» عميل الخفاء »: حكاية جاسوس إسباني مزدوج داخل شبكات الاستخبارات المغربية

لعبة الجواسيس : في مقدمة كتاب "عميل الخفاء" الذي صدر مؤخرا عن أحد عملاء الاستخبارات الإسبانية، يعلق الصحفي إيغناسيو سيمبريرو عن الأحداث التي سردها هذا العميل، أحداث تكشف مهامه في مراقبة الحركات الإسلامية بإسبانيا وكذا الاستخبارات المغربية المضادة وخباياها.
"عميل الخفاء" لدار النشر غلاكسيا غوتنبورغ ماي 2019، قصة أخذت طابع قصة بوليسية مثيرة. ولإضفاء المزيد من الغموض، فضل صاحب الكتاب الحفاظ على سرية هويته كعميل سابق في المركز الوطني للاستخبارات الإسبانية.
العميل الذي حصل على تقاعده مؤخرا هومن الجيل القديم، عمل بالخفاء سنوات طويلة لتحصيل معلومات من قلب الأوساط والجماعات التي تستهدفها المخابرات الإسبانية. وكان أحد أنشط عناصرها حتى وقت قريب.
لم يكن موظفا تابعا للدولة ولكنه كان ضمن مجموعة من المساعدين المنتظمين الذين يتلقون أجرا بطريقة غير نظامية من صناديق خاصة. هؤلاء كانت مهامهم تتلخص في مراقبة الشباب المسلمين المتدينين عن كثب وخاصة أولاءك الذين تبدو عليهم بوادر التطرف، والاندساس بين مجموعات اليمين المتطرف أو الكتلانيين الانفصاليين الأكثر تشددا.
مراقبة الإسلاميين كمهمة الأساسية
الجاسوس الذي نتحدث عنه هنا، كُلِّفَ منذ زمن بمراقبة الاسلاميين بإسبانيا، وتم تعيينه وتكوينه في الثمانينات، من قبل الاستخبارات الإسبانية (المركز الوطني للاستخبارات الإسباني) لأجل التجسس على اليسار المتطرف الأوروبي ثم الجالية المسلمة، وفي الأخير تمكن من اختراق المخابرات المغربية، حسب ما يؤكده.
إنها حكاية رجل يزعم أنه رجل أعمال صغير، ادعى اعتناق الاسلام وعاش مع الاسلاميين المتطرفين وسافر مع مرشدين دينيين لتبليغ الدعوة الاسلامية ونشر الاسلام وقضى ليالي في أماكن للعبادة وعاشر عناصر الاستخبارات الخارجية المغربية المتواجدة بإسبانيا لأجل إنجاز تقارير ظرفية للمركز الوطني للاستخبارات الإسباني حول أنشطتهم ونتائج تحقيقاتهم الخاصة في الميدان...
ومن خلال سرده نستشف طريقة عمل الاستخبارات المغربية بإسبانيا، كما يلقي هذا الكتاب الضوء على عمل الاستخبارات الإسبانية المضادة والطريقة التي تحاول بها احتواء خلايا التطرف الديني.
يتضمن الكتاب مقدمة طويلة للصحفي المختص بالمغرب إجناسيو سيمبريرو، وهو كاتب سابق في جريدة "إلبايس" ثم في "إلموندو"، حيث يصف عمل الاستخبارات المغربية الخارجية بإسبانيا وأوروبا.
ويوضح الكتاب أن الاستخبارات الخارجية الإسبانية بعملاءها 3500، لا تقتصر مهامها فقط على التجسس على الخارج ولكنها تقوم أيضا باستخبارات داخلية. هذا الدور المزدوج يعد استثناء في أوروبا، كما يشير الصحفي الإسباني.
وما حالة الإمام عبد الوهاب الذي كان مرشدا في مسجد بألخيدو قبل ترحيله من إسبانيا في نهاية 2018، "لأنه ألقى خطابا شديد التعصب" في المسجد وأيضا أمام مجموعات كان متعودا على مقابلتها، لَمِثَالٌ على عمل الاستخبارات الإسبانية داخل صفوف الجاليات والمجموعات التي قد تشكل خطرا محتملا.
ويحكي سيمبريرو في مقدمته قائلا "إن ترحيل بعض الزعماء الإسلاميين المتشددين على غرار هذه الحالة، يتبع مسطرة قانونية محددة. ولكن في حالات أشخاص لا يمتلكون وثائق قانونية للإقامة، فهو يتم بسرعة أكبر. بل قد يتم في بعض الحالات تحت تهديدات ضمنية وخفية توجه إليهم، مفادها أن عليهم الرحيل. وفي حالة مقاومتهم، فإن نهايتهم تكون داخل سيارة تنقلهم إلى المطار. وإذا كانوا مغاربة فيتم نقلهم إلى الحدود الترابية بين سبتة ومليلية".
وفي 2018، تم ترحيل خمس أئمة. وأعلنت وزارة الخارجية أن هذا الإقصاء تم نتيجة الجهد والعمل الدؤوب لرجال الاستخبارات الإسبانية الذين يعملون في الخفاء.
وهكذا يسرد سيمبريرو" خلف هذه الترحيلات، نجد عملاء مثل صاحب هذا الكتاب، يندسون بين صفوف الجماعات الإسلامية، ويصلون الى الدوائر المقربة من قيادة الجماعة. وتتم دعوتهم الى اجتماعات سرية يقومون بتسجيلها و بعد ذلك يؤولونها ويضعونها في سياق معين حتى يرفعوا تقارير الى رؤساءهم. تم يأخذون صورا للأشخاص الحاضرين خلال هذه الاجتماعات خاصة الأجانب، بكاميرات مدسوسة في أقلام أو في أزرار أقمصتهم".
إن معرفة مصادر الدعم المادي للإسلاميين المتشددين هو أحد الأهداف الرئيسية للمخابرات الإسبانية :" إنهم يحاولون الاستقصاء حول مصدر المال ومآله، مال يَفِدُ في غالب الأحيان من الخليج، والذي قد يأتي به أحد الحجاج مخفيا في كعب حذاءه أو في حقيبة مليئة بالأوراق المالية".
وحسب سيبريرو" إن دراية هذا العميل الذي يسرد هذه الأحداث بالإسلام ، تفوق ما يعرفه أشخاص ولدوا مسلمين. ولا يقتصر هذا الكتاب على كونه قصة عميل خفي، بل يعتبر تقديما لمبادئ الاسلام الذي يُمَارَسُ في إسبانيا"
وحتى إن كان الكتاب يخص المخابرات الاسبانية بالمديح ويصف عملاءها بالبراعة، فإن سيمبريرو يشك أن يكون إصدار الكتاب قد تم بطلب من جهات معينة لأن وصفه للمديرية العامة للدراسات والمستندات من شأنها أن توتر العلاقات بين سانز رولدن، مدير المركز الوطني للاستخبارات الإسبانية ونظيره المغربي ياسين المنصوري.
مسلسل مثير لعمليات الاستخبارات المغربية
هذا ويؤكد الكاتب أنه نجح في ربط علاقات داخل شبكات عملاء المديرية العامة للدراسات والمستندات بإسبانيا وأشهر معطيات غير مسبوقة حول عمله كجاسوس "لأنه لحد الآن لم تسنح لأحد الفرصة للتوصل الى معلومات كهذه" يكتب سيمبريرو في مقدمته.
إن سرد العميل الإسباني السريع الوثيرة، هو في الواقع وصف يشبه لحد كبير قصة جاسوسية أكثر من مذكرات، رغم أنه يحكي يوما بيوم أنشطة الاستخبارات المغربية بإسبانيا. وهكذا وصف الجاسوس الخفي في كتابه كيف كان ينسل "المخبرون" وسط صفوف المصلين أمام منبر فقهاء المساجد لكتابة تقارير يرسلونها إلى رؤساءهم في المديرية العامة بالرباط.
ومن أولويات المديرية، بالإضافة الى رصد العناصر المتطرفة التي يتم إغراءها بالجهاد، مراقبة واحتواء المعارضة الاسلامية للنظام، خاصة جماعة العدل والاحسان، وهي منظمة إسلامية غير معترف بها لكنها مقبولة بالمغرب. وتطال المراقبة أيضا المساندين لجبهة البوليزاريو، وهي جبهة تنكر سيادة المغرب على الصحراء الغربية، كما أنها تلقى دعما كبيرا داخل المجتمع المدني الإسباني وداخل الدوائر السياسية الاسبانية... ومنذ 2017، انصبت مراقبة عملاء المديرية على الريفيين المؤيدين للحراك المستقرين بإسبانيا.
لقد تباهت المخابرات المغربية في غير ما مرة بمساهمتها في دحض الهجومات الارهابية في الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا، بالإضافة الى الدعم الثمين الذي تقدمه لأوروبا في حربها ضد الارهاب خاصة بمنطقة الساحل. وهكذا قام الزعماء الأوربيون بالتنويه بالتعاون المغربي دون الاعتراف بحالة معينة.
باستثناء الوزيرة العدل الإسبانية ، دولوريس ديلغادو، التي اعترفت في أكتوبر 2018، أنه "تم تفادي عمليات إرهابية في كاتالونيا بفضل المساعدة المغربية القَيِّمَة" يقول سيمبريرو.
"إن عناصر الاستخبارات وأيضا الشرطة لهم دراية بالجهاديين اكثر منا، لأنهم ثمرة الشر الذي تم استنباته في أرضهم، وانتقلت بذورها إلى أوروبا. لهذا نحن بحاجة إليهم" حسب تصريحات صاحب الكتاب.
وحسب دراسة تم نشرها في مارس 2019، من قبل الباحثين فرناندو ريناريس وكارولا غارسيا كالفون من معهد "ريل إلكانو"، فإن قرابة النصف (49,6 %) من الأشخاص المقبوض عليهم أو المقتولين بإسبانيا ما بين فترة 2012 و2017، ولدوا بالمغرب. ويحمل نسبة (36,4 %) من بين هؤلاء الجنسية الإسبانية ،كما أن عددا كبير منهم ولد بإسبانيا من عائلات مغربية وآخرون من مدينتي سبتة أو مليلية أو يعيشون بين هاتين المدينتين أو المدن المجاورة لهما .
وهكذا يستنتج سيمبريرو " أهمية التعاون الذي يقدمه ياسين المنصوري وعبد اللطيف الحموشي، رئيس القطب الأمني لشعبة الاستخبارات المغربية". ويضيف الصحفي أن هذه الأجهزة تستهدف "الحصول على تعويضات (...) من إسبانيا وأوروبا عموما" مما يفسر ميل هذه الأجهزة إلى مضاعفة الإعلانات والتصريحات حول نجاحها في إحباط العمليات الإرهابية.
عميل فرنسي "مكشوف" ويخت ملكي "موقوف"...
لقد عرفت العلاقة المتداخلة بين الرباط وشركاءه الأوروبيين بعض الازمات. ففي مقدمة الكتاب "عميل الخفاء"، يكشف سيمبريرو متى وكيف قطع المغرب علاقات التعاون الأمني بما فيه تعاونه في ما يخص محاربة الارهاب مع إسبانيا وفرنسا.
وهكذا عرفت سنة 2014، جمودا للعلاقات الفرنسية المغربية بسبب قضية الحموشي مما أدى إلى توقيف التعاون الاستخباراتي بين البلدين.
وفي 24 من شهر ماي، كشف موقع لو360، المعروف بكونه لسان حال الأجهزة الأمنية، للعلن عن اسم رئيسة المديرية العامة للأمن الخارجي بالرباط، وبكشف الستار عن شخصيتها كسكرتيرة ثانية بالسفارة الفرنسية، اضطرت أنيي فلين، إلى تقديم استقالتها...وهي واقعة حدثت للمرة الثانية حسب جريدة "لوموند" بعد الكشف عن هوية موظف فرنسي آخر بطنجة سنوات من قبل. ولقد صرح أحد الديبلوماسيين الفرنسيين قائلا أن "كشف الستار عن عميل فرنسي" من قبل المغاربة، هو أمر نادر وخطير ولا يمكن أن يعني إلا إعلان حرب لا أكثر ولا أقل".
وخلال إحدى عشر شهرا، أي من فبراير 2014 حتى يناير 2015، قامت المخابرات الاسبانية بتزويد الفرنسيين بمعلومات حساسة وذات أهمية حصلت عليها من الأجهزة المغربية الاستخباراتية.
وطال العقاب الاسبانيين أيضا لكن بشكل مؤقت : من خلال القرار الذي صرح به الوزير الاول محمد حصاد، لكاتب الدولة للأمن الاسباني، فرنسيسكو مارتنيز، بعد اعتراض وإيقاف اليخت الملكي الذي كان يبحر في شواطئ سبتة في اتجاه طنجة، عن طريق الخطأ من قبل الحرس المدني الإسباني في 7 غشت 2014، حسب مصادر على علم بهذا الحادث.
وفي 11 و12 من غشت، وكرد فعل على هذا الأمر، قامت الرباط بتقليص حراستها على الشواطئ وسمحت بذلك ل1400 مهاجر غير شرعي، ولمدة يومين، بالوصول إلى الشواطئ الاندلسية.
وقام وزير الداخلية الاسباني بالاعتذار عن هذا الخطأ الذي ارتكبه الامن المدني. وتوجه على وجه السرعة كل من رئيس مكتب الوزير، جافييه كوندي والجنرال البابلو مارتنيز، الذي كان مسؤولا آنذاك على قيادة العمليات. وقاما بتقديم تقرير يعتذرون فيه عن هذا الخطأ معلنين عن استقالة رئيس أركان الجيش بسبتة، أندريه لوبيز غارسيا. كما توجه وزير الداخلية في 27 غشت 2014، إلى تطوان ليعتذر للمرة الثالثة. وهكذا أعلن حصاد تراجع المغرب عن هذه الاجراءات. واستأنفت بذلك تبادل المعلومات بين البلدين والعمليات المشتركة لمحاربة الارهاب.
حرب الاستخبارات بين الرباط ومدريد
وقامت إسبانيا، قبل فرنسا بمنح وسام شرفي في أكتوبر 2014، للحموشي، وسام الشرف للشرطة، وهو أعلى تقدير من الدولة لعملاء الأجهزة الأمنية. "إن العمل المثالي" للشبكة المغربية الإسبانية ، حسب وزير الداخلية، هو سبب هذا التقدير، حتى إن كانت هناك فترات غير مرغوب فيها، توقف فيها التعاون بين البلدين يقول سيمبريرو.
إن نشاط العملاء والجواسيس المغاربة على المستوى الدولي تخللته بعض النكبات. وهكذا يسرد سيمبريرو في مقدمة كتابه عدة أمثلة لطرد عملاء مغاربة متهمين بالتجسس، كما هي حال رضوان لمهاولي، وهو عميد شرطة سابق بفنلندا، أصله مغربي وتمت إقالته سنة 2008، بتهمة التجسس لصالح المغرب. أو حالة كوثر فال، التي طردت من بروكسيل سنة 2008، بسبب "التدخل في شؤون الدولة والتجسس" حسب تقرير للأمن البلجيكي.
ولم تَسْلَمْ إسبانيا من هذه الحالات حيث جندت الرباط لوبيات تعتنق قضيتها، مثل خوسيه ماريس جيل غار، مدير مساعد للمرصد الدولي للأمن والذي كان قبل ذلك مدير معهد الأمن العام، وكذلك مخبرين على غرار الإمام أمين بلفقير، الذي تم تعيينه بمنطقة ميرس بألغار والذي تبين في ما بعد أنه يتحرش بالأطفال. وعلى إثر طرده من مدريد سنة 2010، تم ترحيل ثلاث عملاء إسبان في كل من تطوان والناظور. وفقد رجال دين آخرون رخصهم بعدما كانت جمعياتهم تنشط بإسبانيا تحت غطاء رسمي من وزارة الأوقاف المغربية والتي تمولها المديرية العامة للدراسات والمستندات.
كما طالب مدير الاستخبارات الاسبانية بترحيل نور الدين الزياني في ماي 2013 متهما إياه ب" تفضيل أهداف جهاز استخباراتي خارجي على الأراضي الإسبانية ضد أمن الدولة". وقد أنشأ الزياني ببردالونا اتحاد المراكز الثقافية الاسلامية بكاتالونيا وناضل إلى جانب الجماعات التي كانت تؤيد فكرة الحكم الذاتي خلال الحملة الانتخابية الخريفية لكاتالونيا في نونبر 2012.
استراتيجية مغربية "تؤرق" اسبانيا
ونقلا عن سانز رونالدون مدير الاستخبارات الاسباني، يقول سيمبريرو" إن المغرب بلور نهجا واستراتيجية تسمح له بالتوفر على وسيلة للتأثير والضغط عندما يرى ذلك مناسبا، على الادارة الاسبانية بتشويشه على السياسة الخارجية الاسبانية".
ربما هو يشير هنا الى النقد الذي وجهته الفدرالية الإسبانية للكيانات الدينية الاسلامية والتي يتحكم فيها عملاء من المديرية العامة للدراسات والمستندات ضد الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر، خلال إضرابها عن الطعام بلونزاروف في شهر ديسمبر 2009، أو ربما يشير الى قضية الحافلات التي خصصت في مارس 2010، لأجل نقل مئات المواطنين المغاربة القاطنين بإسبانيا لأجل التصدي لحشود البوليزاريو خلال القمة التي جمعت المغرب والاتحاد الأوروبي لأجل الاحتفال "بالامتيازات" التي حصل عليها المغرب في بروكسيل.
وعرفت فترة ما بعد الصراع حول جزيرة ليلى سنة 2002، بين الرباط ومدريد، مسلسل صراعات قادتها أجهزة الاستخبارات المغربية ضد سلطة الحزب الشعبي ومنها الإشاعة الكاذبة التي أطلقها في 2008، "لوبسيرفاتور دو ماروك"، الذي يديره أحمد الشرعي، وكان مضمونها أن جوزي أنزار، الذي كان حينذاك رئيس الحكومة الإسبانية، هو والد لطفلة من رشيدة داتي والتي كانت وزيرة للعدل في حكومة ساركوزي. وتم الحكم على الشرعي بأداء غرامة مالية قدرها 90.000 أورو، من قبل القضاء الإسباني "للتسبب هذه الإشاعة بأضرار معنوية"...
ولم يكن هذا الحدث الانتقام الوحيد للمغرب ضد اسبانيا. فقد تم إقصاء الشركات الإسبانية من الأسواق الرئيسية المغربية وكذا من طلبات العروض لصالح فرنسا والأمريكيين، دون نسيان الحرب الديبلوماسية والاعلامية ضد اسبانيا، حسب ما يرد في مذكرة بتاريخ أكتوبر 2002، للمديرية العامة للدراسات والمستندات...
ويذكر سيمبريرو انه في فبراير 2015، كشف "إلموندو" أن المغربية نادية الخالفي تبادلت 150 رسالة ما بين سنة 2008 و2011، مع مدير مكتب ياسين المنصوري. والخالفي متزوجة من الديبلوماسي غوستا فودي أريستيغي الذي كان حتى 2016، سفير إسبانيا بنيويورك ونيوديلهي. وكان في السابق المتحدث باسم الحزب الشعبي في اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية. وخلال هذه الفترة كانت خالفي تعمل لحساب "مينا ميد كنسولتين"، وهي وكالة للتأثير والتواصل، أسسها فؤاد علي الهمة، المستشار الملكي. وانطلاقا من هذه الوكالة وبتنسيق مع المديرية، قامت خالفي بتنظيم أنشطة أبانت "السيادة المغربية التاريخية على الصحراء" كما كتبت في رسالة إلكترونية. وك" ملحقة صحافية" قامت بدعوة الصحافة الإسبانية الى المغرب وقابل بهذه المناسبة بعض من هؤلاء الصحافيين المنصوري.
ويختم سيمبريرو قائلا "في بلد آخر غير إسبانيا، كان وضعا كهذا سيدفع وزارة الخارجية إلى فتح تحقيق حول هذه الانحرافات. لكن الوزير خوسي مانويل غارسيا مارغولا فَضَّلَ الصمت".
إجناسيو سيمبريرو، صحفي إسباني ولد سنة 1954 بمدريد. وغطى المنطقة المغاربية لصالح جريدة "البايس" لمدة 14 سنة، وعمل لدى الجريدة المنافسة لها "إلموندو". وهو صاحب كتاب "الجيران البعيدون : أسرار الأزمة بين المغرب وإسبانيا" لدار النشر غلاكسيا غوتنبورغ 2006، وهو دراسة حول العلاقات بين المغرب و إسبانيا. اما أحدث كتبه فهو" إسبانيا الله" لدار النشر إسفيرا ليبروس، 2016، وهو كتاب يدور حول الحضور الإسلامي بإسبانيا.
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.