : DR
"تدحرجت كرة الثلج" على منصات التواصل الإجتماعي، على خلفية تصريحاته الأخيرة، ليجد مغني الراب "الكراندي طوطو"، معشوق الملايين من الشباب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وسط عاصفة إعلامية، وقضية قانونية، سرعان ما وضعته خلف القضبان. "لوديسك" يسترجع تسلسل أحداث هذا الملف المثير للجدل

يحظى مغني الراب طه حفصي، ذي الـ 26 ربيعا، والمعروف بلقبه الفني "الكراندي طوطو" بشعبية واسعة وسط الشباب، إذ حصد ما يصل إلى 135 بث سنة 2021 كما حاز على لقب "سبوتيفاي" للفنانين الأكثر استماعًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكنه الآن وسط مأزق قانوني وإعلامي غير مسبوق في رحلته الفنية.


وقرر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء عـين السـبع، مساء الاثنين، وضع الرابور طه حفصي تحت تدبير الحراسة النظرية لحاجيات البحث التمهيدي، حسب ما ذكرته مصادر إعلامية، إذ يواجه خمس شكايات تتعلق بالقذف والإهانة والتحريض والتهديد بالعنف، سجلها في حقه كل من الصحفي محمد تيجيني، وعبد الوهاب الدكالي، وعبد الله عصامي، ومولاي أحمد العلوي، وأحد عناصر قوات حفظ النظام الذي كان يتولى تدبير السير والجولان بالدار البيضاء. 


وكان "الكراندي طوطو" عقد، يوم الأحد، ندوة صحفية بمدينة الرباط، رفقة محاميه، اعتذر خلالها عن ما صدر عنه في إحدى حفلاته بالرباط، كما كشف عن استدعائه من طرف الشرطة. 


اختار الفنان الشاب أن ينحني أمام العاصفة، بعد أن بذل ما في وسعه للرد على الانتقادات الموجه إليه؛ على خلفية قضايا عدة متعددة، من أعماله الموسيقية، إلى تصريحاته، و نزوعه نحو إبراز استهلاك الحشيش، وموقفه من الموضوع، ناهيك عن العلاقة التي تجمعه بمحيط المهدي بن سعيد، وزير الشباب والثقافة والاتصال.


رابور مؤيد للحشيش ومناصر للمهدي بنسعيد

تعود خيوط القضية إلى الـ 23 من شتنبر، حيث كان الـ "ElGrandeToto" على رأس المشاركين في سلسلة الحفلات الموسيقية التي عرفتها العاصمة في  إطار الاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، حيث كانت وزارة المهدي بنسعيد على رأس الحدث.


أثناء المؤتمر الصحفي المعتاد، قبيل إحياء الحفل الموسيقي، تصدر الفنان عناوين الأنباء، بعد سؤال من الصحافة حول موقفه من استهلاك الحشيش، قال حفصي : "كانكميو لحشيش. أو منبعد؟.."؛ نافيا أنه يريد أن يكون مثالا سيئا لجمهوره.


بسرعة، أثار هذا التصريح جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى العديد من المنابر الإعلامية، تم تضخيم الموقف إعلاميا، بعد أدائه على المنصة، حيث ستكون الكلمات التي تأتي على لسانه، موضوع تمحيص شديد، فكل زلة تأتي على لسانه، ستكون مادة دسمة لانتقاده.


بعد ذلك، اعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، في ندوة صحفية، أن تصريحات "الكراندي طوطو" تشكل "“سلوكا غير مقبولٍ" و"نزوحا نحو خدش الحياء"، مضيفا أنها "غير مألوفة خاصة وأنه من حق المغاربة الاستمتاع بالفضاء العام رفقة عائلتهم وأبنائهم في جو يسوده الاحترام والتقيد بالأخلاق العامة"، مشددا على أنه "سوف يتم العمل على اتخاذ كل الإجراءات حتى لا تتكرر هذه السلوكات".


من جهته، ندد حزب التقدم والاشتراكية بتصريحات "طوطو"، موجها سؤالا كتابيا إلى المهدي بنسعيد، بخصوص المعايير التي تستند إليها وزارته لدعوة الفنانين الذين يحيون فعاليات المهرجانات الكبرى.


وفي السياق ذاته، كانت قبة البرلمان مسرحا للعديد من السجالات بهذا الخصوص أيضا، إذ وجه العديد من المستشارين أسئلة إلى الوزير المسؤول عن الثقافة حول ما وصفوه بـ "التصريحات غير اللائقة"، التي أدلى بها الرابور خلال الحفل الموسيقي المذكور وأثناء اللقاء مع الصحافة، غير أن المهدي بنسعيد تبرّأ من المسؤولية، وقال : "أنا كأب لا أقبل خدش الحياء في الفضاء العام وْتخْسارْ الهدْرة، لكننا لا نمارس الرقابة على الفنانين".


وهكذا، لم يعد "الكراندي طوطو" لوحده في قلب العاصفة، إذ بات الوزير المهدي بنسعيد، عرضة للانتقادات أيضا، إضافة إلى مستشاره عبد الله عيد، وهو أيضا عضو في حزب الأصالة والمعاصرة، حيث سيكون موضوعا لوسم على مواقع التواصل الاجتماعي وتم وصفه خلال تلك الحملة الإعلامية بشتى النعوت.


وفي هذا الصدد، تم اتهام عبد الله عيد، باستغلال قربه من طه حفصي، لإقناع وزيره بدعوته؛ ما يفسر لاحقا ثناء الرابور الشاب على وزارة بنسعيد، خلال الندوة الصحفية لـ 23 شتنبر.


سرعان ما امتد الجدل إلى أوجه آخر، هذه المرة، بين الرابور وصحفي ومنشط معروف بخرجاته الإعلامية النارية على مواقع التواصل الإجتماعي : محمد التيجيني.

 

"مواجهة" في الفضاء الافتراضي

في 5 أكتوبر، بث التيجيني من بروكسل، برنامجا يوجه فيه انتقادات شديدة إلى الوزير بنسعيد، وعرض شريطا لـ "ElGrandeToto" وبيده قنينة من الخمر، أثناء أدائه أمام الجمهور، وهو شريط يتعلق بحفل خاص تم تصويره ومشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي من طرف الفنان المذكور بنفسه.


بعد بضعة أيام، شارك مغني الراب شريطا قصيرا "Story" على منصة "إنستغرام"، عبّر خلاله عن ما اعتبره البعض تهديدا مبطّنا إلى الصحفي التيجيني : "مطغيكش بلجيكا راه آن دو طروا نتلقاو تما متفهمش أشنو يوقع والله ما تفهم شنو يوقع بالله، زيرو تهديد كنقول ليك الحقيقة"، مضيفا أنه لديه معلومات حول التيجيني، مانحا إياه مهلة 24 ساعة لسحب ما صدر عنه.


لم يستغرق الأمر كثيرا، حتى خرجت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ببيان للدفاع عن الصحفي محمد التيجيني، ومعبرة في هذا الإطار عن"رفضها المطلق للتهديدات الخطيرة التي أطلق لها العنان ذلك الشخص في حق الصحافيين المغاربة"، وزادت "إن محاولة إسكات الأصوات المنتقدة، يندرج في صلب تهديد حرية التعبير".


من جهته، ذهب التيجيني إلى رفع شكاية لدى النيابة العامة بالدار البيضاء ضد طه حفصي، يتهمه فيها بتهديده بـ"التصفية الجسدية بمحل سكناه بالديار البلجيكية، والتشهير والابتزاز والسّب والقذف وإدعاء وقائع كاذبة"؛ وحتى يتأكد من أن هذا الإجراء القانوني سيأخذ مساره، استعان بالمحامي محمد الحسيني كروط، المعروف أيضا بدفاعه عن المديرية العامة للأمن الوطني، أثناء محاكمة نشطاء حراك الريف.


ومن مفارقات الأحداث، أن مغني الراب كان بصدد زيارة بلجيكا أياما قليلة بعد تقديم الصحافي لشكايته، وهو ما لم يحدث في النهاية، بعد أن منعته شرطة الحدود في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء من مغادرة التراب الوطني.


 "حصانة" أم مسؤولية فنية؟

وفي تصريح للصحافة، سارع محامي الصحفي التيجيني، كروت، إلى التأكيد على أن ما ارتكبه "طوطو" فيه " نوع من التحريض، الشباب والمراهقين وسيما هم الخطر الذين يمكن أن يتأثروا أكثر"، رافضا ما وصفه بـ "التطبيع مع الجريمة".


وصرّح المحامي أيضًا، أنه من غير المقبول اعتقال الأشخاص في الشارع عندما يستهلكون أو يبيعون الحشيش دون أن ينطبق الأمر نفسه على "ElGrandeToto".


ولم يتردد المحامي محمد الحسيني كروط في استحضار قضية اليوتوبر "فتيحة" التي نشرت شريطا على المنصة، من شأنه أن يمس بالحياء العام، واضعا على نفس المستوى "فتيحة" و"طوطو"، متسائلا عن سبب معاقبة واحدة دون معاقبة الآخر، مضيفا أن الإثنين مسؤولين عن المس بالنظام العام.


وفي هذا السياق، قال كروط، أثناء الندوة الصحفية، إن التيجيني "قام بعمل مهني محترف، من باب الغيرة على الوطن، على الإسلام، على الأخلاق داخل المجتمع، مما راج وتسرب داخل الأسر، وما أثر على الشباب والمراهقين، والأحداث وغيرهم، وهذه الفئة تكون سهلة التأثير؛ في هذا المجال، قام بدوره، فإذا به كان الجزاء أخطر، لأنه هدده ("طوطو" : المحرر) في حياته..".


"اعتذار وليس تهرب من المسؤولية"

وجد الـ "ElGrandeToto" نفسه، على ما يبدو، في مواجهة قضية أكبر منه، وهكذا، فضّل الإنزواء عن الأنظار، وقلل من خرجاته على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وذهب إلى حذف بعض منشوراته السابقة، كما أن طلب "لوديسك" لمقابلته بقي بدون إجابة؛ أما من جانب منتقديه، فقد ارتفع بسرعة عدد متابعيه بشكايات ليصل إلى خمسة شخصيات.


ممنوع من مغادرة التراب الوطني، سيتلقى الفنان استدعاءً للمثول أمام السلطات الأمنية بالدار البيضاء. لكن قبل ذلك، قرر العودة إلى دائرة الضوء مرفوقا بمحاميه للتحدث إلى الصحافة.


وأمام عدد كبير من الصحفيين، أظهر "طوطو" قدرا من الهدوء، وبجانبه محاميه، عبد الفتاح زهراش، وهو وجه معروف إعلاميا أيضا، على غرار كروط، إذ كانت سبل المحاميين قد تقاطعت سابقا، إبان محاكمة الصحافي توفيق بوعشرين، إذ ترافع كروط دفاعا عن المشتكيات، كما هو الحال لزهراش.


وفي الندوة الصحفية، يقدم زهارش ​​موكله على أنه "شاب مغربي، مثل باقي البشر العاديين، ليس ملاكًا ولا قدّيسًا على الأرض".

 

وفي حديثه، يعتذر مغني الراب للسلطات العمومية ومنظمي الحفل والجمهور، الذي كان من بينه العديد من النساء والرجال كبار السن. كانت بعض الضحكات القليلة تختل كلامه، وتقديمه للإعتذار، معبرا عن عدم استيعابه لكيفية وصول الأمور إلى ما وصلت إليه.


وأضاف "طوطو : "أنا آسف إذا أسأت إلى أحد، لم يُفهم ما أردت التعبير عنه. يفهم جمهور الشباب ما نقوم به. نحن لسنا سيئين، نحن أناس الراب، والراب له لغته الخاصة، رموزه التي لم تستخدم في الوقت المناسب والمكان المناسب".


وهكذا، يعترف مغني الراب بأنه لم يضع الخطوط الفاصلة بين الأداء الفني والواقع الاجتماعي، مؤكدا على أنه "لم يُفهم ما أراد قوله"، من طرف الرأي العام. 


ثم يحاول استعادة صورته وتصويب ما يعتبر أنه انزلاقات على الشبكات الاجتماعية، وقال مبتسما : "أود أن أوضح شيئًا، أنا لست شخصًا يحب خلق المشاكل، سواء كان ذلك مع الصحافة أو الشرطة أو الفنانين"، وتابع دون أن يأتي على ذكر اسم الصحافي التيجيني "لست من دعاة العنف ولست من ذلك النوع".


من جانبه، تفاعل زهراش مع أسئلة بعض الصحافيين والحاضرين حول إذا ما كان موكله "حصينا"، موضحا أن اعتذار "طوطو" لا يعني "تهربه من مسؤوليته أمام العدالة، موضحا أن طه حفصي، يبقى مواطنا مغربيا في دولة القانون "حيث نحن جميعًا خاضعون للقانون ونتحمل جميعًا المسؤولية أمام القضاء".


مسؤولية قانونية كان على مغني الراب أن يتحملها في وقت أقرب مما كان متوقعا، إذ أعلنت مصادر إعلامية، عن وضع "الكراندي طوطو" رهن الحراسة النظرية لأغراض البحث، في حين لم تتم الإشارة إلى موعد عرضه أمام النيابة العام، وحتى محيط "طوطو" بالكاد عرف بخبر احتجازه، موضحين أنهم علموا بالأمر عن طريق الصحافة، وفق ما أشار إليه "لوديسك".

©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite