S'abonner
Se connecter
logo du site ledesk
بالعربية
مختارات لوديسك بالعربية

Connectez-vous

Mot de passe oublié ?

Abonnez-vous !

Découvrez l'offre de lancement du Desk

60 DH
1 mois
Découvrir les offres
08.02.2018 à 15 H 13 • Mis à jour le 08.02.2018 à 15 H 13 • Temps de lecture : 1 minutes
Par

محاكمة المرتضى اعمراشا: فصول من محاكمة سريالية

El Mortada Iamrachen en août 2017. LE DESK
المرتضى اعمراشا، ناشط الحراك المعتقل و المحكوم عليه بخمس سنوات سجنا نافذة بتهمة "الاشادة بالارهاب والتحريض على ارتكاب أعمال ارهابية"، تم تأجيل محاكمته الاستئنافية حتى السابع من مارس. و قد حصل لوديسك على تقرير الاتهامات الموجهة له، مكتوبة تحت تصرف قاضي مكافحة الإرهاب عبد اللطيف العمراني. مجموعة من التهم خالية من كل حس عقلاني مما يدعو للتساؤل عن دوافع هذه المحاكمة الموجهة ل"رسول نوايا حسنة".


المرتضى اعمراشا، 31 سنة، وأحد وجوه حراك الريف، حكمت عليه محكمة مكافحة الارهاب في سلا بخمس سنوات سجنا نافذا، بتهمة "الاشادة بالارهاب والتحريض على ارتكاب أعمال ارهابية"، وقد اعتقل في الحسيمة في 10 يونيو في إطار حملة تستهدف المتظاهرين وقادة حراك الريف، فيما أُجّلت محاكمته الاستئنافية حتى السابع من مارس.


مساء أمس، كان أول ظهور له أمام قضاة الاستئناف، إذ طلبت منظمة هيومن رايتس ووتش من السلطات المغربية "مراجعة عاجلة"  لإدانته. لأن اعترافاته كانت تحت القوة، حسب ماقال محامييه وهيومن رايتس ووتش ، "وبدون النظر في الأمر، رفضت المحكمة ادعاء اعمراشا بأن اعترافه قد تم الحصول عليه تحت الإكراه" ، زاعما  أن الشرطة هددت ببث صور حميمة لزوجته كانو قد عثروا عليها على هاتفه الذكي، ووفقا لما ذكرته المنظمة غير الحكومية في بيانها، فإنه "ينبغي على السلطات أن تكفل عدم قبول أي اعتراف تم الحصول عليه تحت الإكراه كدليل في المحكمة".


الحجة الواهية لعدم قبول طلب الدفاع

ورفضت المحكمة الطلب مؤكدة أنه : "بعد أن نظرت المحكمة في تقرير الشرطة، لاحظت أن المتهم لم يوقع فحسب، بل كتب أيضا اسمه، [مما قاد المحكمة] إلى رفض طلب [الدفاع]، بسبب عدم جديته"، وفقا لما ذكرته هيومن رايتس ووتش، ففي الحكم، لم يذكر في أي وقت أن المحكمة نظرت (ناهيك عن التحقيق) في ادعاء اعمراشا أنه قد اعترف مكرها، كما أن الحكم لا يشرح كيف يمكن للإسم أو التوقيع أن يكونا دليلا على الإعتراف طواعية.


وقالت سارة ليا ويتسون، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش : "مرة أخرى، يُزج بناشط مغربي في السجن على أساس اعترافات متنازع عليها" ، مضيفة أنه "ينبغي على السلطات المغربية أن تحقق على نحو سليم في ادعاء اعمراشا، بأن تصريحاته للشرطة قد تم الحصول عليها تحت الإكراه، كما عليها أن تزيل من الملف أي عنصر قد يكون ناجما عن إكراه".


وقال محامو المرتضى اعمراشا، أنه "تم سؤاله بشكل أساسي حول تنظيم الحراك وتفاصيله العملية"  خلال استجوابه من قبل شرطة مكافحة الإرهاب.


وقد ركزت العدالة على اثنين من منشوراته في الفيسبوك، في الأولى نقل خبر إغتيال السفير الروسي في تركيا، في 19 ديسمبر 2016، من قبل شرطي تركي يبدو أنه تصرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية. المنشور الذي اطلعت عليه هيومن رايتس ووتش، والذي لم يعلق فيه المرتضى على الخبر بل نقله فقط  كسائر وسائل الاعلام، بالقول بأن القاتل صاح : "إننا نموت في حلب، وأنتم تموتون هنا". وبعد ذلك بقليل وفي نفس اليوم، أضاف اعمراشا على بروفايله بالفيسبوك أن : "مقتل السفير الروسي جريمة إرهابية، ومؤلفها مجرم …  مهما كانت دوافعه".


وبالإضافة إلى ذلك، اعتمدت المحكمة على تعليقات ساخرة نشرت على صفحته على الفيسبوك، حيث كان يسخر من صحافي مزعوم سأله متهكما عن رحلة مزعومة الى كهوف تورا بورا في أفغانستان، وعن أنه تلقى الأمر من "زعيم القاعدة (… ) لإدخال الأسلحة إلى الريف". وكما أظهر موقع لوديسك سالفا : فإنه من المعروف جيدا أن كهوف القاعدة في أفغانستان التي لجأ إليها بن لادن وأتباعه لفترة من الزمن قد قصفت تماما ونظفت من شاغليها خلال الهجوم الأمريكي الكبير الذي وقع في ديسمبر 2001، وفي ذلك الوقت كان المرتضى اعمراشا بالكاد دخل مرحلة المراهقة…


ووفقا لما ذكرته هيومن رايتس ووتش، فان محمد صادقو، أحد محامييه، قال بأنه : "في تدوينته على الفيسبوك، سرد اعمراشا  كيف سخر من صحفي كان قد وجه له  اتهامات سخيفة، وأخبره حقائق وهمية متحديا إياه في نشرها"، ومع ذلك، فإن البيان الذي كتبته الشرطة ووقعه اعمراشا في يونيو لم يذكر ان الأمر يتعلق بسخرية..


وختمت سارة ليا ويتسون قولها بأن "المحكمة تجاهلت شرح المرتضى اعمراشا لتدوينته على فيسبوك، ولم تحقق في ادعاءاته بالاعترافات القسرية، واعتمدت فقط على هذه الاعترافات للحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات"، وقالت "ان هذه القضية ربما لا علاقة لها بالارهاب، بل انها وسيلة ملتوية لمعاقبة المرتضى".


قاموس جهادي مستعمل في التدوين من طرف… العدالة

العناصر التي يمكن أن تدعم أطروحة أن السلطة القضائية كانت على عجلة من أمرها وأن هذه القضية مفبركة، تتواجد في بيان الوقائع الذي دونه كاتب العدل لإثبات الإدانة، مجموعة من التعابير والمصطلحات تدعو لطرح أكثر من سؤال.



أحد المقاطع من التقرير المحرر والذي يضع المحاكمة في سياق تاريخي، يتحدث عن الحرب الثانية للخليج، يصف فيها رجل العدالة المقرر للإدانة، أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق والذي قتل في 7 يونيو 2006، ب"الشيخ". ويصف الهجوم الأميركي على نظام صدام حسين بانه "عدوان جبان"...



في مقطع آخر، يتم التشكيك في الهجمات الدموية التي وقعت في 16 ماي 2003 في الدار البيضاء، مشككا فيها ،ملمحا بكونها "أحداث مدبرة"...



بل ابعد من ذلك يصف كاتب التقرير ضابط الشرطة التركي الذي قتل السفير الروسي في أنقرة بأنه "شهيد"...



والأكثر سخرية في التقرير هو اتهام المرتضى باستعماله اسم الكاتب والمثقف السعودي عبد الله القسيمي اسما مستعارا. الكاتب الذي توفي في عام 1996، المشهور بتغييره الجذري من سلفي متطرف إلى ملحد يدافع بقوة عن الحق في اختيار العقيدة والعلمانية. استعمل كاتب التقرير هذه المعلومة في تعبير يتحدى كل ذكاء أو فهم. اذ يتهم القاضي المرتضى باعجابه بهذا "المفكر الذي ينبذ في كتاباته الارهاب والتطرف رغم أنه ملحد"، تهمة استعصى علينا ادراكها…



تستخدم العدالة بنفسها مصطلحات جهادية شرسة، لا يمكن تفسيرها إلا بعدم كفاءة مؤلفيها والطابع العجالي لمحاكمة انتقامية. فهل أدرك القاضي أن حججه السريالية ستتعرض لقراءة تمحيصية دقيقة؟ هل هناك رغبة في معاقبة "رسول النوايا الطيبة"،المرتضى، الذي وافق في وقت ما التواصل مع السلطات ونادى لذلك دون الانسلاخ عن قضيته ومطالب الحراك؟


جدير بالذكر أن المرتضى المتابع اليوم بتهم الارهاب كان قد  حصل في عام 2015، على جائزة التسامح التي منحته إياها منظمة "البحث عن أرضية مشتركة"  الأمريكية، خلال مراسيم رسمية أقيمت في الرباط تحت رعاية المعهد العالي للقضاء… معهد من يحاكمونه اليوم.


لقراءة المقال الاصلي

©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite