S'abonner
Se connecter
logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
17.05.2018 à 19 H 10 • Mis à jour le 17.05.2018 à 19 H 33 • Temps de lecture : 1 minutes
Par

شركة تبوك السعودية تعمدت إخفاء خطورة دواء Pedovex عن المغاربة

بعد تتبعه للقضية في تونس، اكتشف "لوديسك" أن مختبر الأدوية السعودي "تبوك" الذي يوجد مقره الخاص بشمال إفريقيا بالدار البيضاء، قد أخفى متعمدا عن الأطباء والمرضى المغاربة خطورة دواء Pedovex الذي ينتج في المغرب بترخيص ل Zenith Pharma، وبأن الدواء قد تم منعه في بلده الأصلي السعودية، وبالرغم من أن وزارة الصحة حاولت طمس القضية، إلا أن هنالك حقائق جديدة :

تطورات جديدة في قضية دواء Pedovex التي كشف عنها في مارس الفارط موقع "لوديسك"، هذا الدواء الذي يوصف للمرضى المصابين بمرض خطير (إحتشاء عضلة القلب)، والذي تم حظره في دجنبر 2017 في بلده الأصلي السعودية، وظل ينتج ويسوّق في المغرب إلى حين ظهور التحقيق الذي قام به موقعنا.


في ذات الوقت، كان مختبر زينيث فارما الذي يصنعه في أكادير، لحساب الشركة السعودية للأدوية "تبوك"، يحاول بشدة إخفاء وطمس القضية بتواطىء مع وزارة الصحة، حيث طرحنا حينها أسئلة ظلت لحد الان دون جواب :


لماذا تم إنتظار ثلاثة أشهر قبل اتخاذ إجراء وقائي، خصوصا وأن الأمر يتعلق بدواء ضروري، تم اعتباره خطيرا من قبل الهيئة السعودية العامة للغذاء والدواء، كما اعترفت بذلك وزارة الصحة في نهاية المطاف؟ ومنذ ذلك التاريخ كم يا ترى عدد المغاربة الذين استمروا في التعاطي له من أجل ضمان بقائهم على قيد الحياة؟.


الجواب وجدناه لدى الجارة تونس، التي عرفت ظروفا مشابهة فيما يتعلق بتسويق  البيدوفيكس، الذي تم منعه  يوم 27 فبراير، وألغيت رخصة تسويقه، و على نفس المنوال لم يتم المنع بتحذير من شركة تبوك، بل بسبب مزيج من الوقائع الغريبة.


إذ تم إبلاغ معز سديري، وهو مستخدم بالمختبر السعودي في تونس، من طرف طبيب تونسي بحالة غريبة لمريض لم يتوفق في الحصول على "بيدوفيكس" من الصيدليات في السعودية ،حين كان يؤدي مناسك العمرة بمكة. سديري تفاجأ بالامر، فتواصل مع سلمى شليح مديرة مشروع تبوك بالمغرب، والتي تدير تبوك-شمال إفريقيا المتمركزة في مدينة الدار البيضاء.


حسب اتصال هاتفي قام به لوديسك مع معز سديري، فالمسؤولة أجابته بأن الدواء ممنوع في السعودية منذ 29 دجنبر 2017، مطالبة إياه (أي سديري) بعدم اتخاد أي إجراء أو تصرف من طرفه دون أوامر مباشرة من رؤسائه، وإلا كان مصيره الطرد. ومن أجل تأكيد كلامها قامت سلمى شليح، بمراسلته عبر الايمايل في نفس اليوم، أي 24 فبراير على الساعة 15س17د بتوقيت تونس.


"معلـــــــــــومة سرية" لا يجب الكشف عنها


محتوى الرسالة الالكترونية، التي تمكن "لوديسك" من الاطلاع عليه، يكاد لا يصدق. حيث تخبر شليح من خلاله سديري "هذه معلومة سرية، لا يجب أن تخبر بها أي طرف اخر، طالما لم تتدخل السلطات التونسية، ولم تعبر عن موقف من الأمر، وسيتم إخبارها بطريقة رسمية"، ويذكر أن السلطات التونسية لم يتم إخبارها إلا بعد يومين أي 26 فبراير، وهو اليوم الذي باشرت فيه سحب الدواء ومنع تسويقه.


تضيف شليح في نفس الرسالة أن هذا الملف "يقع تحت طائلة السرية المهنية الملزمة لسديري تجاه مشغله تبوك"، مذكرة إياه ببند من عقد عمله يشير ل" الفصل بسبب خطا جسيم"، في حالة لم يكترث لأوامرها.


لكن  الطبيب سديري، باعتباره طبيبا أولا، تحدى التعليمات القادمة من المغرب باسم قسم أبقراط، وقام بتنبيه فوري للأطباء والسلطات الصحية بتونس، وهو ما تسبب بفصله من العمل، عبر إشعار من قسم الموارد البشرية من العاصمة الجزائرية، ساعات قليلة بعد سحب "بوفيديكس" من السوق التونسي.


يقول سديري "كان من المستحيل بالنسبة لي اتباع تعليمات مكتب الدار البيضاء، لأن الدواء قد يضر بشدة صحة المرضى التونسيين"، في الحقيقة لا شيء يمكن أن يبرر، أن الدواء وقبل أشهر تم اعتباره غير فعال وخطير في موطنه الأصلي السعودية، وخلاف ذلك بكل من المغرب وتونس.


أثارت قضية الطبيب سديري جدلا واسعا، على الشبكات الاجتماعية بتونس، تضامنا مع الطبيب الذي صار عاطلا عن العمل اليوم، بينما في المغرب شركة تبوك، وشريكتها زينيث فارما أخفيتا خطورة "بوفيديكس" حتى قام "لوديسك" بنشر تحقيق حول القضية نهاية شهر مارس.


أما سلمى شليح، فقد اجابت على مكالمة "لوديسك" بشكل بارد جدا وبعيد عن أي شعور بالمفاجأة، وبعد أن استمعت لأسئلتنا ردت : "لن أعلق، وهذه المعلومات تهم سديري وحده"، قبل أن تنهي المكالمة.


عمر بوعزة يعد بإجراء تحقيقات هلامية


بتوضيحات متناقضة، قال الدكتور عمر بوعزة، مدير مديرية الأدوية والصيدلة  (DMP) للصحافة، بعد المعلومات الأولية التي نشرها "لوديسك" حول الموضوع، فإن مصالحه قررت سحب  البيدوفيكس من السوق ومنع تسويقه، "بعد علمها بالاجراءات المتخذة في السعودية". كما اضاف أن وزارة الصحة لم تتوصل لحد الان باي تنبيه أو إشعار حول عدم فعالية الدواء. قائلا "واذا ثبت العكس، فمصالحنا ستقوم بالتحقيقات اللازمة في الأمر". وهذا تناقض واضح، لأن بلاغ الوزارة، بتاريخ 30 مارس، يشير بشكل واضح لتنبيه الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية الصادر بتاريخ 29 دجنبر 2017 والذي يؤكد بشكل صارخ أن الدواء "غير فعال".


بل الأدهى من ذلك، أن مدير مديرية الأدوية والصيدلة يؤكد أن الوقت الذي استغرقه اتخاذ قرار منع الدواء يفسر ب"كون المغرب لا يدخل ضمن لائحة الدول التي يتوجب على مختبر تبوك إبلاغها في حالة سحب الدواء". وهذا هراء واضح، ويفوق كل تدابير المراقبة الموكلة للمديرية التي يديرها عمر بوعزة، وبشكل خاص ما يتعلق بالادوية، خصوصا أن مختبر تبوك اختار مدينة الدار البيضاء كمقر إقليمي يغطي شمال إفريقيا.


ومن أجل الدفاع عن مختبره، قال حميد وهبي، أحد أبرز المساهمين في مختبر زينيث فارما بأن مختبره "يعمل منذ ثلاثة أشهر، من أجل إعداد دواء جنيس يعادل الدواء الأصلي". وهذا التصريح في حد ذاته دليل على أن مختبره كان على علم بقرار الهيئة السعودية، وبكل تأكيد المعلومة جاءته من مكتب الدار البيضاء التابع للشركة الأم تبوك، ورغم ذلك لم يخطر وزارة الصحة، ولم يقم بأي إجراء من أجل سحب البيدوفيكس من السوق المغربي.


تبوك تنظر إلى السوق المغاربية كمكبّ نفايات


بالنسبة لمعز سديري الذي يناضل في تونس لاسترجاع حقوقه المهضومة، فإنه لا يوجد شك بأن  تبوك، وهي شركة عائلية أردنية الأصل، أصبحت خلال 25 سنة رائدا صيدليا في الشرق الأوسط برقم معاملات يفوق نصف مليار دولار سنويا، قد تصرفت "مع سبق الإصرار" و "بالقليل جدا من الاعتبار للسوق المغاربية التي تُعتبر مواتية لكل الالتفافات على القوانين".


"إنه موقف غير مسؤول يثير شكا مشروعا حول تشكيلة أدوية الصانع السعودي وزينيث فارما التي نقدم لائحتها، أي سبعة أدوية أخرى غير البيدوفيكس الذي تنتجه زينيث فارما بترخيص من مختبرات تبوك"، مثلما كتبنا في مقال سابق. وقد ثبتت صحة نبوءتنا مرة أخرى، لأن سديري الذي علم بذلك للتو، حذرنا هذه المرة بشأن المغرب تحديدا : دواء ديفيدو، وهو مضاد للإلتهاب وجنيس لدواء فولتارين التابع لمختبرات نوفارتيس، والذي فشل أمام اللجنة التقنية المكلفة بمنح التراخيص التسويقية للأدوية، ليس نسخة مطابقة للمُنتَج، إنما هو عقار مركب لم يُثبت فعاليته العلاجية. ويباع ديفيدو أيضا بشكل مهول بالجزائر حيث يُعد كمنتوج تسويقي لأدوية أخرى من لدن تبوك.


ما الذي سيخبرنا به عمر بوعزة هذه المرة و ما هي الإجراءات التي سيتخدها وزير الصحة أنس الدكالي ضد تبوك وزينيث فارما الذين يعرضون المرضى المغاربة لخطر الموت بسبب بيدوفيكس؟ لقد كان ينفض الغبار مؤخرا عن كل الملفات السوداء لقطاع الصحة أمام لجنة التحقيق البرلمانية. وهذا الملف خصوصا يرتقي إلى مرتبة الجريمة المكتملة الأركان.


لقراءة المقال الأصلي


©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite